امين الوائلي يكتب: ميزانية الرفاهية الأممية في اليمن... "حـرب 7 نجــوم"
مستوى الرفاهية التي توفرها السفينة "إم في بلوفرت" يقارن بخدمات الـ 7 نجوم.
هذه ليست مجرد سفينة، إنها فندق عائم ضخم ومجهَّز بخدمات منتجع فريد من نوعه: مسابح وحمامات دافئة وباردة وساكوزي وملاعب وصالات رياضية ومطعم فاخر.
العبَّارة التي بُنيت في 1979 تحولت في 2015 إلى فندق سياحي عائم بأحدث التجهيزات والمواصفات، تحتوي على 299 قمرة (غرفة) ومكاتب ومنصة هبوط طائرة مروحية.
لا أحد يعرف كم يكلف استئجار السفينة ليوم واحد. لكنه مبلغ كبير يوازي إيجار منتجع متكامل وفندق سياحي عائم بين المحيطات والبحار.
أما لو أردنا أن نخمّن كُلفة استئجار السفينة لمدة ستة أشهر، على سبيل التقريب، يجب أن نستعين بخدمات مستشار مالي دولي.
لندع هذه الجزئية الآن، ولنتذكر فقط أن منشأة فندقية فاخرة بهذه الرفاهية من المرجح أن تكون مقراً دائماً لفريق المراقبين الدوليين (...) لدعم اتفاق الحديدة.
وللتذكير، فقط، فإن مهمة المراقبين تتعلق بيوميات الاحتكاك والتماس عبر خطوط المواجهة ومتابعة فرض تثبيت وقف إطلاق النار، وفتح الطرقات، وإزالة الحواجز والألغام والعبوات، وتفكيك الحاويات الملغمة والصهاريج المفخخة في طول وعرض وعمق مدينة كالحديدة، علاوة على الانسحاب وإعادة الانتشار وتأمين الحياة المدنية والإشراف الدقيق على استعادة وعودة الحياة اليومية ساعة بساعة.
العمل من البحر وعن بُعد يغني عنه العمل من نيويورك وعبر دائرة فيديو ومجسات الأقمار الصناعية. ما الحاجة إلى كل هذا الهدر والإنفاق العبثي؟
تتعامل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مع المسألة باستخفاف شديد واستغباء أشد للجمهور وللرأي العام، ما عدا أنها تنجح في أن تفعل ذلك مراراً مع الجانب الرسمي والسلطات العليا والحكومية بكل أريحية.
الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن تمثل موسماً رابحاً ومصدراً متجدداً للدخل والتمويل واستقطاب الأرزاق والميزانيات والمنح للأمم المتحدة، التي تنفقها بدورها بهذا السخاء وبهذه الفاعلية الخرافية لضمان أمن وسلام وسلامة طواقمها بدلاً من ضمان السلام للحديدة وفي المدينة والموانئ.
مليون دولار (شهرياً) هي كلفة إيجارات مقرات ومكاتب الأمم المتحدة في صنعاء. وشهرياً تعني في الشهر مش في السنة (!)
سفريات ورحلات وإقامات وخدمات وصرفيات المسئولين والموظفين والمبعوثين الأمميين ومساعديهم وموظفيهم المتعلقة بالمسألة اليمنية تستهلك ميزانيات ضخمة للغاية وأضيفت إليها الآن سلسلة سفن غريفيث، الأولى لإقامة واجتماعات لجنة إعادة التنسيق، والثانية الأكبر والأفخم لنشر المراقبين (....) وهم هكذا لن ينتشروا أبداً.
وهناك برامج ووكالات ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، ولكل واحدة منها ميزانيات ومسارات تمويل على صلة باليمن.
مؤخراً تعتاش الأمم المتحدة على حساب اليمن. وهذا يفسِّر طبيعة النجاح الذي يتكرر في تصريحات وإحاطات غريفيث ومسئولي المنظمة الدولية.
نقلا عن: "نيوز يمن"