Image

التجويع لليمنيين والترغيب والترهيب للقيادات القبلية.. سياط الحوثي الإرهابية لتجنيد الشباب والأطفال..!

التجويع لليمنيين والترغيب والترهيب للقيادات القبلية.. سياط الحوثي الإرهابية لتجنيد الشباب والأطفال..!

تستخدم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أساليب متعددة في تجنيد ذوي الفئات العمرية المختلفة من أبناء قبائل شمال اليمن، وذلك بالتجويع والترهيب، في أعقاب التنكيل باليمنيين والحرب التي أشعلتها منذ ما يقرب 5 سنوات.

ففي الوقت الذي تستثمر حرب التجويع للمواطنين في مناطق سيطرتها باستغلال الفقر والعوز، والحالة الاقتصادية الصعبة، من أجل استقدام المقاتلين مقابل الترغيب بالمال، لجأت المليشيا الانقلابية إلى توزيع المناصب لبعض الشخصيات القبلية والوجاهات، في مقابل تحشيد واختطاف الناس إلى معسكرات الانقلاب.

كما تسعى المليشيا جاهدة لممارسة الضغوط على كل القيادات والمسؤولين المعينين من قبلها، بدءاً من الحارات إلى شيوخ القبائل، والشخصيات الحكومية، فيما تستمر أعمالها الإرهابية فيما يسمى بالمراكز الصيفية وتحويلها إلى دكاكين للموت.

الدين والمناصب

وكشف مأمور (شيخ) حارة في منطقة الجراف بصنعاء، فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، عن أن المشرف الحوثي للمربع السكني يجتمع بجميع العقال وخطباء المساجد كل شهرين؛ ليدعوهم لحشد مقاتلين إلى الجبهات.

ويضيف في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن المشرفين الحوثيين يستخدمون الترغيب والترهيب، ضمن أساليب تطالب في بداية الأمر، العقال والخطباء بالتحشيد وتجنيد المقاتلين.

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تزعم في منابر المساجد أن التجنيد أمر ديني وواجب على كل شخص القيام به، لمواجهة أمريكا وإسرائيل والعدوان (في إشارة للتحالف العربي)، في أحد أساليب الترغيب، وعندما نتقاعس في تلبية دعواتها تلجأ لأسلوب الترهيب وتشن حملاتها وتتهمنا أننا موالون للأعداء".

أحد مشائخ "بني مطر"، أكبر مديريات محافظة صنعاء، والذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، قال إن الحوثيين جعلوا تجنيد المقاتلين، أهم عنصر لإثبات الولاء لهم، من قبل مشائخ القبائل، لاسيما عند القبائل المحيطة أو ما يطلق عليها بـ"طوق العاصمة".

وأوضح الزعيم القبلي، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن الحوثيين يقدمون إغراءات مختلفة أبرزها، التعيينات في المناصب ومؤسسات الدولة مقابل عدد المجندين؛ إذ تعين المليشيا من يجلب 50 مقاتلا مدير مديرية، أما من يكون قادرا على جلب أكثر من ذلك تمنحه منصب وكيل محافظة.

وردا عن سؤال "العين الإخبارية"، عما يمنحه الحوثيون للمقاتلين، أكد شيخ البلدة، التي تبعد بنحو 30 كيلومترا عن أمانة العاصمة، أنها تسلم من يشارك معهم مبلغا قدره 30 ألف ريال يمني قرابة (60 دولارا أمريكيا) كراتب شهري لأسرته، ويقومون بالتكفل بجميع احتياجاته في الجبهات من غذاء وسلاح.

وتستغل مليشيا الحوثي الحالة الاقتصادية الصعبة لدى كثير من الأسر، خصوصاً من يسكنون في أرياف صنعاء وبقية قبائل شمال البلاد، لما تشهده من بطالة وانعدام أي مصادر للدخل، واستقطاب الشباب والأطفال كفريسة سهلة، وفق مراقبين.

** الجهاد لا يطلب إذن الوالدين

الأطفال في اليمن فئة لم تنج من الجرائم التي ترتكبها المليشيا في حق جميع الفئات المجتمعية، ولكن فئة طلاب المدارس مثَّلت الأكثر بؤساً ومأساة.

وسعت المليشيا جاهدة لاستغلال فئة الأطفال وطلاب المدارس وتعبئتهم وتجنيدهم للقتال في أكثر من مناسبة أثناء الفصل الدراسي، بدءا من التحريض والتعبئة من خلال الإذاعة المدرسية، وصولاً إلى منح الطلاب شهادات نجاح، وعلامة الامتياز الكامل لكل من يذهب إلى جبهة القتال.

وعقب انتهاء العام الدراسي، جهزت المليشيات الإرهابية أفخاخا للموت أسمتها "المراكز الصيفية"، وعينت لكل مركز مشرفا اجتماعيا وثقافيا لنشر الأفكار الطائفية، وتجنيدهم لجبهات القتال.

في ظرف أيام من تدشين المليشيا لمراكز الصيفية بين صعدة (شمال) وصنعاء، والتحاق "أمجد"، تفاجأ والده بأن ابنه البالغ من العمر 13 عاما يقف في وجهه ويخبره أن الجهاد في سبيل الله لا يتطلب الإذن من الوالدين.

وخافضا صوته يقول لـ"العين الإخبارية"، وهو واحد من عشرات الآباء ممن التحق أطفالهم بالمراكز الصيفية، إن الحوثيين أفسدوا الأبناء بأفكارهم، وأنه لم يعد يستطيع السيطرة على ولده وعلى معتقداته التي تهدد المجتمع والأسرة.

واعتبرت وزارة الشباب والرياضة دعوة المليشيات الحوثية للأطفال والطلاب بالالتحاق بما يسمى "المراكز الصيفية" استغلالا لتجنيدهم في المعسكرات وأنها جريمة حرب.

وقالت في اجتماع عقد، الأحد، في مقر الوزارة بعدن (جنوب)، إن الهدف من دعوة المليشيات للأطفال إلى المعسكرات الصيفية، التأثير على النشء وتضليلهم بأفكار هدامة سيكون لها أثر سلبي في خلق جيل مشوه يسهل استغلاله ضد الشعب والبلاد.

** أرقام مخيفة

وكانت الحكومة اليمنية قد كشفت، في بيانات سابقة، عن أرقام مخيفة لتجنيد الانقلابيين الحوثيين للأطفال، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل.

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، ابتهاج الكمال، إن الحوثيين قاموا "بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية عام 2018".

وأضافت أن الانقلابيين تسببوا في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل جرّاء ظروف الحرب، وأنها حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل من الالتحاق بالمدارس".