Image

في ذكرى ثورة 26 سبتمبر الـ 62 الخالدة.. ترابط مجتمعي يُفشل محاولة الطمس ويبث الرعب السبتمبري في أوساط العصابة الإيرانية

يحتفل اليمنيون بالذكرى الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، هذا العام، بزخم كبير من قبل كافة فئات الشعب الذي يواصل النضال للدفاع عن مبادئ وأهداف الثورة اليمنية والجمهورية والوحدة، وحماية مكتسباتها التي تحاول عصابة الحوثي الإيرانية "الأئمة الجدد" طمسها بشتى الطرق، ووفقًا لخطط إيرانية خبيثة.
وتصادف ذكرى الثورة اليمنية المجيدة هذا العام يوم "الخميس" في توافق زمني فريد مع انطلاقها في ليلة الخميس 26 سبتمبر 1962، الأمر الذي يجعلها مناسبة عظيمة لاستعادة مبادئها وأهدافها وتجديدها لمواجهة الائمة الجدد القادمين من كهوف مران والمتشبعين بأفكار قم وأصفهان في إيران الفارسية.

تجسيد مرعب 
وفي تلاحم عظيم، بدأ اليمنيون احتفالاتهم هذا العام مبكرًا وبالتحديد مع دخول الساعات الاولى لشهر سبتمبر، تجسيدًا لما تمثله ثورة 26 سبتمبر لديهم، وفي رسالة واضحة إلى دعاة العودة إلى العهد الإمامي المظلم، بأن الثورة ضد ذلك العهد البائد ما زالت مشتعلة في نفوس اليمنيين ومتقدة في عقولهم وثقافتهم وتفاصيل حياتهم اليومية.
ذلك التجسيد الذي عبَّر عنه اليمنيون في شتى أنحاء البلاد، فيما يتعلق بثورتهم الخالدة 26 سبتمبر، جعل عصابة ايران الحوثية، تعيش حالة من الرعب والهلع والخوف، وجعلها في حالة هستيريا واضحة، عبَّرت عنه عناصرها من خلال ممارساتها القمعية ضد كل من يحتفل بهذه المناسبة او حتى يرفع عَلَم اليمن، وهو ما يعده اليمنيون بداية سقوط الإمامة الجديدة على وقع ذكرى ثورة الشعب في ذكراها الـ 62.
ويؤكد اليمنيون من خلال الاحتفاء العظيم بهذه المناسبة الخالدة التي بداؤها مبكرين، ان جميع خطط ومحاولات الحوثيين طمس مكتسبات وأهداف ورموز ثورة 26 سبتمبر الخالدة باءت بالفشل ولم تجد لدى اليمنيين لها أي قبول،  فالقلوب والعقول وتفاصيل حياتهم اليومية عامرة بكل تفاصيل ثورة 26 سبتمبر منطلق الحرية وبداية الحياة الحقيقية للشعب اليمني.
كما يؤكد اليمنيون من خلال احتفالهم بهذه المناسبة الوطنية الخالدة عن مدى تلاحمهم واصطفافهم خلف أهداف ومبادئ ثورتهم التي ستظل راسخة ومتجذرة في أعماق نفوسهم وأجيالهم، فهي حصنهم المنيع امام كل أفكار دخيلة تهدد هويتهم اليمنية وحياتهم الوطنية المتشبعة بأفكار الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والوحدة".

لماذا ...؟
- يعرف الحوثيون ومن خلفهم إيران طبيعة وثقافة الشعب اليمني الرافضة لكل ما يمس هويته وثورته وجمهوريته ووحدته وأرضه وعرضه.. لذا هم في حالة رعب من سبتمبر.
ـ لمعرفة العصابة الايرانية، بأن ثورة 26 سبتمبر حالة مقدسة في نفوس اليمنيين، وان سكوتهم عن محاولات القوة لطمس رموز ثورتهم لن يطول وسينفجر نارًا عليهم في أي لحظة .. لذا هي خائفة. 
ـ إحياء الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر من قبل اليمنيين، يُذكَّر العصابة الإمامية، بنزعة اليمنيين نحو الحرية والتحرر والانعتاق من الحكم الإمامي الكهنوتي والاستبداد والعنصرية والتخلف والفقر والجهل والمرض، لذا هي تخشى امتداد تلك النزعة لتطالها وهو امر محتوم ومتوقع من الجميع .. لذا هي مرعوبة.
ـ لمعرفتها بعشق اليمنيين لحياة الحرية والديمقراطية والعلوم الحديثة والتنمية والعدالة والوسطية، في ظل ثورتهم وجمهوريتهم التي عاشوها على مدى ستين عامًا، فهم يرفضون العودة للعهد الإمامي كرفضهم التخلي عن دينهم الاسلامي المعتدل..
ـ لمعرفتهم برفض اليمنيين الأفكار والعادات الدخيلة على مجتمعهم، كتقديس الأشخاص والأماكن، ومحاولات إعادتهم الى العصور الحجرية، ونهب ممتلكاتهم وتهديد مستقبل ابنائهم، واستباحة كل ما يتعلق بهويتهم اليمنية... لذا هم مرعبون.

