منافسات الحوثي والإصلاح

05:09 2020/07/30

 آلة الزمن
 
منذ سيطر الحوثيون على صنعاء وما جاورها من المحافظات الشمالية، عادت كل المفاهيم السيئة التي كان شعبنا قد دفنها منذ خمسين عاما، ولطالما سمعنا من أجدادنا عن حياة البؤس التي عاشوها في ظل حكم الإمامة، وللأمانة كنا في بعض الأحيان لا نصدق كل ما يقولونه لأنه كلام مبالغ فيه، لم نكن نعلم أننا سوف نعاني نفس المعاناة وربما أشد ونحن في القرن ال21، فقد أعادنا الحوثي للوراء، وبات الجوع والظلم والجهل والطبقية التي حدثنا عنها أجدادنا قديماً، ماثلا أمامنا ونتجرع اليوم كل ما تجرعوه قديماً.
 
سلطة المنافسة
 
بوقاحة منقطعة النظير، أو لنقل بعقلية منفصلة عن الواقع، يتحدث أتباع الحوثي والمسؤولون الثقافيون (المكلفون بالتغرير وجلب المقاتلين)، عن نهضة وتنمية أوجدتها 21 سبتمبر، وأنهم فقط ينتظروا وقف الحرب ليبهروا العالم بمخترعات واقتصاد وانتاج ينافس اليابان -أي والله هكذا يقولون- والواقع المعاش والماثل أمام اليمنيين كله يثبت عكس ما يتحدث به الحوثي ويروجه أتباعه.
 
وللإنصاف فهم خلقوا منافسة بين دور مؤسسات الدولة الرسمية ولجانهم الثورية والشعبية والناهبة والعنجهية، ففازوا بالمنافسة ودمروا مؤسسات الدولة.
 
وخلقوا منافسة بين (عربيات) التين الشوكي والسوق للمشتقات النفطية، وفعلا تفوق باعة السوق السوداء في عددهم على عدد عربيات التين الشوكي.
 
وخلقوا منافسة بين قياداتهم وبين علي محسن وكافة النافذين والناهبين، وها هم اليوم في الصدارة متساوون وربما متجاوزون كل سيء عرفناه في بلادنا، ليصبحوا الأسوأ.
 
وتنافسوا مع الإصلاح في العمالة والتبعية وتدمير الوطن وتعذيب المواطن، وفي هذه ايضاً يحققون مراكز متقدمة متساوين مع الإصلاح مع مراعاة (قيمة التمويل) والجهة الممولة وإن كانت قطر هي الأم الرؤوم لكلتا الجماعتين، وأيضاً مع مراعاة طريقة التنفيذ والاختلاف في بعض الطرق المتبعة.