الحوثي يسهل مهمة كورونا بإعادة فتح الجامعات

11:01 2020/06/27

تشيع صنعاء يومياً العشرات من ساكنيها وكذلك تفعل أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، جراء إصابتهم بفيروس كورونا "كوفيد19" المستجد، لدرجة تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى صالة عزاء مفتوحة، لا تخلو فيها ساعة من نعي وتعزية، وأخبار الفقد والرحيل، برغم كل محاولات التعتيم الحوثية وعدم الإفصاح عن الأعداد الحقيقية لمجمل الإصابات وعدد الوفيات جراء هذا الوباء الذي تؤكد بعض التقارير والإحصائيات غير الرسمية أن اليمن تتصدر أعلى نسبة وفيات في العالم مقارنة بعدد الإصابات، حيث بلغت نسبة الوفيات 23% وأكثر.
 
اليمن المدمر وشعبه المعذب نتيجة صراع جماعات الإسلام السياسي، وغياب المشروع الوطني لدى القوى والأحزاب السياسية عموماً، اليمن الارض والإنسان والمستقبل لم يعد فعلياً في أجندة اهتمام المتصارعين، ولم يعد أي طرف من الأطراف المتحكمة بالمشهد يعمل من أجل الشعب الذي يتشدقون به كثيراً، فالواقع أثبت أن الحاكمين في صنعاء يتنصلون من كل واجبات الدولة ومسؤولياتها، وما ينبغي عليها تقديمه للمواطن، متحولين في ذلك من سلطة تخدم المواطن وترعاه، إلى سلطة تنهبه وتقتله مرضاً وجوعاً، وتتسول به وبواقعه لدى المنظمات الدولية، فلا يهمها من يموت وكم يموت، لذا لم تهتم بالوباء وأصرت على نكرانه ومعاقبة من يكتب عنه أو يعطي معلومات حقيقية عن عدد المصابين والمتوفين، والأسلوب الهمجي والإرهابي في التعامل مع من تم الاشتباه به كمصاب بكورونا.
 
ولأنها جماعة جاءت بالموت، ومشدودة للماضي الميت أيضاً، ويهمها الجبايات لا الاحترازات، غضت طرفها عن الأسواق وكل (مول) دفع الإتاوة المفروضة، ولم تبادر بإغلاقها أو حتى اتخاذ إجراءات سلامة حقيقية، لذا لا عجب أن تبادر الجماعة في قمة انتشار وتفشي الوباء بإعلانها عن عودة التعليم الجامعي، والامتحانات المدرسية، خلال الأسابيع المقبلة، وكم هو مضحك أن تعلن (حكومتهم) التوقف عن التعليم قبل وصول الوباء، والعودة إليه في وقت الذروة..
 
سياسة القتل الصامت والخلاص المقدر هذه هي ربما سياسة الجماعة بعد إعلانها عودة فتح صالات الأعراس والجامعات وغيرها من المرافق التي تشكل مكاناً للازدحام وعرضة للإصابة ونقلها بسرعة وسهولة بين أوساط المجتمع. 
 
وكعادتها في الشطحات الغبية، دون النظر للواقع ومستوى الخدمات التي يحصل عليها المواطن، قررت الجماعة المغيبة عن الواقع والبعيدة عن المنطق، وحكومة (الديكور) في صنعاء، تطبيق التعليم الإلكتروني لطلاب الجامعات، وهو بالطبع قرار خيالي غير سليم، ولا تستحمله الشبكة الوطنية للاتصالات حتى لو افترضنا ان لكل الطلاب امكانية الوصول للشبكة وهذا ليس حقيقيا (مجرد افتراض)، ستنهار الشبكة وتتوقف الأعمال بسبب الضغط.
 
 يجب أن تكون الحلول واقعية ومنطقية ووفق الإمكانيات إلا أننا نطالب بما لا تمتلكه الجماعة الحوثية (الواقعية والمنطق).
 
استغرب من صدور هكذا بيانات عبر الحكومة الديكورية في صنعاء، فهم على الأقل يحملون شهادات عليا، وفيها شخصيات كنا نقول إنهم راشدون، ولن يقرروا شيئا فيه شطحات وبعد عن الواقع وعنتريات تعد حصرية على الجماعة الحوثية... نتساءل اين الاستشاريون والمهندسون ليوضحوا أن نقاط الانترنت داخل العاصمة صنعاء نفسها غير متوفرة، وأن خطوط شبكة الانترنت لا تصل حتى لمناطق داخل العاصمة فضلاً عن بقية المناطق المسيطر عليها حوثياً، وأن برامج التواصل عن بعد تحتاج سعات وسرعات تتوافر فقط للخطوط الذهبية وحتى لو توفرت لن تحتمل الشبكة الضغط.. انهارت شبكات دول عظمى كفرنسا وبريطانيا إلا أن للحوثيين عجائب وفنونا، وكما يقال الجنون فنون، من يقل إن هذا حل فعليه أن ينظر لواقعه، وواقع الإنترنت في اليمن (أسرع من السلحفاة بثانية)، الحقيقة أن هذه ليست حلولا، وإنما مشاكل جديدة ستنتهي إلى طريق مسدود وضغط شديد على الطالب واساتذة الجامعات بدون نتيجة.