الأمم المتحدة .. ملاك للسلم العالمي ، أم ألة تدمير الأوطان
لا يخفى على المتابع للشأن اليمني ما يحدث من ضغوط دولية لإيقاف معركة الحديدة ، يقودها حلف أممي بذراع إنساني مشوه ، ولوبي فساد أممي يسعى إلى عرقلة تحرير محافظة الحديدة ، متذرعاً بحماية المدنيين ، والخشية من تفاقم الأوضاع الإنسانية
ومتناسي بأن الحوثي هو أكبر وأقسى الكوارث الإنسانية التي من الممكن ان تحل على أي دولة في العالم :
كلما قاربت معركة الوطن من الانتهاء ، وظهرت بوادر للتخلص من الكارثة الإنسانية المتمثلة بعصابة كهنوتية ظلامية تسمي نفسها جماعة الحوثي
حتى تظهر الأصوات الأممية الداعية لإيقاف المعارك التي من شأنها إنهاء معاناة اليمنيين
هكذا تقود الأمم المتحدة حلفها الداعم لتدمير الأوطان من أجل بقائها كبديل حتمي بعطايا المخيمات ، والمساعدات الغذائية التي تجنيها من الأموال الطائلة عبر الدول المانحة
فكلما اشتدت الأزمات واستمرت الحروب في الأوطان ، كلما ازدادت فرصة بقاء هذه المنظمات الأممية
أشدت المعركة ضد عصابة الكهنوت الإمامية والظلامية مع بداية شهر نوفمبر الجاري واتحدت المقاومات الوطنية لتحرير الوطن من هذه ، اللعنة الشيطانية ، والكارثة الإنسانية التي حلت على الوطن
وأصبح الخلاص منهم قاب قوسين أو أدنى
حتى تعالت أصوات الأمم المتحدة بضرورة إيقاف المعارك ، وبدأت الدول التي لديها مصالح اقتصادية تقتات بها من هذه الحرب بالتحرك والضغط ، وتبني مشاريع أممية تحت حجة السلام ، واستخدامها للمعاناة الإنسانية كفزاعة تغطي بها دعارتها السياسية
يمثل الابتزاز لدول الخليج نهج مرتبط ارتباطا وثيقاً بتحركات هذه الدول ، لجني صفقات أكثر لبيع الأسلحة ، وضخ الاستثمارات لهذه الدول ، وبقاء قدرتها على التحكم بالسيطرة على المنطقة
وقد ظهر ذلك جليا منذ انطلاق معركة الحديدة في أواخر شهر يونيو ، عقبها إيقاف تقدم زحف قوات المقاومة المشتركة في أواخر شهر سبتمبر ، لتستكمل الأمم المتحدة دعارتها السياسية بالضغط لإيقاف معركة الحديدة مطلع هذا الأسبوع
كل هذه الضغوط ، تعطي الفرصة لمليشيا الحوثي لالتقاط أنفاسها ، ولملمة صفوفها ، ومحاولة إعادة ترتيب نفسها بعد الهزائم والانكسارات القاسية التي مُنيت بها
ولا يخفى على أحد المحاولات الدائمة للأمم المتحدة لإنقاذ جماعة الحوثي ، ومحاولتها التستر على جميع الجرائم التي يرتكبها الحوثي بحق المواطنين
وتأكد ذلك بتقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن أواخر سبتمبر الماضي والذي يعتبر بعيداً عن الموضوعية ، بل وأستمد معلوماته من أشخاص جندتهم قطر ، وأوكلت لهم مهمة تسليم هذه الوثائق للجنة المكلفة من المفوض السامي
لم تعد هذه الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإنقاذ المليشيا خافية على أحد ، لإبقاء سيطرة المليشيا على ميناء الحديدة كونه يعد أبرز منافذ حصول الحوثيين على الأسلحة الإيرانية المهربة ، واكبر مصدر للإيرادات التي تستخدمها المليشيا في مجهودها الحربي ، الأمر الذي من شأنه استمرار الحرب
وكشفت تحركات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت مطلع الأسبوع الماضي نية بريطانيا في إنقاذ الحوثي مرة أخرى ،
كما أكدت على ذلك أيضاً الزيارات الأممية الأمريكية (بجدارة) للحديدة ، يوم الثلاثاء الماضي لكلً من : ليزا غراندي - منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ، وديفيد بيزلي - المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ، ومهند هادي - المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمية ، وستيفن اندرسن - المدير الُقطري للبرنامج باليمن ، والتي تظهر بأنها زيارات تحمل بعد سياسي أكثر منه إنساني
وليتضح للمتابع بأن مواقف هذه الدول تصب في اتجاه إطالة أمد الحرب وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لتلك الدول عبر الابتزاز الذي تمارسه من الملف اليمني على دول الخليج ، وتحقيق أجندات خاصة بها على حساب استمرار معاناة اليمنيين
كما يتضح التناقض حينما يتذرع مندوبو بريطانيا وفرنسا بالجانب الإنساني في الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن الدولي التي عُقدت يوم الجمعة الماضية بطلب بريطاني
بينما تتغافل هذه الدول عن جرائم المليشيا ، بل وتغافلها عن المجاعة التي يعيشها أبناء الحديدة في ظل بقاء ميناء الحديدة بأيدي المليشيا ، التي نهبت إيراداته وتبيع المساعدات الإنسانية والطبية ، دون أي مساعي أممية للضغط عليها لإيقاف هذه الممارسات
بل إن المجتمع ألأممي لم يكلف نفسه عناء إدانة الحوثيين عن الإرهاب الذي يمارسه بزرع الألغام ، وإطلاق قذائف الهاون على الأحياء السكنية ، والقمع والاعتقالات والإخفاءات القسرية ، والقتل التي تستخدمه المليشيا ضد المناهضين لسياساتها
ولا يكاد يمر يوم إلا ويسقط فيه مواطنين أبرياء ، جراء الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها المليشيا في القرى وحدائق المنازل ، والمدارس ، والمزارع التي تفر منها ، بل وحتى في المصانع والمستشفيات لتصل أخيراً لتلغيم ميناء الحديدة نفسه ، وبرغم كل ماتبذله الفرق الهندسية لقوات المقاومة لنزع هذه الألغام ، إلا انها لا تزال تحصد عشرات الأرواح من المدنيين اغلبهم من النساء والأطفال
ما يعني ان زراعة الألغام تحولت #لعملية_إرهابية ، ولم تعد #عملية_عسكرية فقط
كل هذا يؤكد دون أدنى شك تورط الأمم المتحدة وأمريكا والإتحاد الأوربي في إطالة الحرب.