بائع خضار يمني في كوالالمبور يتحدث عن مستقبل اليمن وعن موعد عودته..! ماذا قال ..؟! (تفاصيل)
بعد أن انسدت أمامه السبل في اليمن، وتكالبت عليه الأوضاع المعيشية، وتفاقمت ظروف الحرب وسيطرة الحوثيين على صنعاء... لم يجد حارث الحمادي (28 عاماً) وسيلة للنجاة من جحيم المعاناة سوى التفكير بالسفر، ولكن إلى خارج البلد، وهو الذي كان يملك وأبيه بقالة تراجع دخلها بفعل الحرب.
قال الحمادي حسب موقع نيوزيمن: "حتى النزوح أو الانتقال إلى مكان آخر بعيد عن نار الحرب وجدت أنه مش حل، لأنه جاءني إحساس بأنه لن تكون هناك أي منطقة آمنة وإن وجدت مناطق هادئة إلا أنه بشكل مؤقت"..
لذلك فقد انطلق حارث لبدء معاملة استخراج جواز السفر لمغادرة البلد.. لكن كانت ثمة معظلة اخرى تواجهه: "كيف وإلى أين سأسافر والبلدان كلها مغلقة في وجه اليمنيين؟!
وأخيراً استقر لديه الرأي بالسفر إلى ماليزيا، البلد الوحيد ربما الذي ما يزال يستقبل اليمني ولم يتأثر موقفه بظروف الحرب مقارنة بدول عربية كثيرة منها مصر والأردن..
قال: غادرت اليمن إلى ماليزيا على أمل البحث عن عمل أعتاش منه بعيداً عن جحيم الحرب والكهنوت، خاصة وأن المستقبل في اليمن بات شبه معدوم.
وصل حارث أخيرا ماليزيا، لكنه لم يجدها كما توقع، فالعمل الذي كان يطمح أن يجده في أي مكان ويحصل عليه بسهولة لم يجده، وبات الأمر صعباً.
وبعد أشهر غير قليلة مرت عليه، حصل الحمادي أخيراً على عمل:
"اشتغلت مع تاجر، لكنني أيضا واجهت صعوبة في السكن".
ومع طول المعاناة وشحة الدخل في العمل لدى أحد التجار العرب بماليزيا، فكر حارث أن يستقل بعمل خاص لذاته وهو ما دفعه أخيرا لافتتاح ركن للخضار والفواكه في أحد محال التموينات الغذائية بسيردانج - المنطقة التي يقطن فيها الآلاف من أبناء الجالية اليمنية والعرب..
يؤكد: "سأواصل مزوالة هذا العمل وسأحاول تطويره، ولا أفكر حاليا بالعودة إلى اليمن مطلقا خاصة مع ما يمر به البلد من أوضاع مؤسفة حالياً"..
الآلاف من اليمنيين في ماليزيا حالهم مثل حارث وإن كان محظوظاً بتمكنه من امتلاك مشروع صغير يدر عليه مردوداً يمكنه من العيش، إلا أنه كغيره من اليمنيين النازحين ما يزال قانون العمل الماليزي والغربة وفارق اللغة واختلاف الثقافة مؤرقاً له وهو في معزل عن بلده الذي يعيش ظروف حرب وويلات الجماعات الدينية.