Image

قمع وتكميم وتزييف للحقائق .. تقارير تكشف انهيار حرية الصحافة والإعلام في مناطق سيطرة عصابة الحوثي

شهدت العاصمة المختطفة صنعاء، التي كانت قبل انقلاب عصابة الحوثي " وكلاء ايران " في 21 سبتمبر 2014، مركزًا للإعلام المستقل والحزبي، تدهورًا كبيرًا في حرية الصحافة والإعلام.

وقالت تقارير إعلامية وحقوقية، أن العاصمة  المختطفة صنعاء كانت- قبل انقلاب عصابة الحوثي- تحتضن 36 صحيفة ومجلة أهلية، إلى جانب 6 قنوات تلفزيونية و32 موقعًا إخباريًا، توقفت معظم هذه الوسائل الإعلامية أو تم إغلاقها بالكامل، نتيجة للضغوط والتهديدات التي فرضتها عصابة الحوثي على وسائل الإعلام المعارضة.

منذ بداية الحرب، تعرضت وسائل الإعلام المستقلة لقمع واسع من قبل عصابة الحوثي، التي شنّت حملة ممنهجة لإسكات الأصوات المعارضة وتضييق الخناق على حرية التعبير.

وبحسب التقارير، فقد عمدت العصابة إلى إغلاق الصحف والمواقع الإلكترونية التي تنتقد سياساتها أو تكشف انتهاكاتها.

وفي الوقت ذاته، واجه الصحفيون والإعلاميون المستقلون والمناهضون لها موجة من الاعتقالات والاختطافات، حيث زجّت عصابة الحوثي بعدد كبير منهم في السجون، متهمة إياهم بالعمالة والتجسس لصالح دول التحالف أو الحكومة الشرعية.

ورغم محاولات البعض الاستمرار في ممارسة العمل الصحفي من صنعاء أو عبر منصات خارجية، إلا أن القمع الحوثي الشديد جعل من العمل الصحفي المستقل أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

تم توثيق العديد من الحالات التي تم فيها اعتقال صحفيين وإعلاميين تعرّضوا لتعذيب جسدي ونفسي، في إطار اتهامات ملفقة بالتجسس أو العمل لصالح جهات خارجية. وتؤكد تقارير حقوقية محلية ودولية أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسة الحوثيين لإسكات أي صوت يعارض سيطرتهم على المشهد الإعلامي، حيث يعتبرون كل من يتحدى روايتهم أو ينتقدهم بأنه "عميل" أو "جاسوس".

في مقابل ذلك، باتت وسائل الإعلام في العاصمة المختطفة صنعاء مقتصرة على القنوات والصحف الرسمية أو تلك المرتبطة بعصابة الحوثي.

وقد تم استحداث عدة إذاعات FM خاضعة لسيطرتها، والتي تفتقر إلى المهنية والاستقلالية، حيث يتم توجيه محتواها لخدمة أهداف الجماعة والدفاع عن سياساتها، في حين تم استبعاد وتهميش أي وسيلة إعلامية تحاول تقديم رواية مغايرة.

هذه الإجراءات القمعية التي اتخذتها عصابة الحوثي ضد الصحافة والإعلام في اليمن تُعد واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حرية التعبير في البلاد، وتكشف عن استغلال العصابة لسيطرتها على العاصمة المختطفة صنعاء كوسيلة لقمع أي معارضة أو تحدٍ سياسي أو إعلامي.