
ذمار.. تدمر سائقو الشاحنات من رسوم حوثية وفرض جبايات على الباعة المتجولين
دخل عشرات من سائقي الشاحنات والنقل الثقيل في مدينة ذمار، وسط اليمن، في إضراب مفتوح أمام أحد المكاتب التابعة لشخصية نافذة في مليشيا الحوثي، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"ابتزاز منظم" وفرض رسوم غير قانونية رفعت أسعار مواد البناء بشكل مبالغ فيه، مما أثار استياءً واسعاً في أوساط المواطنين.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن الإضراب نُفذ أمام مكتب يتحكم به القيادي الحوثي المعروف بـ"أبي صلاح الجمل" المنتمي إلى منطقة همدان، والذي قام بإنشاء مكتب خاص لإدارة عمليات نقل مادة "النيسة" المستخدمة في البناء. وبحسب السائقين، رفع "الجمل" كلفة النقل بشكل مفاجئ من 15 ألف ريال إلى 30 ألف ريال للشاحنة الواحدة، دون أي مبررات اقتصادية أو تنظيمية.
السائقون المحتجون أكدوا أن هذه الزيادة تُثقل كاهل المواطن، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة والحصار المفروض على السكان، لافتين إلى أن القرارات الأخيرة تتعارض مع الشعارات التي ترفعها سلطات صنعاء حول "الصمود والتكافل الاجتماعي".
وأوضح المحتجون أن المكتب الحوثي يفرض رسوماً إضافية تقدر بـ15 ألف ريال على كل حمولة، تذهب مباشرة لصالح القيادي الحوثي، ما تسبب بارتفاع كبير بأسعار مواد البناء وأدى إلى ركود في حركة الشراء لدى المواطنين الراغبين في تشييد مساكن بسيطة.
ورغم تصاعد الاستياء الشعبي، لم تحرك الجهات المعنية ساكناً، وسط اتهامات لها بالتواطؤ أو العجز عن كبح جماح الانتهاكات المتكررة التي تطال المواطنين بشكل مباشر.
كما شنّت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الأيام الماضية، حملة انتهاكات واسعة ضد الباعة المتجولين والبسّاطين في شوارع مدينة ذمار، جنوب صنعاء.
وقالت مصادر محلية، إن الحملة طالت عشرات الباعة المتجولين وأصحاب البسطات في عدد من شوارع مدينة ذمار بما في ذلك الشارع الرئيسي وسوق الحمام وجولة صوال وخط الحسينية.
وأضافت المصادر أن الحملة الحوثية التي نفذها مكتب الأشغال بالتنسيق مع مكتب النظافة والتحسين وإدارة المرور، قامت برفع عدد من الأكشاك والبسطات واعتدت على العديد من الباعة، فيما اقتادت عدد آخر منهم للسجن.
وأوضحت المصادر أن المليشيا أجبرت بعض الباعة على التعهد بعدم العمل في الشوارع مع دفع مبالغ مالية تحت مسمى "مخالفات".
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا تذرعت بأن الحملة تهدف لإزالة المخالفات والعشوائيات وتنظيم الأسواق ورفع المخلفات من الشوارع الرئيسية وتسهيل حركة السير، فيما اتهم الباعة المليشيا بمحاولة ابتزازهم مالياً بهدف رفع الاتاوات المالية التي تفرضها عليهم بشكل يومي مقابل السماح لهم بالعمل.