هل أدرك السعوديون ماذا لديهم؟

09:08 2020/06/24

خطوة أخرى جادة من المملكة العربية السعودية بدرت منتصف هذا الأسبوع، لوضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ، كانت كفيلة بإلقاء حزب الإصلاح كل أوراقه على طريق المقاومة والمقامرة.. الأمر الذي يؤكد أن هذا الحزب المسيطر على الشرعية -رئيساً وحكومة وجيشاً- كان وراء إعاقة تطبيق الاتفاق منذ البداية وحتى اليوم، وأنه كان وراء الحشود العسكرية من مأرب باتجاه الجنوب في أغسطس 2019، وفي أبريل 2020، وأن معركته مع الانتقالي لا علاقة لها بوحدة أو انفصال، وأنه يرى أن اتفاق الرياض لا يخدم مصالحه الحزبية، وأن كل مظاهر وشعارات الحرص على الشرعية هي للحرص على مصالحه، وأن الشرعية مغلوب على أمرها.. فهو الشرعية والشرعية هو بعد أن طوقها من كل جانب، وصرفها تصريف المستحوذ، وتعامل معها تعامل المرابي شيلوك.
 
ما إن أعلنت السعودية فك الاشتباك في أبين، وتطبيع الأوضاع في جزيرة سقطرى، وجمع ممثلي الانتقالي والرئيس هادي في الرياض للاتفاق على تنفيذ اتفاق الرياض، حتى تبددت الأوهام التي كان أصحابها يفرقون بها بين التجمع اليمني للإصلاح والإخوان المسلمين.. وزالت المسافة بين إصلاح السعودية وجناحه القطري- التركي.. وأظهر إصلاح السعودية أنه إصلاح من يخدم مصالحه أكان في الرياض أو الدوحة أو أنقرة أو واشنطن أو السعير.. وأن مصالحه مقدمة على مصالح اليمن واليمنيين، ومقدمة على اتفاق الرياض، وعلى التحالف مع الرياض إن اقتضى الأمر، ومقدمة على مخرجات الحوار الوطني، وعلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعلى قرارات مجلس الأمن الدولي.
 
أن تصبح السلطة الشرعية شراكة وطنية، فهذا لا يرضي حزب الإصلاح الذي اعتاد على الاستئثار بكل شيء تأتيه فرصة للتفرد به.. استأثر بالشرعية بكل تفاصيلها، وخذلها من الداخل والخارج، وسود وجهها في الجبهات، وفي الدوائر المالية، وفي الإدارة، والعجيب أنه ما يزال يقطر شرعية.
 
حركت السعودية جمود اتفاق الرياض، فتحرك الإصلاح في كل اتجاه للمقاومة: حرك الإخوان المسلمين، وبعث الروح في ما يسمى شباب ثورة فبراير، وأصدر باسم القبائل بيانات، وباسم المنظمات احتجاجات ضد السعودية التي صارت منذ عشية الاثنين الماضي عدواً تاريخياً لليمن ودولة احتلال، ضميمة إلى دولة الإمارات العربية المحتلة، والمطلوب الآن أن تسكت المدافع في الجبهات، وأن يتفرغ الإصلاح والإخوان والحوثيون وكل الشرفاء! معاً لمعركة التحرر الوطني من الاستعمار السعودي- الإماراتي!
 
تلك بعض مظاهر النفعية الإخوانية- الإصلاحية المستحكمة.. ولا ندري هل يدرك السعوديون ذلك حق إدراكه.. كانوا يمتدحون السعودية، ومضاعفة في المكر كانوا يظهرون قلقهم غير الحميد وإشفاقهم عليها من مؤامرات إماراتية لا تنقطع، فإذا هي حركت جمود اتفاق الرياض، صارت متآمرة مثلها مثل الإمارات سواءً بسواء، ويحب طردها من التحالف العربي لدعم الشرعية، طالما هي قررت الفصل بين المشتبكين في أبين، ووضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ، وأهلاً بتركيا على رأس تحالف دعم الشرعية الإصلاحية- الإخوانية!!