Image

كاتبة تركية: حكومة أردوغان تخنق الأصوات في البلاد

تتخوف روائية تركية تعيش في ألمانيا من العودة لبلادها، رغم صدور حكمٍ قضى ببراءتها من تهمٍ عدّة، منها "محاولة المساس بسلامة الدولة" و"العضوية في جماعةٍ إرهابية"، وذلك في ختام محاكمةٍ غيابية مثيرة للجدل في إسطنبول يوم الجمعة الماضي.
 
وفي مقابلة مع "العربية.نت" قالت الروائية التركية، أصلي أردوغان، التي أمرت المحكمة ذاتها في إسطنبول بالتخلي عن ملاحقتها بتهمة نشر دعاية إرهابية: "لا أرى أي فرصة للعودة إلى تركيا في المستقبل القريب، خاصة أنني مريضة للغاية منذ آب/أغسطس الماضي وقد أجريت عمليتين جراحيتين منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، لذلك في وضعي الحالي، يكون الاعتقال مشابهاً لعقوبة الإعدام".
 
موضوع يهمك?كشف شاب مصري مقيم في العاصمة الصينية بكين، تفاصيل ومظاهر الحياة اليومية في البلاد التي تفشى فيها فيروس كورونا المستجد،...مصري يكشف: الصين تجنّد روبوتات وطائرات مسيرة ضد كورونا مصري يكشف: الصين تجنّد روبوتات وطائرات مسيرة ضد كورونا مصر
وأضافت الروائية الّتي تُرجمت بعض أعمالها خارج تركيا والحاصلة في عام 2018 على جائزة "سيمون دي بوفوار" "هناك معارضون للحكومة التركية تمّ إطلاق سراحهم، لكنهم اُعتقلوا مجدداً".
 
وتابعت "أنقرة تستطيع بسهولة أن تعتقلني لثلاث سنوات، نتيجة أي من المقابلات التي أجريتها ويكاد يصل عددها لأكثر من مئة مقابلة انتقدت فيها الحكومة".
 
 
إلى ذلك، استذكرت الروائية التركية والّتي قضت أكثر من 130 يوماً في السجن قبل أن تغادر إلى ألمانيا، اللحظات الأولى بعد إعلان براءتها.
 
وقالت في هذا الصدد "لم أصدق ذلك. لقد بكيت، وبينما كانت والدتي وأصدقائي ومحامي الدفاع عني، يحتفلون، كنت مخدّرة تماماً وغير مدركة للأمر".
 
كما أضافت "في تلك اللحظات استوعبت التعابير الفارغة والحزينة الّتي كنتُ أراها على وجوه المعتقلين في المشاهد الأولى بعد الإفراج عنهم".
 
وتابعت متسائلةً: "لماذا كلّ هذا الظلم؟ علينا مواجهته".
 
وشددت الروائية التركية والّتي اتهمتها السلطات بـ "مساعدة حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا على خلفية تعاملها مع صحيفة "أوزغور غونديم" الداعمة للأكراد، والتي أغلقت في العام 2016، على أن "أكبر عدد من الصحافيين المسجونين في العالم هم في تركيا".
 
كما أشارت إلى أنها "تتفق" مع صديقها الصحافي التركي المعروف والمعتقل أحمد آلتان حين قال إن "أشد العقوبات في القانون التركي هو العيش في زنزانة انفرادية بانتظار الموت".
 
إلى ذلك، نددت الروائية باعتقال السلطات التركية لأكثر من 70 ألف طالب أكثر من نصفهم يواجهون "حكماً ديكتاتورياً"، على حدّ تعبّيرها، بالسجن مدّة سنة ونصف.
 
واتهمت الروائية التي لا تربطها صلة قرابة بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حكومة بلادها بـ "قطع الحبال الصوتية للمجتمع التركي من خلال حملات الاعتقال والتي تطال الصحافيين والأكاديميين والكُتّاب والأطباء وناشطي حقوق الإنسان".
 
وأضافت أن "أنقرة تعتقل ما يقارب نصف أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد".
 
كما أنها استذكرت ظروف سجنها في تركيا لأشهر، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل على حكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منتصف العام 2016.
 
وقالت إن "السجون كانت تفيض حينها بمئات الشبّان وغالبيتهم من الجنود. كان المشهد مُرعباً، فقد نفدت الأصفاد من رجال الشرطة وكانت القواعد الجديدة تُفرض على المساجين كلّ أسبوعين وتكون أكثر قسوةً في كلّ مرة".
 
وأضافت "لقد تم حظر كل شيء في السجون، كالملصقات والصور وصولاً إلى منع الكتب والزيارات، حتى بات الوصول إلى المستوصف أمراً صعباً".
 
وتابعت "كانت الملابس محدودة وكانوا يحاولون أن يكون الزيّ موحّداً. لقد حصل هذا كله في الماضي، لكن اليوم، ظروف المعتقلين أسوأ بكثير مما كانت، فلا يمكن لهم سوى الحصول على 5 كتب والوصول إلى المستوصف مرة واحدة كلّ شهرين، بالإضافة إلى تلقيهم التعذيب والضرب".