ترابط يفشل الطمس 
ومع مرور كل يوم في ظل الائمة الجدد "الحوثيين"، يزداد ترابط اليمنيين وتمسكهم بثورتهم، ويظهرون تحديًا كبيرًا وصلابة عظيمة في وجه محاولات الحوثيين المتكررة والمستفزة لهم من خلال استهدافها لمعالم ورموز ثورة 26 سبتمبر، لترتد على مخططات العصابة الايرانية في وجه مشروعها التدميري المبني على ركائز "النهب والسلب والقتل والبطش، والانتهاكات وقمع الحريات" وهي ركائز ستشكل قريبا وبالًا على العصابة وفكرها وثقافتها الايرانية الارهابية ذات الطابع الطائفي والمذهبي المقيت.
فمنذ نحو عقد ونيف من الزمن، تحاول عصابة إيران الحوثية، الانتقام من ثورة الـ26 سبتمبر، من خلال سعيها المكثّف المسنود بكل ما هو ايراني، لمحو آثار ومعالم ثورة 26 سبتمبر، تدريجيًا على أمل جعلها ذكرى منسية تنتهي معها الجمهورية، وتعود الإمامة الاستبدادية بحلة إيرانية تكسوها ادعاءات "الحق الإلهي" بالحكم والسلطة.
ورغم كل مساعيها التي بدأت بتغيير اسم "ميدان التحرير" الذي يرمز إلى الثورة وسط العاصمة صنعاء الى "ميدان الصمود"، واستبدلت دبابته الرمزية التي أطلقت اول قذيفة على قصر البشائر (سكن الامام)، بمجسمات للصواريخ الايرانية التي تقتل اليمنيين من النساء والاطفال والشيوخ والابرياء، وتستهدف مصادر رزقهم ومكنون حياتهم في البر والبحر، في تأكيد واضح وصريح على أنها امتداد للإمامة وذيل لمشروع إيران ومخططها في اليمن والمنطقة.

تنفيذ مخطط الانتقام
وواصلت  عصابة ايران الإمامية، محاولاتها الفاشلة في طمس معالم ورموز ثورة 26 سبتمبر، وهذه المرة استهدفت ضريح الجندي المجهول الذي يُخلّد تضحيات شهداء ثورة 26 سبتمبر، لتقوم بدفن أحد عناصرها وقادتها الإرهابيين الملطخة يديه بدماء اليمنيين الابرياء، الصريع "صالح الصماد" والذي أطلقت اسمه على "ميدان السبعين" ذو الدلالات السياسية العميقة كونه يرمز إلى "حصار السبعين يومًا" الذي فرضته الإمامة البائدة على الثوار الجمهوريين في صنعاء قبيل انهزامها.
كما قامت عصابة الحوثي بإزالة اسماء قيادات ورموز الثورة السبتمبرية وحذفها من مناهج التعليم، واستبدلتها بعناصرها الإرهابية التي جاءت من براثين التهريب والجريمة والسجون، إلى جانب تغيير أسماء المدارس التي تحمل اسماء رموز الثورة مثل مدرسة علي عبدالمغني، وجمال جميل، والثلايا، وغيرهم، ظنًا منها انها بذلك تكون قد انتقمت من ثورة سبتمبر العظيمة التي قضت على عهد الائمة البائد، غير آبهة بأن ثورة 26 سبتمبر ثورة " أرض وانسان" وليست ثورة شعارات كما هو الحال بالنسبة لها.
وعمدت عصابة الحوثي بالاشتراك والتعاون مع عناصر من المخابرات الايرانية، على إتلاف العديد من الوثائق والصورة الخاصة بثورة 26 سبتمبر، كما نهبت كل ما يتعلق بالثورة اليمنية من المتاحف الوطنية  الواقعة تحت سيطرتها، وقامت بإتلافها أو المتاجرة بها كما تتاجر بمعاناة وتاريخ وآثار اليمنيين وبيعها للكيان الصهيوني "اسرائيل".

العجز القاتل
وفي ظل تلك المحاولات، ظل اليمنيون متمسكون بكل ما هو سبتمبري في نفوسهم، حيث عجزت عصابة الحوثي في التأثير عليهم، فظل اليمنيون يرددون اسماء الأماكن باسمائها التي اعتادوا عليها، مثل شارع الزبيري، الذي استبدلته العصابة باسم شارع "هنية" وميدان السبعين الذي استبدلته باسم الارهابي الصماد، وكذلك ميدان التحرير، وجامع الصالح الذي حاولت استبدال اسمه بجامع الشعب، لكن الثقافة الوطنية راسخة لدى الشعب، فلا يمكن محوها ابدا.
وزاد من قهر وغبن العصابة، أن اليمنيين ردوا على كل محاولاتها بالاحتفال مبكرا بثورة 26 سبتمبر واضفاء حالة من الهالة الثورية والوطنية على ذكراها الثانية والستين، والتي بدأت بالمنشورات وتواصلت برفع الأعلام، وستستمر بالاحتفالات وإيقاد مشاعلها في مناطق متعددة.. إنها تجسيد لثقافة سبتمبر والعمل بوصية آخر مناضلي الثورة اليمنية وحماتها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.
لقد اثبت اليمنيون خلال السنوات العشر العجاف، بصمودهم وتصديهم لكل المؤامرات التي استهدفت نسيج اليمن الاجتماعي، وتنوعه الثقافي، ومحاولات النيل من مقدرات ومنجزات ثورته السبتمبرية، بأنهم شعب لا خوف عليه من أي مؤمرة تستهدف ثقافته وثورته وجمهوريته ووحدته،  وانه قادر على استعادة مكتسباته الوطنية في الوقت والزمان الذي يحدده القدر لهم.. "ولن ترى الدنيا على أرض اليمن وصيا"..