
تستخدمهم في خدمة مشروع ايران .. عصابة الحوثي وقبائل اليمن .. ولعبة البقاء
تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي الايرانية، بوادر انتفاضة قبلية ضد مشروع ايران الطائفي، كما تشهد بداية جديدة لعلاقة ظلت تحكمها عوامل البقاء عبر تبادل المصالح والمنافع مع من يمتلك القوة والمال، ولا تتجاوز العرف والشرع ولا تطال العرض والارض.
ومع تجاوز عصابة ايران مع قبائل اليمن كل الخطوط الحمراء في ظل ما تعيشه من شعور بالقوة وتجاوزها حدود الجغرافية اليمنية الى المحيط والعالم، بدات القبائل تستشعر الخطر الداهم الذي جلبته تلك العصابة من خلال شعورها الزائف بالقوة، المبني على التضليل والدعاية الاعلامية، وانعكس بعمليات تنكيل واستباحة لدماء اليمنيين، لتعلن رفضها للمشروع الحوثي المبني على الرؤية الايرانية.
تصاعد الغضب
وعلى وقع الكوارث التي تسببت بها عصابةوالحوثي داخليا وخارجيا، ووصل بها الحال الى رفض تطبيق شرع الله واحكام القضاء، من خلال التغطية على عناصرها الارهابية التي سفكت دماء اليمنيين الابرياء وفي مقدمتهم ابناء القبائل، وتامدت في غيها الى استخدام القوة والبطش ومصطلحات السياسة القذرة لمواجهة مطالب القبائل واليمنيين المشروعة دينيا وعرفا واخلاقا وانسانية.
ورغم استخدام جميع وسائل التضليل والدعاية وتزييف الوقائع والمتاجرة بدماء اليمنيين ومصالحهم ومقدراتهم ومكتسباتهم وصولا الى المتاجرة بقضايا الامة كالقضية الفلسطينية، من اجل تمرير مخطط ايران بالمنطقة، الا ان القبائل كمكون أول وكبير للنسيج الاجتماعي بالبلاد، اعلنت رفضها لذلك المشروع ومحاولة تمريره انطلاقا من اليمن ومياه الاقليمية.
وعلى مدى سنوات شهدت مناطق الحوثي حالات رفض ومقاومة قبلية على شكل انتفاضات متباعدة وغير متحدة ومنسقة، قبل ان تعي القبائل لدورها الريادي في حماية اليمن وسيادته وابنائه من اي تدخل اجنبي، خاصة من يحمل افكار لا تتوافق مع الهوية اليمنية وطبيعة شعبه المتجانس والموحد على وسطية الدين وديمقراطية الحكم، وحرية التعبير والتعايش.
غياب العدالة
وشهدت صنعاء العاصمة ومحافظات اخرى واقعة تحت سيطرة الحوثيين، مؤخرا تصاعداً في الغضب القبلي ضد الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق أبناء القبائل، في ظل غياب العدالة واخضاع القضاء لفكر الولي الفقيه، بعد تدمير مؤسسات الدولة وتحويلها الى مصالح خاصة.
ففي صنعاء تعالت اصوات الرفض للحوثية الايرانية، انطلاقا من قبائل الطوق ممثلة بقبائل بني مطر وهمدان وسنحان وخولان وبني الحارث وبني حوات، مرورا بقائل ارخب بني ميمون، وخمر وحوث وحرف سفيان من بطون حاشد في عمران.
وأكدت القبائل رفضها أي محاولات للتستر على الجناة وتمييع قضايا القتل والتنكيل بحق ابناء القبائل، والسكوت على عمليات السطو والمصادرة والتجريف لأراضي القبائل لصالح عناصر العصابة القادمة من كهوف التخلف في صعدة.
توسع الاحتجاجات القبلية
كما شهدت مناطق اخرى تحركات وتداعيات قبلية ليست جديدة كنا هو الحال مع قبائل رداع في البيضاء، والحداء وعنس وعتمة في ذمار، وصولا الى الاحتجاجات التوسعية لقبائل اب، وكلها ذات مطالب حقوقية لتطبيق العدالة، ورفضا لتقييد الحريات ومنع المطالب المحقة.
ويؤكد مراقبون للشأن المحلي، بان قبائل اليمن وصلت مع عصابة الحوثي الى مرحلة الصدام المباشر بعد انكشاف حقيقة ارتباطها بالمشروع الفارسي والطائفي الساعي لتدمير الاسلام والقضاء على العرب والعروبة خدمة للصهيونية العالمية.
