في زمن الحوثي.. القتل أقل جرماً من ربطة العباية!!

11:28 2020/11/08

لا أعلم ما الذي يشعر به مشرفو مليشيا الحوثي في صنعاء، والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم، عندما يصدرون تعميمات غريبة، وتدخل في صميم الحرية الشخصية، تارة بمنع اللوحات الدعائية التي تحمل صوراً لنساء، وتارة أخرى ضد العباءات النسائية، بحجج واهية يأتي على رأسها أنها -الصور والبالطوهات- تتسبب في تأخير النصر!! لا نعرف ما هي الحالة النفسية التي تنتابهم لإصدار هكذا تعميمات لا تجلب لهم سوى السخرية ومزيد من التردي والكراهية.
 
لا يحق للحوثي ومن على شاكلته أن ينصب نفسه قاضياً على الناس، ويفرض عليهم سلوكيات وممارسات نابعة من ساديته، ومرض مشرفيه، او شذوذهم الفكري ورغبتهم الجامحة في إظهار اقصى درجات التشدد والتطرف والتزمت والاستهبال لإرضاء طهران ومعمميها، لا يحق للحوثي أو غيره من جماعات الشر والاتجار بالدين أن يمارسوا الوصاية على الناس، وكأن المجتمع قاصر لا يعرف ما ينفعه أو ما يضره، فليس الحوثي أو بقية جماعات الإسلام السياسي جديرين بأن يكونوا مصلحين، خصوصاً وأن الواقع اثبت أنهم بؤرة فساد، وعنوان خراب، ورمز عمالة وأس ومن أسس الدمار والإرهاب.
 
وكم هو مضحك أن يأمر الحوثيون بأشياء يرونها نابعة من الدين وفق تفسيرهم الخاص المغلوط، بينما يغفلون عن حقيقة يعلمونها ويعلمها الجميع بأنهم من أرباب السوابق وقاطعي الصلوات، وكيف يغفلون عن تندر المجتمع بهم بعد كل تعميم (سخيف) يتدخل في حياة الناس، فهناك من يقول "كيف بمن لا يصلي ولا يدخل جامعا أن يأمر الناس بشيء من أمور الدين الذي هو غافل عنه"؟! ليجيبه الآخر ومن قال أن الحوثي يعرف دين الله وحق الله حتى تصدقوا أنه يخاف على حدود الله التي هو أول من أنتهكها؟!!!
 
يلاحق الحوثي تلفونات الناس وعباءات النساء، ولوحات المحلات، ويعتبرها تعديا على دين الله وشريعته، ومن مؤخرات النصر الإلهي لهم، وينسى أن ما يرتكبه من قتل وسفك للدماء وإزهاق للأرواح هو أشد المنكرات والمحرمات، فالرسول قال (ولهدم الكعبة حجراً حجر أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم) ولم يصدر عن الرسول حديث عن اللوحات الدعائية والبالطوهات النسائية، فقد اكتفى بتبيان كل أمر وتوضيح عاقبة كل تجاوز مهما علا شأنه أو قل، لكن أكثر ما شدد عليه هو عصمة الدم والمال والعرض والنفس، وهي ما استخف بها الحوثي وكفر بها.