Image

قرار حوثي مفاجئ للمواطنين ومنعش لسوق المليشيات السوداء

أوقفت مليشيات الحوثي، وبشكل مفاجئ المحطات التابعة لشركة النفط وأبرزها المحطة النموذجية في شارع الستين بالعاصمة، عن العمل منذ يوم الاثنين 26 أكتوبر الجاري.
 
 
وقالت مصادر في شركة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات، إنه ورغم دخول سفينة تحمل البنزين إلى ميناء الحديدة، وإعلان الشركة بدئها بتوزيع كميات البنزين إلى الأسواق ومنها العاصمة صنعاء، بهدف تخفيف الأزمة المستمرة منذ عدة أشهر، إلا ان مليشيات الحوثي اوقفت المحطة النموذجية عن العمل رغم انها اكبر واهم محطة تزود المواطنين بالبنزين في العاصمة صنعاء، بسبب كبر خزاناتها ووجود عدد كبير من (الطرمبات) فيها مقارنة ببقية المحطات.
 
وأرجعت المصادر السبب إلى تعمد مليشيات الحوثي تطويل ازمة المشتقات النفطية وذلك في اطار سياساتها الممنهجة لافتعال الأزمات وتحويلها إلى وسيلة لمعاقبة المواطنين واشغالهم بملاحقة متطلبات حياتهم اليومية وعدم اتاحة الفرصة امامهم لاتخاذ مواقف سياسية مضادة للظلم والانتهاكات والسرقات التي تمارسها المليشيات بشكل يومي.
 
وحسب المصادر فإن المليشيات تسعى لاتاحة الفرصة أمام توسع وانتشار السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية والتي باتت إحدى الوسائل التي تستخدمها المليشيات في جني الارباح بمئات الملايين، مؤكدة أن قيادات المليشيات فرضت على تجار السوق السوداء دفع نسبة على كل صفيحة بنزين أو ديزل يبيعونها مقابل السماح لهم بممارسة عملية البيع دون أي مضايقات.
 
وأشارت المصادر إلى أن المبالغ المفروضة على تجار السوق السوداء من قبل المليشيات تختلف حسب وضع التاجر ومدى ما يملكه من كميات للبيع في السوق السوداء، فكلما كان التاجر يهرب كميات كبيرة دفع نسبة مالية أعلى.
 
ومنذ ظهور أزمة المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات سارعت قيادات الحوثي إلى الحديث عن سعيها لمحاربة السوق السوداء والتزامها بتوفير المشتقات النفطية ضمن سياسة ما أسمته بالتقشف الا انها سرعان ما اوقفت الاجراءات التي كانت بدأتها ضد تجار السوق السوداء وسمحت لهم بممارسة عملهم في وضح النهار حتى بات تجار السوق السوداء يتواجدون في كل جزء من شوارع العاصمة ويمارسون عملية البيع بأسعار مرتفعة دون أي رقابة، قبل أن تعقد المليشيات اتفاقات مع تجار السوق السوداء على دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالعمل، بل إن المصادر تؤكد أن كثيرا من تجار السوق السوداء في العاصمة هم وكلاء يعملون لصالح قيادات في مليشيات الحوثي تستغل أزمة المشتقات النفطية للتكسب والتربح وجني عشرات ومئات الملايين.