"الطفولة" بمناطق سيطرة الحوثي.. انتهاكات وجرائم حرب جسيمة
تواجه الطفولة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، مخاطر كارثية تتجاوز مسألة انتهاك الحقوق، إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وضد الطفولة، ابتداءً باقتيادهم للجبهات وقوداً لمعارك المليشيا الحوثية وإعادتهم جثثاً هامدة، وليس انتهاءً بحرمانهم من حقوق التعليم والرعاية والصحة والغذاء.
منذ العام 1990م تحتفى هيئات الأمم المتحدة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل 1989م وللاتفاقية المتعلقة بها، وذلك من اجل تعزيز الوعي بحقوق الأطفال وحفظ وحماية الطفولة من كافة أشكال العنف.
يتعرّض الأطفال في صنعاء والمحافظات المجاورة لكافة أشكال العنف والمصادرة للحقوق، وحرمانهم من حق الحياة وذلك بخطف أرواحهم واستخدامهم في أعمال عسكرية، فيما يشبه الحرب الممنهجة ضدّ الطفولة منذ انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر/ أيلول 2014م.
وجاء في وثائق الأمم المتحدة أن اختطاف الأطفال ضد إرادتهم وإرادة أولياء أمورهم من الكبار، سواء بصورة مؤقتة أو دائمة، أمر غير مشروع بموجب القانون الدولي، وقد يشكِّل خرقاً خطيراً لاتفاقيات جنيف بل يصل إلى جريمة مرتكبة ضد الإنسانية وجريمة حرب.
وشهرياً يستقبل الأهالي في صنعاء والمحافظات المجاورة لها جثامين عشرات الأطفال العائدين جثثاً ممزقة، كانت مليشيا الحوثي اقتادتهم بالترغيب أو الترهيب، وفي عمليات اختطاف من المدارس والشوارع، ودفعتهم وقوداً لمعارك ديمومة استمرارها في اغتصاب مؤسسات الدولة والسطو المسلح على مكتسبات الثورة والجمهورية والدولة اليمنية.
وحسب وثائق الأمم المتحدة فإن تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر للعمل بوصفهم جنوداً أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف، كما يتم تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.
وفي حين اتهمت الحكومة الشرعية رسميا مليشيا الحوثي بتجنيد قرابة 5 آلاف طفل يمني خلال العام 2020م، كان مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، كشف في وقت سابق تجنيد الجماعة الحوثية الموالية لإيران أكثر من 30 ألف طفل، معرضين لمخاطر الموت وانتهاك حقوقهم.
تقارير حقوقية وثقت من جانبها أواخر العام الماضي 2019م، ارتكاب مليشيا الحوثي 65 ألفاً و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية، بينها أكثر من 7 آلاف حالة قتل، خلال الفترة من 1 يناير 2015 وحتى 30 أغسطس 2019.
وفي ندوة لها كشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن إجمالي حالات الانتهاك لحقوق الإنسان من قبل مليشيات الحوثي، منذ مارس 2015م، وحتى أبريل 2018م، بلغت 18491 قتل منهم 1372 من الأطفال، فيما بلغ عدد المصابين من الأطفال 3882، من أصل 30362 جريحاً، في حين بلغ عدد ضحايا الألغام من الأطفال 204 قتلى وإصابة 307 آخرين.
إلى ذلك كان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، وثّق هو الآخر، 305 حالات تجنيد أطفال خلال الفترة من يناير وحتى مايو من العام 2018م، من قبل مليشيا الحوثي، موضحا أنّ 70% من الأطفال المجندين خلال تلك الفترة قتلوا في الجبهات.
وخلال عام 2017م، وثّق هذا التحالف الحقوقي وقوع 902 حالة تجنيد أطفال من قبل مليشيا الحوثي، فيما تشير تقارير منظمات مدنية أخرى إلى أن ثلث مقاتلي المليشيا الحوثية من الأطفال.