Image

سجون الحوثي .. مسالخ بشرية وأقبية للتعذيب والقتل

في ظل تصاعد الغضب الشعبي ضد مليشيا الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران" يوما بعد آخر، تزايدت أعداد السجون التي تديرها المليشيا بشكل ملحوظ، مما جعلها أشبه بمسالخ بشرية وأقبية للقتل والتعذيب.

هذه السجون لم تعد مجرد أماكن للاحتجاز، بل تحولت إلى مراكز تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان، حيث يتعرض المحتجزون لأبشع أنواع المعاملة من تعذيب واعتداء جنسي، وإهمال الطبي، وغيرها من أشكال الانتهاكات الجسدية والنفسية وذلك في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

سواء كنت رجل أم امرأة شابًا أو مسنًا، عسكريًا أو مدنيًا، معارضًا أو مستقلًا، مسلحًا أو أعزلًا، بريئًا أو متهمًا، مسافرًا أو مقيمًا؛ فإنك في كل الأحوال عرضة للاختطاف والهلاك الشنيع في أحد هذه السجون الرهيبة.

وتشير التقارير إلى أن المئات من الأكاديميين والتربويين والناشطين والسياسيين لا يزالون في سجون ميليشيا الحوثي منذ سنوات، بعد أن تم اختطافهم من منازلهم وأماكن عملهم. وتتعرض هذه الفئات لأساليب تعذيب وتنكيل قاسية.
لا يفرق الحوثيون بين ضحاياهم، فالجميع مُعرّض للخطر ما لم يكن من أتباع الجماعة المخلصين.

وبحسب تقارير حقوقية، فإن العديد من المختطفين في سجون الحوثي يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. كما يتم حرمانهم من حقوقهم الأساسية مثل الزيارة والرعاية الصحية.

ومن أساليب التعذيب حسب شهادات الأسرى المحررين، الضرب بالعصي الكهربائية والتعليق لأكثر من عشرين ساعة واستخدام أساليب الحرمان من النوم وغيرها من الأساليب التي تسببت بإصابات لبعض المعتقلين.

الخطوة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين الماضي، بفرض عقوبات على القيادي في عصابة الحوثي عبدالقادر المرتضى ولجنة الأسرى التابعة له لتورطهم في انتهاكات ضد المختطفين والمحتجزين في السجون التي تديرها المليشيات المدعومة من النظام الإيراني، مراقبون اعتبروا هذه الخطوة الأمريكية غير كافية مطالبين باتخاذ خطوات أكثر قوة وعملية ورادعة توقف هذه الجرائم الحوثية بحق الأسرى والمختطفين.

العقوبات الأمريكية تضمنت تحديد اسم رئيس اللجنة الحوثية لشؤون السجناء رئيس فريق التفاوض في شأن الأسرى عبدالقادر المرتضى كعنوان لمعتقلات المليشيات عقب سلسلة من الاتهامات المحلية والأممية التي وجهت له، ومنها تهم تعذيب السجناء وإساءة معاملتهم واستخدامهم كأوراق ضغط للتكسب السياسي.

ويُعد المرتضى أحد أبرز القيادات الحوثية المتورطة بعمليات تعذيب وحشية بحق الأسرى والمختطفين في سجون وأقبية الجماعة خلال الأشهر والسنوات الماضية، ويدير أحد ملحقات السجن المركزي في صنعاء، والذي يقبع فيه المئات من المختطفين والذين ترفض الجماعة الإفراج عنهم، فيما أفرج عن آخرين بصفقات ورشاوى مالية، تحدث بعضهم عن تعرضهم لعمليات تعذيب عنيفة في تلك السجون التي يشرف عليها المرتضى، والذي شارك أيضاً بتلك العمليات بشكل شخصي.

وكان تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، والتابع لمجلس الأمن الدولي، قد كشف تقرير له في أبريل من عام 2022 حالات تعذيب وانتهاكات خطيرة ارتكبتها مليشيا الحوثي في سجونها، بما في ذلك السجن المركزي بصنعاء، الذي يدير أحد ملحقاته رئيس لجنة الأسرى لدى الجماعة عبد القادر المرتضى.

وبحسب تقارير حقوقية، فإن عدد المختطفين الذين توفوا تحت التعذيب في سجون عصابة الحوثي منذ العام 2015 يزيد عن أكثر من 350  سجينًا بينهم اكاديميين وسياسيين وناشطين.

وأشارت التقارير إلى أن وفاة بعضًا من المختطفين كان بسبب حرمانهم من استخدام الادوية الضرورية والرعاية الصحية والإهمال في تقديم أي خدمات طبية.

يُذكر أن عدد من اختطفتهم مليشيا الحوثي من منازلهم او الطرقات والأحياء نحو ٢٧ الف يمني ويمنية من المدنيين، ، وفقًا لاحصاءات صادرة عن ما تسمى ب"وزارة داخلية" في حكومة المليشيا الغير معترف بها.

وعلى مدى السنوات الماضية، وثَّقت منظمات حقوقية وفاة العشرات من المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي، نتيجة التعذيب، فيما أفرج عن آخرين في عمليات تبادل وهم في ظروف صحية سيئة بعضهم يعانون من إعاقة دائمة.