مراكز الموت الصيفية .. قنابل مؤقتة في أيدي الحوثيين
في كل صيف، يحلم أطفال اليمن بقضاء عطلتهم بين الألعاب والأنشطة التعليمية الهادفة، غير أن هذا الحلم يتحوّل إلى كابوس قاتم في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، حيث تُفتح ما تُسمى بـ"المراكز الصيفية" التي تحوّلت إلى معسكرات تغريب وتجنيد، لا تمت للتعليم بصلة.
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بفرض أفكارها الطائفية على المناهج الدراسية، ولا بإلزام المدارس بحصص أسبوعية مخصصة لتلقين الطلاب ملازمها العقائدية، بل مضت خطوة أبعد وأكثر خطورة، بتوظيف المراكز الصيفية كأداة لاستكمال مشروعها التخريبي، واستهداف عقول الأطفال في مرحلة شديدة الحساسية.
تنقسم هذه المراكز إلى نوعين:
1- مراكز مغلقة يُحتجز فيها الأطفال لفترات طويلة، يُعزلون خلالها عن أسرهم ويخضعون لبرامج ممنهجة من التعبئة الفكرية والتدريب العسكري.
2- المراكز المفتوحة، فتُقام في المدارس والمساجد، وتستقطب أعدادًا أكبر تحت غطاء ديني وتعليمي، بينما يتم تمرير خطاب طائفي متطرف يُغذّي الكراهية والعنف والانقسام.
هذه المراكز لا تُخرّج طلابًا، بل تُنتج قنابل بشرية موقوتة، يتم زجّ كثير منهم لاحقًا في جبهات القتال، أو يُستخدمون كأدوات أمنية واستخباراتية، أو يُعاد تدويرهم في مؤسسات الجماعة كجنود للعقيدة لا للوطن.
وتشير تقارير محلية وحقوقية إلى اختفاء المئات من الأطفال عقب التحاقهم بهذه المراكز، وسط صمت دولي وتقصير أممي في التصدي لهذا الانتهاك الفاضح لحقوق الطفل.
وأمام هذا الخطر الداهم، تقع المسؤولية الأولى على عاتق المجتمع المحلي. ويتعيّن على الأهالي رفض إرسال أبنائهم إلى هذه المراكز، وتوعية غيرهم بمخاطرها، والعمل على إيجاد بدائل تعليمية وترفيهية تحفظ أطفالهم من الاستقطاب، حتى وإن كانت هذه البدائل محدودة الإمكانات.
ففي الوقت الذي تقاتل فيه اليمن على جبهات متعددة، فإن الجبهة الأهم والأخطر هي جبهة العقل والهوية والوعي، وإنقاذ جيل كامل من فخ التطييف والتجنيد مسؤولية لا تقبل التأجيل.