Image
  • Image خاص
  • قبل 7 ساعة و 55 دقيقة
  •    

غليان شعبي ينذر بانتفاضة ضد مليشيا الحوثي

تتزايد يومًا بعد آخر نسبة السخط الشعبي ونقمة الشارع اليمني ضد عصابة الحوثي في الداخل، بسبب المتاجرة بهم وعدم الاهتمام بهم في ظل تفاقم أزمة الوقود، وانطفاء الكهرباء، وانقطاع المرتبات، واتساع رقعة الفقر، وتردي الحالة المعيشية، بالإضافة إلى ما تسببت به تلك العصابة من دمار على كافة المستويات للبنية التحتية والمؤسسات والمنشآت.

وتعيش العاصمة المختطفة صنعاء حالة احتقان غير عادية بسبب التداعيات الأخيرة التي نجم عنها أزمة كبيرة في المشتقات النفطية في الوقت الذي تخشى فيه عصابة الحوثي من انفلات الأوضاع وتدحرجها إلى ثورة غضب شعبية جعلتها تفرض حالة طوارئ غير معلنة نشرت من خلالها مئات من عناصرها في الأزقة والحارات، ونصبت نقاط تفتيش ليلية في كل مكان، تحسبًا لأي انفجار.

وعلى الرغم من محاولاتها الحثيثة في إلهاء الشارع من خلال الترويج لانتصار "وهمي" تتحدث عنه في المساجد والخطابات في سبيل التخفيف من حالة السخط التي تتفاقم ضدها، إلا أنها تجد نفسها غير قادرة على احتواء الوضع المتأجج أكثر فأكثر، فتلجأ إلى فرض حالة طوارئ، وشن حملات اختطافات واسعة تطال حتى الباعة البسطاء.

يبدو أن المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي بدأوا يتحدون الخوف ويقاومون القمع، رغم محاولات المليشيا لإرهابهم وتسويق قوتها الوهمية لقمعهم وإسكاتهم.

حقًا .. لقد استطاع المواطن في مناطق مليشيا الحوثي كسر حاجز الخوف أمام آلة البطش الحوثية، التي تحاول إرهابه وتسويق القوة الوهمية لإذلاله.

مؤخرًا، تعالت الأصوات الغاضبة ضد مليشيا الحوثي، وسياستها التفقيرية، والتجهيلية، والطائفية، والسلالية، ونظرية التمييز العنصري التي تتناقض مع النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، ما قد ينذر بتفجر ثورة ضد المليشيا الحوثية.

هذا الحراك الشعبي أصاب المليشيا بالخوف والذعر ما دفعها إلى تعزيز انتشارها في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء؛ تخوفًا من ثورة شعبية ضدها، نتيجة ممارساتها وانتهاكاتها، وتحاول إسكات الأصوات الرافضة بالاختطافات والتغيبب القسري لكل منتقدي سياسة التجويع والإفقار التي تقوم به، ونهبها للأموال والتضييق على الناس في معيشتهم.

شهدت الساحة اليمنية خلال الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في موجة الغضب والسخط الشعبي تجاه مليشيا الحوثي، التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد منذ انقلابها في عام 2014، في الوقت الذي تتاجر فيه المليشيا بغزة وتزايد بها، وحوّلت القضية الفلسطينية إلى مجرد شعارات، واستغلتها كغطاء لقمع المواطنين في مناطق سيطرتها.

يأتي هذا التصعيد نتيجة لتدهور الأوضاع المعيشية، وانقطاع المرتبات، وتدهور الخدمات الأساسية، والانتهاكات الحقوقية، والصراعات المستمرة،  بالإضافة إلى تزايد حالات الفساد والتجاوزات من قبل المليشيا، وعسكرتها للحياة، وتضييقها على حرية الرأي، والتعبير، والحريات العامة.

ولا تكاد تنتهي أزمة في مناطق عصابة الحوثي حتى تأتي أزمة أخرى، في سلسلة من الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتلاحقة التي اعتادت المليشيا الحوثية على إنتاجها كجزء من نهجها العبثي وسياستها الإجرامية التي أرهقت المواطنين، وضاعفت من معاناتهم في ظل ظروف إنسانية متدهورة، ووضع اقتصادي يزداد سوءًا كلما طالت أزمة التمرد والانقلاب.

ويبقى المشهد مفتوحاً أمام تطورات جديدة قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية إذا استمرت موجة السخط الشعبي، وتصاعدت الضغوط الداخلية والخارجية على مليشيا الحوثي لإنهاء سيطرتها والعودة إلى مسار السلام والاستقرار.