من "السبعين" إلى واشنطن.. الحوثي والنفاق المفضوح
في كل مرة يحاول الحوثي الاصطياد وركوب موجة التعاطف العالمي مع غزة تتضح جلياً أساليب النفاق والترويج للأخلاق المصطنعة في إجراءاته وأساليبه أمام الرأي العام، ولا يكاد يخرج من موقف ويدخل في آخر إلا ويتعرى أكثر، وهذا هو الطبيعي لجماعة تحاول بمكياج الإعلام تحسين صورتها البشعة فكراً وسياسة وتعاملاً.
ومع استمرار العدوان الصهيوني على غزة، واتساع رقعة التضامن مع الضحية والتي وصلت إلى الجامعات في أمريكا، والاعتصامات الطلابية، كموقف إنساني، وجد الحوثي أنها فرصة سانحة ليظهر رقياً زائفاً وداعماً إعلامياً ساذجاً للموقف الطلابي في تسويق غير أخلاقي لموقف يتنافى مع مبادئ وسلوك هذه الجماعة الإرهابية، فبدأت قيادات الحوثية ووسائل الإعلام التابعة لهذه الجماعة بإظهار دعم ومساندة إعلامية وكأن الموقف يتسق تماماً معها ومع مبادئها.
الحوثي يقمع أي صوت يعارض مشيئته، يعتقل أي كلمة تخرج من فم ناشط سياسي أو مواطن عادي، يحاصر الكلمة والصوت بالبندقية والنار، يمنع المظاهرات في مناطق سيطرته، ويمنع التجمعات، ويخوّن من يدعو للتظاهر لأي سبب كان، السجون ممتلئة بكل من أظهر رغبة في مظاهرة تدعو للعدالة، والتهم جاهزة لأي مواطن يريد رفع الظلم أو الشكوى من الألم.
تنكشف الحوثية الإرهابية أكثر عندما تحاول الاصطياد في مياه تتنافى تماماً مع توجهاتها الطائفية والسلطوية، تنكشف أكثر عندما تحاول ارتداء ثوب الأخلاق في مواقف خارج حدودها وتمارس كل أنواع القمع والقهر والظلم في مناطق سيطرتها، تنكشف أكثر عندما تحاول تستخدم مكياج حقوقي لإظهار التضامن مع الطلاب في الولايات المتحدة وحقهم في التظاهر والاعتصام، وهي التي تجعل من ميدان السبعين مكاناً لمظاهرات هي من حددت أجندتها وأهدافها وشعاراتها وهتافاتها، وتمنع أي مظاهرات خارج إطار تأييدها وأجندتها.
الحوثية مع حق الأمريكيين في التظاهر بينما يسحق أي مواطن في صنعاء وغيرها إذا اشتكى من الألم والجوع والقهر والظلم وسياط المشرفين، حتى في المظاهرات في السبعين تحت شعار التضامن مع غزة، نجد أن الأجندة مكرسة لدعم ظهور الحوثي بثوب أخلاقي طالما تمنى أن يحصل عليه.