ووفقا للمراقبين، فإن جميع وسائل عصابة الحوثي وتضليلها وادعاءاتها ومحاولة اللعب والمتاجرة بقضية غزة وفلسطين، باتت مفضوحة امام اليمنيين وفي مقدمتهم القبائل ، ما يشكل ضغوطًا متزايدة وارتدادات سلبية على ذراع ايران في اليمن والمتزامنة مع الضربات التي تلقتها أذرع ايران في لبنان وسوريا.
وتوقع المراقبون ان تشهد الايام المقبلة مزيدًا من تصاعد الرفض الشعبي والقبلي لوكلاء ايران في اليمن، وتحولها الى انتفاضة او ثورة شعبية عارمة ضدها.
تمادي الغي الايراني
ومع ذلك يرى المراقبون، بان عصابة الحوثي ستحاول استخدام جميع الوسائل لحماية مشروعها وعناصرها، من خلال تمييع قضاياهم بحكم امتلاكها القوة، وسطوتها على الجهاز القضائي.
كما ستعمد الى استخدام القوة المفرطة ضد القبائل من خلال ارسال الحملات القمعية وفرض الحصار، واطلاق المصطلحات والتهم الجاهزة على الرافضين لها، الامر الذي سيولد عمليات تنكيل ومواجهات واشتباكات مسلحة سيكون تأثيرها سلبيا على العصابة الايرانية في ظل الاحتقان الشعبي العارم ضدها.
وحسب المراقبين، تكشف هذه الاحتجاجات عن وجه مظلم لسياسات الحوثيين، والتي تتمثل في الاستهانة المفرطة بدماء اليمنيين والقبيلة اليمنية، والنظر للقبيلة كمخزون بشري تستخدمها في حروبها، ولا تعترف لها بأي حقوق أبدا.
تعمد الإساءة للقبيلة
ومن خلال تعمد الحوثيين، الاساءة وإثارة النعرات القبلية، ودفع القبائل إلى الاقتتال فيما بينها، والتي سعت من ورائها إلى إضعاف النسيج الاجتماعي، وتفكيك البنية القبلية، ومحاولة جعل القبيلة مجرد أداة طائعة بيدهم، وفقًا لسياسة خطيرة هددت بها السلم الاهلي، وخلقت ثارات طويلة الأمد، تفطنت لها القبائل وبدات حاليا رد الصاع صاعين لتلك العصابة التي لا تملك اي مشروع تنموي.
السقوط من الداخل
وعلى عكس العديد من المحللين الذين يرون بان نهاية المشروع الحوثي - الايراني في اليمن سيكون عبر عملية عسكرية واسعة، تؤكد الوقائع التاريخية، وطبيعة تكوين العصابات، بان قتالها سيؤدي الى حروب شوارع طويلة الامد، وان سقوط مثل هذه الكيانات يكون دائما من الداخل.
ومع ترنح المشروع الايراني في المنطقة، يرى المراقبون ، ان دور القبائل قد حان كي يثبتوا للجميع بانهم السد الحصين لليمن والهوية اليمنية، وحامي حمى الدم اليمني والشريعة والدين، ومناصرين قضايا الامة.
واكدوا بان ما تشهده العديد من المناطق من تداعيات قبلية في هذا الظرف يؤكد بداية نهاية وكلاء ايران من اليمن والذين باتوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة، كما اكدوا وجود تواصل مع شيوخ القبائل للمرحلة القادمة، التي تعد مرحلة تكفير عن مواقفها السابقة في دعم الحوثيين عند دخول صنعاء، فهي اليوم ستسلك نفس النهج في إسقاطهم، وكما أدخلتهم سوف تعمل على إخراجهم.
واشاروا الى ان القبائل حاولت مرارا اسقاط الحوثية كما حدث في حجور حجة، وقيفة البيضاء، وعتمة ذمار، وتركت وحدها في ذلك الوقت، لكنها شكلت نواة لما ستشهد اليمن حاليا، والتي تشبع فيها اليمنيين بنوازع الثورة من خلال انتفاضة ديسمبر ٢٠١٧، التي قادها اشجع رجل عرفته اليمن المناضل الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفاقه.
واكدت بان ما يجري هذه الأيام هو بداية لانهيار الحوثي، وإسقاطه من الداخل بسواعد احرار الثورة والجمهورية وفي طليعتهم ابناء القبائل.
وفي الاخير،، نؤكد وفقًا لما تشهد البلاد بأن احتجاجات ومطالب القبائل ستزيد، وستصل إلى مطالب وطنية، بمعنى أنها ستتحول الى ثورة مستمرة لثورة ٢٦ سبتمبر وانتفاضة ديسمبر بقيادة الزعيم الشهيد الصالح، وستقود الى انهاء التواجد الحوثي الفارسي في اليمن. وستعود الدولة ومكتسبات اليمنيين.