Image

وسط استنكار عالمي.. أردوغان يعلن بدء "العدوان التركي" على شمال شرقي سوريا وتحذيرات من تفاقم الأوضاع الانسانية

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بدء العملية العسكرية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وهو ما اعتبره مراقبون "عدوانا وانتهاكا" لسيادة ذلك البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.

وتزامن إعلان أردوغان مع سماع دوي انفجارات في بلدة رأس العين السورية، وفق شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن القوات التركية تشن ضربات جوية على مواقع للمدنيين شمال شرقي البلاد.

وطالب بإنشاء "منطقة حظر طيران" لإيقاف الهجوم التركي على سوريا.

بدورها، أكدت وكالة الأنباء السورية، "شن القوات التركية قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي".

وفي وقت سابق، هدد أردوغان باجتياح شمال سوريا بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب والتخلي عن دعم قوات سوريا الديمقراطية.

وحذر الاتحاد الأوروبي الرئيس التركي من شن أي عملية عسكرية هناك حتى لا تتفاقم الأوضاع الإنسانية وفتح الباب أمام الإرهابيين لتنشيط خلاياهم مرة أخرى في المنطقة.

والثلاثاء، أعلنت تركيا "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية شمالي سوريا، في وقت تتضارب فيه مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب سحب بين 50 إلى 100 جندي من أفراد القوّات الخاصّة من الحدود الشمالية الإثنين، ممن كان دورهم يقتصر على منع عدوان تركي على المقاتلين الأكراد في سوريا.

ورغم الرسائل التي بعث بها الانسحاب لأنقرة وللعالم بأسره من أن واشنطن فتحت الباب أمام العملية التركية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، فإن ترامب عاد ليؤكد في تصريحات تضمنت تلميحات بعدم تخليه عن الأكراد.

لكن ترامب استدرك الموقف وعاد لتعديله باليوم نفسه، مهددا عبر "تويتر" بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي في حال قامت أنقرة بأي أمر يعده "غير مناسب".

في الأثناء، فجر الإعلان التركي بالعدوان الوشيك على شرق الفرات تنديدا محليا وإقليميا ودوليا ورفضا لحرب إبادة جديدة تستهدف الأكراد وترمي إلى تفتيت وجودهم منعا لاحتمال قيام دولة كردية على الحدود التركية، وهو الطرح الذي يثير رعب أنقرة.

دمشق وإيران وروسيا.. لا للعدوان

الحكومة السورية لم تتأخر في إعلان موقفها، معتبرة أن الإعلان التركي بعدوان وشيك على شرق الفرات فرصة لدعوة الأكراد للعودة "إلى الوطن".

وفي تصريحات إعلامية جاءت في أول تعليق سوري رسمي، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين بالنظام السوري، فيصل المقداد: "قلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل".

وأكد المقداد أن الحكومة السورية "ستدافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية".

أما إيران؛ الداعم الأساسي لدمشق، فأكدت معارضتها لأي تحرّك عسكري تركي، وهو ما أبلغه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، في اتصال هاتفي، شدد فيه على أن طهران "تعارض العملية العسكرية"، داعيا إلى "احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها الوطنية".

بدورها، دعت روسيا إلى "عدم تقويض التسوية السلمية" للصراع في سوريا.

نقل إعلام محلي عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين ومجلس الأمن الروسي شددا في اجتماع "على أهمية تجنب أي عمل من شأنه أن يقوض التسوية السلمية" للنزاع في سوريا.

الاتحاد الأوروبي أعلن أن تطور الأحداث شمال شرقي سوريا سيكون أحد محاور محادثات وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماع مقرر في لوكسمبورج الأسبوع المقبل.

فيما حذرت بريطانيا أنقرة من القيام بعمل عسكري منفرد في سوريا، وقالت على لسان وزيرها لشؤون الشرق الأوسط آندرو موريسون: "كنا واضحين تماماً مع تركيا بأنه لا بد من تجنب العمل العسكري المنفرد؛ لأنه سيزعزع استقرار المنطقة ويهدد جهود إنزال الهزيمة النهائية بداعش".

فرنسا أيضا حذرت، في تصريحات لرئيس وزرائها إدوار فيليب، من استهداف الأكراد، داعية إلى "ضرورة الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية".

كما أعربت عن قلقها إزاء تهديدات تركيا، مشددة على أن الحل السياسي يشكل الحل الوحيد القادر على ضمان مكانة الأكراد".

أما الإمارات، فاعتبرت في تغريدة لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر حسابه على موقع "تويتر"، أن "التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي، دول عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني".

"سوريا الديمقراطية": لن نكون لقمة سائغة للأتراك والإخوان

من جانبه مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، قدرة القوات على إلحاق الضرر بالجيش التركي، والفصائل المرتبطة بالإخوان، مشيرا إلى أننا لن نكون لقمة سائغة للأتراك

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية خلال تصريحات صحفية، الأربعاء، "كل القرى من رأس العين إلى تل الأبيض على الحدود مع تركيا تتعرض لقصف عشوائي من الطائرات التركية".

وأضاف، "يمكننا إلحاق الضرر بالجيش التركي والفصائل المرتبطة بالإخوان التي جلبها معه".