
باكستان تدعو إلى إجراء تحقيق محايد في الهجوم على السياح في كشمير
دعت باكستان اليوم السبت إلى إجراء تحقيق "محايد" في مقتل سياح معظمهم هنود في إقليم كشمير الذي ألقت نيودلهي بالمسؤولية فيه على إسلام أباد، مؤكدة استعدادها للتعاون وتفضيلها للسلام.وقال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي "باكستان مستعدة تماماً للتعاون مع أي محققين محايدين لضمان الكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة"، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي أن "باكستان لا تزال ملتزمة السلام والاستقرار والمعايير الدولية، لكنها لن تتنازل عن سيادتها".من جهتها واصلت قوات الأمن الهندية مطاردة المشتبه فيهم وهدمت منازل خمسة مسلحين مشتبه فيهم في كشمير، من بينهم شخص يعتقد بأنه شارك في الهجوم.وتناثرت شظايا زجاج مكسور في أحد هذه المنازل بقرية مورام في منطقة بولواما اليوم، وقال سكان محليون إنهم لم يروا إحسان أحمد شيخ، وهو مسلح مشتبه فيه جرى هدم منزله، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.ورفضت عائلته التحدث إلى الصحافيين، بينما قال جاره سمير أحمد، "لا أحد يعرف مكانه. فقدت عائلة إحسان منزلها. هم من سيعانون، وليس هو".وطاول التوتر المتصاعد الأعمال التجارية أيضاً، واستعدت شركات الطيران الهندية مثل "إير إنديا" و"إنديا جو" لارتفاع كلف الوقود وإطالة مدة الرحلات مع إعادة توجيه رحلاتها الدولية.وطلبت الحكومة الهندية من شركات الطيران التواصل مع المسافرين في شأن إعادة التوجيه والتأخيرات، مع ضمان توافر مخزون كافٍ من الطعام والماء والمستلزمات الطبية للرحلات الطويلة.
تبادل للنار
تبادلت القوات الهندية والباكستانية إطلاق النار لليوم الثاني على التوالي اليوم السبت مع تدهور العلاقات بين الجارتين المسلحتين نووياً بعد هجوم على سياح أسفر عن مقتل 26 شخصاً في إقليم كشمير اتهمت الهند مسلحين باكستانيين بالمسؤولية عنه.
وقال الجيش الهندي إن قواته ردت على إطلاق نار "غير مبرر" بالأسلحة الصغيرة من عدة مواقع للجيش الباكستاني بدأ نحو منتصف ليل أمس الجمعة على طول الحدود الفعلية التي يبلغ طولها 740 كيلومتراً، والتي تفصل بين المناطق الهندية والباكستانية في كشمير.
وذكر الجيش الهندي أن القوات الباكستانية أطلقت النار على نحو متقطع منتصف ليل الخميس تقريباً. وأضاف أنه لم يجر الإبلاغ عن وقوع إصابات من الجانب الهندي. في المقابل لم يصدر الجيش الباكستاني أي تعليق حتى الآن.
تحقيق دولي
حددت شرطة كشمير هوية ثلاثة مشتبه فيهم، من بينهم مواطنان باكستانيان، نفذوا هجوم الـ22 من أبريل (نيسان) الجاري. ونفت إسلام آباد ضلوعها في الهجوم، وقال وزير دفاعها إن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي في الهجوم.
وبعد الهجوم اتخذت الهند وباكستان مجموعة من الإجراءات ضد بعضهما بعضاً، إذ أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، وعلقت نيودلهي معاهدة مياه السند لعام 1960 التي تنظم تقاسم المياه من نهر السند وروافده.
وأبرمت الهند وباكستان اتفاقية لوقف إطلاق النار منذ عقود حول إقليم كشمير المتنازع عليه، لكن قواتهما لا تزال تتبادل إطلاق النار بصورة متقطعة. وتطالب كلتا الدولتين بإقليم كشمير وخاضتا حربين من حروبهما الثلاثة حوله.
ودعت الأمم المتحدة الهند وباكستان إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
باكستان موحدة
أكد رئيس وزراء باكستان شهباز شريف اليوم السبت أن بلاده "موحدة" و"مستعدة للدفاع عن سيادتها" على خلفية التصعيد الحاصل مع الهند بعد هجوم فتاك في كشمير، معلناً أن بلاده "منفتحة على المشاركة في أي تحقيق محايد وشفاف وموثوق" في الهجوم.
وقال شريف خلال مراسم عسكرية، "أمة الـ250 مليون نسمة هذه، موحدة وتقف وراء قواتها المسلحة الباسلة ومستعدة لحماية كل شبر من هذا الوطن".
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان، وهما دولتان تملكان السلاح النووي وحليفتا الولايات المتحدة، منذ الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي في كشمير الهندية.
وبعد ظهر الثلاثاء أطلق ثلاثة مسلحين في الأقل النار في منتجع باهالغام الواقع على مسافة 90 كيلومتراً براً من مدينة سريناغار الكبيرة، مما أدى إلى مقتل 25 هندياً ونيبالي واحد، بحسب ما أفادت الشرطة الهندية.
ومنذ ذلك الحين، وجهت الحكومة الهندية القومية المتطرفة أصابع الاتهام إلى إسلام آباد التي طالبت بأدلة منددة بالاتهامات وواصفة إياها بأنها "غير عقلانية وغير منطقية".
ودخلت الدولتان في الأيام الأخيرة في دوامة من الإجراءات العقابية والانتقامية.