الزواج من مشرف حوثي ..!

04:31 2019/03/18

 
الماضي الإمامي يعود في اليمن بوجه أكثر شناعة في ظل بقاء شريحة واسعة من الشعب على جهلها بحقيقة الدين للإنسان 
الإماميون الجدد استساغوا فكرة السيطرة وحكم الشعب اليمني بفكرة الولاية وتنصيب الرموز الدينية التي تمثلت بقائد المسيرة القرآنية على حد تعبيرهم ، وإضفاء هالات القداسة على كل ما يحمل اسم أو صفة حوثي.
 
ومن هنا تقرع طبول الحرب في وجه التعدد المذهبي والسياسي والاختلاف لإبقاء "العِرق" الإمامي "الحوثي" الحاكم بأمر الله ، فالتكفير هي السلعة الرائجة التي يروجها الحوثي ليحرك بها ترسانته الحربية ويحشد من خلالها المقاتلين لينصبوا فخاخ العداء في كل مظهر من مظاهر الحياة وفتح جبهات حرب داخلية بين القبائل لتأصيل فكرة الجهاد في سبيل الله التي يحملون لوائها لكل من يرفض الخضوع لهم.
 
ومن الأفكار التي نشرها الحوثي بين المجتمع وتلقى قبولابين شرائح المجتمع البسيطة " فكرة الزواج من مشرف حوثي" أو الزواج من زوجة مشرف حوثي قدم نفسه فداء للوطن حسب تعبيرهم وهو ما يعد مقدسا وأجر عظيم عند الله وسبب في دخول الجنة. 
 
وما نراه من تقديم الأمهات لأولادهن تباعا للاستشهاد في سبيل الحوثيين أصبح مفخرة يقدمها الإعلام الحوثي لتصدح أصوات الأمهات في تلك الوسائل معبرة عن اعتزاهم بتقديم أولادهن لمحاربة المرتزقة وهي الفكرة الأخرى التي روج لها الحوثيون لتكون صفة لمن يحاربهم أو يعارضهم ، وما يشاهده المواطن على الأرض حقيقة رفض الأمهات بإقامة عزاء أو أي مراسيم للحزن لفقد أبنائهن.
 
وهنا يستحضرني حديث الأستاذ النعمان : كان القبيلي المجند الذي يقدم من شمال صنعاء إلى سهول تهامة و إب وتعز والبيضاء لا يسمى جندياً بل مجاهداً في سبيل الله وعلى هذا الأساس أبيح له أن يسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر – وكثيراً ما كان يؤدي – إلى خروج رب المسكن ليسكنه المجاهد في سبيل الله ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام، وكم من أكواخ وبيوت هدمت وأحرقت لأن فلاحاً أو فلاحة اعتذرت بالفقر عن تلبية الرغبات المسعورة للجنود».
 
والكلام مازال للأستاذ النعمان الذي يؤكد بقوله «لقد وجه الإمام يحيى قبائل الشمال التي حاربت تحت قيادته الأتراك نحو الجنوب (تعز وإب) وتهامة بدعوى المحافظة على الراية المحمدية في بلاد "كفار التأويل" و"إخوان النصارى".
 
وها هي ذي اليمن ترزح تحت فكرة الإمامة التي تحرك القتل في كل اتجاه بحجة الجهاد ضد التكفيريين، فالإسلام في نظرهم محصور فيهم وفي سلالتهم الأبدية. ويتحول الدين من سلام للإنسان إلى حرب سلالية يقودها الحوثيون .