أنت بعينيها

10:24 2020/10/04

لمن نحب نكهة ورائحة لا يستطيب غيرها القلب؛ ليست رائحة الجسد فقط؛ فرائحة الأجساد يعللها القرب والتعود أحيانا؛ أما رائحة الأرواح فيصنفها الشعور فقط.
 
الشمّ مرتبط بالشعور ارتباط البداية والنهاية. 
فللحب رائحة وللذكريات رائحة وللحزن وحتى الموت أيضا.
 
أما رائحة الحب في صورته البدائية فشيء يشبه رائحة القبول أو الرفض لدى الحيوانات في حالة الشمّ في موسم التزاوج.
 
وفي أسمى صوره فشيء يشبه رائحة الأم دون غيرها؛ رائحة ابن القلب والأم تتنشقها بقوة.
 
ورائحة الحب في أجمل حدوث لها هي حالة الشوق حين يطغى لضم من تحب وتنفس رائحته.  
 
يلتقي البشر ببعضهم آلافا ويقع القلب في شخص واحد؛ ربما تجمعهم صدفة المكان والزمان ويربطهم ذلك الشعور بالأمان والاكتفاء. 
 
يظنون أن رائحة العطور هي من تجذب الأشخاص لبعضهم لكنني أجزم أنها ليست رائحة العطر فنوع العطر متاح للجميع فلماذا قد تحبه في شخص دون غيره.
 
قد تكون رائحة الجسد حين تخالط ذلك العطر؛ رائحة الروح التي تضفي على الشيء رائحة يشتمها القلب قبل الأنف أحيانا.
 
وكأننا نقتطع من ذواكرنا مكانا ومن خلايا أجسادنا وأرواحنا ركنا لرائحة من نحب يظل مكانها محفوظا كجزء منا كل العمر.
 
إن للعشاق في الشمّ مذاهب.. يستنشق المحب في الحبيب الأطايب.
وكأن رائحة من نحب تهمس بحديث يصل القلب قبل حديث اللسان.
حين تسبقه رائحته لتملأ المسافات شوقا وعشق..
 
#أنت_بعينيها