في يومها العالمي.. كيف احتفلت الإذاعات اليمنية وماذا قالوا عنها
يمر هذا اليوم والإعلام اليمني الإذاعي يترنح في ظل الصوت الواحد والموجه الواحد والرأي الواحد بلا آخر.
تفريخ الأثير
عمد الحوثيون، منذ اللحظات الأولى، إلى تفريخ العمل الإذاعي إلى جانب السيطرة المطلقة على الإذاعات "الرسمية"، افتتحوا مجموعة من الإذاعات التي كرست الصوت الواحد (الزامل _الصرخة)، وما دونهما مجرد صدى غير مفهوم.
كانت إذاعة صنعاء من أهم الإذاعات على المستوى العربي واليمني، فقد ارتبطت بوجدان اليمنيين وكيانهم، عبر أجيال متلاحقة، ابتداءً من ثورة 26 سبتمبر مروراً ب14 أكتوبر وحصار السبعين، وكل ما صاحبهما من تحولات في المشهد اليمني.
مر من خلال الإذاعة خيرة الرجال والنساء العاملين في الحقل الثقافي والإعلامي والأدبي والسياسي، وتلاحقت أجيال الخريجين من الشباب في السبعينات والثمانينات والتسعينات وحتى أحدث الربيع اليمني 2011م.
كانت الإذاعة بمثابة الرفيق المخلص للمواطن اليمني بشكل عام، من برامج متنوعة في الدين والسياسة والدراما والأدب والصحة والتعليم.
اليوم معظم الإذاعات وكر للأحقاد والتعبئة المناطقية والمذهبية والتحريض ضد الآخر وتشويه النسيج الاجتماعي.
إذاعات فاشلة
يقول أصيل ساري، صحفي استقصائي: الإذاعات من أكثر الوسائل وصولا للجمهور المحلي، ولكن للأسف أن أغلب هذه الإذاعات لا تقدم محتوى جيدا ومفيدا.. وفي أغلبه ترفيهي أو إعلانات وزوامل.
ويضيف، هذا يعكس إما عدم رغبة القائمين على هذه الإذاعات بتقديم محتوى جيد حتى يظل العائد الإعلاني مستمرا، أو عدم قدرتهم على بث رسائل قيمة ومتجددة.
أما الناشطة وداد البدوي، فقد اختصرت الأمر بقولها: مهمة الوسائل الإعلامية هي الرقي بذائقة المتلقي وليس الانحدار لمستوى التهريج.
يقول الإعلامي فيصل الشبيبي، أحد الكوادر التي اغترفت من هذا النهر، إن الإذاعة شكلت الكثير من وعي اليمني بمحيطه من خلال برامج ترفيهية وثقافية ومسلسلات وتوعية بالقضايا الاجتماعية والصحية.
وأضاف، إذاعة صنعاء التي حافظت على رونقها على مدى أكثر من خمسة عقود، كانت النافذة الثقافية والإخبارية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وكان مذيعوها ومنتسبوها من جميع ألوان الطيف السياسي، تجمعهم الزمالة والإخاء والمحبة والثقافة الموسوعية.
وختم آسفاً: اليوم وتحت حكم العصابة، يتحسّر كل من يسمعها، ولا يصدق أنه يسمع تلك المنارة الشامخة، التي ارتبط بها كل جميل. لقد تراجعت إلى أدنى مستوى، وأصبحت وسيلة للشتم والسب والتهريج.
أسماء خالدة في الوجدان
الكاتب والناشط عبدالله الرويشان، عرج على أهم الأسماء الإذاعية التي مرت من صرح إذاعة صنعاء: يجب أن نقف إجلالا واكبارا في هذا التاريخ وعرفاناً لكل مذيع ومذيعة تلذذت مسامعنا بأصواتهم وتغذت أفكارنا من موائد برامجهم.
وأضاف، نرفع رايات الحب والوفاء لإذاعة صنعاء ونجومها وأصواتهم تلك التي حفرت نعومة الإبداع على جدار الذكريات الخالدة بكبارها عبدالملك العيزري، وزميله عبدالله شمسان، وعبدالعزيز الشايف، وحسين فايع، والكهالي، وسامية العنسي، وأمل فايع، وعلي يوسف الأمير، وعبدالرحمن مطهر، وحبيبة محمد، وعقيل الصريمي، وعايدة الشرجبي، وبابا سمير المذحجي... وآخرين!
وقد مرت على الإذاعة أقلام وأصوات متنوعة أمثال عبد الله البردوني، وعبد العزيز المقالح، وأمة العليم السوسوة، وأصوات شبابية شكلت حضوراً مبهراً في العمل الإذاعي.