Image

«الريال الإلكتروني».. محاولة حوثية جديدة «للإستيلاء» على أموال «المواطنين»

أقرت ميليشيات الحوثي، أمس الأول ، بدء التشغيل التشغيل التجريبي للعملة الإلكترونية، الريال موبايل، في ظل انهيار اقتصادي تشهده اليمن، وضائقة مالية تعاني منها الجماعة.

وذكرت مصادر أن الميليشيات الكهنوتية اقرت اعتماد نظام الريال موبايل الموجود في شركة يمن موبايل، على أن تلتزم الشركة باستيعاب كافة الملاحظات المطروحة واستكمال الجوانب المالية، وفقا للسياسات المالية ومنشور البنك المركزي اليمني.

وتسعى الميليشيات من خلال المشروع إلى مواجهة شح السيولة النقدية من العملة المحلية بعدما قامت خلال ثلاث سنوات من الانقلاب باستنزاف كل الاحتياطيات من البنك المركزي لصالح تمويل جبهات القتال والإثراء غير المشروع لقادتها والموالين لها.

ونقلت مصادر عن مصرفيون وتجار "أن المشروع الحوثي غير واقعي ولايمكن تنفيذه، لعدم ثقة المواطنين بالجماعة الانقلابية، وخوفهم من أن يكون ضمن مخطط منها للاستيلاء على أموالهم النقدية مقابل الحصول على أرقام إلكترونية في الحسابات المصرفية لا يمكن عمليا تحويلها إلى سيولة مالية".

وكانت الجماعة أعلنت قبل أسابيع في اجتماع مع كبار التجار ورجال الأعمال عن مشروع وصفته بالضخم لإنشاء شركة مساهمة عملاقة يصل رأس مالها إلى مائة مليار ريال (الدولار يساوي 480 ريالا) تقريبا، حيث ستقوم عبرها بإنشاء عقارات ومصانع وأعمال استثمارية ضخمة.

وتحاول جماعة الحوثيين، عبر هذه الخطوة تخفيف الضغط الشعبي عليها، في ظل انقطع رواتب الموظفين منذ أكثر من عام وسط اتهامات للجماعة بنهبها لموارد الدولة التي تسيطر عليها ونهبها الرواتب رغم مقدرتها على دفعها.

وأكد مراقبون أن هذه الخطوة تأتي كمحاولة لتغطية فشلها في الخدعة التي أطلقتها العام الماضي، والتي أطلقت عليها البطاقة السلعية، حيث أكدت أنها ستقوم بصرف 20% من راتب الموظفين بشكل نقدي، و30 % سيتم صرفها على شكل مواد غذائية، و50 % سيتم توفيرة في حسابات الموظفين في مكاتب البريد.

بيد أن هذه الخدعة سرعان ما أعلنت فشلها، بعد أن تحولت هذه العملية الى وسيلة لنهب أموال الموظفين، مقابل صرف مواد غذائية، للموظفين، وبأسعار باهظة جدا، إذ مضى العام، وموظفو الدولة لم يستلموا مرتباتهم نقدا أو عينا، أو وجدوا شيئا في حساباتهم البريدية كما وعدتهم بها مليشيا الحوثي في وقت سابق من العام الماضي.

ولاقت هذه الخطوة، التي تسعى مليشيا الحوثي تطبيقها في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، سخرية واسعة من قبل الناشطين والمراقبين، مؤكدين على فشل هذه الخطوة، والتي ليست سوى حيلة لمواجهة الضغط الشعبي المتزايد نتيجة انقطاع مرتبات الموظفين منذ عام ونصف على التوالي.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عادل الشرجبي، فشل هذه الخطوة الحوثية، لعدم وجود الامكانات المتاحة لنجاح مثل هذه الخطوة، واصفا إياهم بالوهم.

وقال الشرجبي: "ما نشتيش ريال إلكتروني، نشتي ريال ورقي". مضيفا: "نحن شعب يعاني 65 %‏ منه من الأمية، ولا يتعاملون مع الموبايل إلا للرد على المكالمات، ونحن شعب يعيش 75 %‏ منه في الريف، حيث لا توجد مؤسسات يمكن أن تتعامل مع الريالالإلكتروني، وحتى الذين يستطيعون القراءة والكتابة ويعيشون في المدن ولديهم موبايلات، لا يتعامل معظمهم مع يمن موبايل، بل يتعاملون مع شركات هاتف أخرى، فلماذا تجبرونهم على التعامل مع شركة لا يرغبون في التعامل معها".

وكتب الشرجبي في صفحته على الفيس بوك: "باختصار، نشتي عملة ورقية، وخلوا عملتكم الإلترونية لكم".

وتحاول الجماعة عبر مشروعها المزعوم للريال الإلكتروني، أن تقحم فيه المصارف الأهلية وفروع البنوك الحكومية التي تسيطر عليها في صنعاء وبقية المحافظات، لا سيما مصرف «بنك التسليف التعاوني الزراعي» الحكومي