
"حشد" تدعو لتحالف دولي لمواجهة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة
أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، بيانًا ونداءً عاجلًا دعت فيه دول العالم ومنظماته وشعوبه إلى التحرك الفوري وتشكيل تحالف دولي لمواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة.
وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية للشهر الثامن عشر على التوالي، عبر توسيع الهجوم العسكري الوحشي على القطاع رغم اتفاقات التهدئة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر خلال الأربعين يومًا الماضية عن استشهاد نحو 2000 مواطن، وإصابة أكثر من 5000 آخرين، مما يرفع إجمالي ضحايا الحرب إلى أكثر من 65 ألف شهيد ومفقود و17 ألف جريح، 65% منهم من النساء والأطفال.
وأوضحت "حشد" أن إسرائيل وضعت سكان القطاع أمام "ثالوث الموت" عبر القصف والجوع والمرض، إذ تواصل إغلاق المعابر لليوم 54 على التوالي، ما تسبب بتفاقم المجاعة ونفاد المواد الغذائية والطبية، في ظل تدمير نحو 88% من مباني ومساكن ومنشآت القطاع والبنية التحتية.
وذكرت الهيئة أن الاحتلال أصدر خلال شهر أبريل حوالي 31 أمر إخلاء قسري، ما أدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص يعيشون الآن في ظروف كارثية بخيام ومراكز إيواء مكتظة، تفتقر إلى الخدمات الأساسية من غذاء وماء وعلاج، وسط انتشار الأوبئة والأمراض.
وأضافت "حشد" أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، وتهديد حياة آلاف المرضى والجرحى، مع تسجيل تفشي أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد والأمراض الجلدية والأوبئة المعوية.
ولفتت الهيئة إلى أن قوات الاحتلال تعمدت مؤخرًا تدمير آليات الدفاع المدني والإسعاف والجرافات، بهدف شلّ جهود الإنقاذ الإنسانية وإعاقة عمليات إجلاء الضحايا وفتح الطرق وإقامة مخيمات للنازحين.
وشددت "حشد" على أن التصريحات الإسرائيلية والأمريكية، وما يجري على الأرض، تكشف إصرار الاحتلال على تنفيذ مشروع تهجير السكان قسرًا وإحداث تغيير ديموغرافي وجغرافي خطير في قطاع غزة، تمهيدًا لفرض وقائع جديدة تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع وجعله منطقة غير صالحة للحياة.
كما أدانت الهيئة تصاعد الجرائم والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، بما في ذلك الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول لأماكن العبادة، وسياسة الإعدام الميداني، والتوسع الاستيطاني الذي يستهدف تهويد المدينة المقدسة وضم الضفة الغربية.
وحذرت "حشد" من خطورة الصمت الدولي، مؤكدة أن استمرار التواطؤ أو العجز عن وقف الجرائم سيمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة جرائم الحرب وتصفية القضية الفلسطينية، خدمة لأجندات سياسية داخلية إسرائيلية.
وفي ختام بيانها، دعت الهيئة الدولية "حشد" المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والدولية، وأحرار العالم، إلى التحرك الفوري لوقف الجرائم الجارية في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، وتسريع إجراءات محاسبة قادتها أمام المحاكم الدولية.