Image

قضية اغتصاب طفل رداع تكسر حاجز "العيب".. تكشف حقائق جديدة وسط حالة التوتر بين القبائل وعصابة الحوثي برداع

تتواصل الاشتباكات والتوترات في مدينة رداع بمحافظة البيضاء "وسط البلاد" بين قبائل قيفة من آل صالح، وعناصر عصابة الحوثي الايرانية ذات الثقافة المنحطة، على خلفية اغتصاب قيادي ومشرف حوثي لطفل في أحد سجونها بالمحافظة.

وتشير مصادر قبلية وأخرى محلية، إلى قيام عصابة الحوثي بإرسال مزيد من التعزيزات القتالية الى المدينة، للتنكيل بقبائل رداع التي ترفض الخضوع لها، والباحثة عن العدالة فيما يتعلق بارتكاب جريمة "اغتصاب طفل" لم يتجاوز عمره 12 عامًا، من قبل قيادي ومشرف حوثي في أحد السجون.

تطورات جديدة
وترددت انباء خلال الساعات الماضية، بأن المتهم بارتكاب الجريمة ليس الذي اقرت عليها العصابة سابقًا والمدعو " عبدالكريم العمراني" وانما قيادي ومشرف حوثي آخر لم يتم الافصاح عن اسمه بعد، وان "العمراني" سجين محكوم اعدام كانت تريد العصابة تضليل قبائل قيفة بإعدامه، لتهدئة الاوضاع في المدينة التي اذلت الحوثيين.
ووفقا للانباء، فإن القبائل عند معرفتها بتلك المعلومات وقيام عناصر عصابة الحوثي بمحاولة تهريب المتهم الحقيقي من المدينة، اشتبكت مع الحوثيين واوقعت فيهم قتيلًا واربعة جرحى، ما دفع الحوثيين الى ارسال تعزيزات كبيرة الى المدينة وحاصرت مجاميعًا من القبائل في مناطق متفرقة.
وعلى ضوء تلك التطورات، تداعت قبائل عدة في البيضاء وذمار، وارسلت مسلحين الى البيضاء، فيما بدأت الوساطات القبلية بالتدخل لتهدئة الوضع وحل القضية، التي تصر قبائل قيفة على العدالة فيها من خلال القصاص من المغتصِب، فيما ترفض عصابة الحوثي ذلك وتحاول حمايته تنفيذا لتوجيهات السفير الايراني الجديد بصنعاء، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط الذي يرفض اعدام المغتصِب.

جرائم متعددة
وتؤكد مصادر مطلعة، بأن القيادي والمشرف الحوثي الذي تربطه علاقة وطيدة بقيادات الامن المركزي الخاضع لسيطرة العصابة الحوثية، متهم بارتكاب 9 جرائم اغتصاب، وجرائم جنائية اخرى، وان قادة حوثيين يستخدمونه لتنفيذ جرائم بحق معارضيهم، بما فيها الاغتصاب لإذلالهم.
ووفقا للمصادر فإن قبائل قيفة والقبائل المساندة لها، وافقت على وقف التصعيد، على ان يتم تسليم المتهم بالجريمة الى النيابة العامة او القضاء، لتسير القضية وفقا للقوانين والشريعة الاسلامية فيما يخص مثل تلك جرائم، وامهلت الحوثيين 24 ساعة لتنفيذ ذلك، الا ان الحوثيين لم يقدموا أي رد للوساطات القبلية.

ثقافة تثير الغضب
وأثارت الجريمة، غضبًا واستنكارًا واسعين، في الشارع المحلي، نتيجة تصاعد الانتهاكات الجسيمة وتكرارها بحق الأطفال، في ظل غياب دور السلطات الأمنية والقضائية التابعة لعصابة الحوثي، وتماهيها مع الجرائم.
وفيما تعتبر عصابة الحوثي "الاغتصاب واللواط"، ثقافة مكتسبة من شيعة الشوارع في ايران، وتريد فرضها كواقع في المجتمع اليمني المسلم والمحافظ، وأصحاب عادات وتقاليد تجرم مثل تلك الممارسات المحرمة، فقد فتحت قضية اغتصاب طفل رداع من قبل قيادي حوثي سجن المدينة المركزي قبل ايام، ملف قضايا الاغتصاب التي ارتكبتها عناصر العصابة خلال السنوات الماضية.
وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق خاضعة لسيطرة عناصر حزب الاصلاح "ذراع تنظيم الاخوان الارهابي في اليمن"، العديد من جرائم الاغتصاب خاصة في صفوف الاطفال من الجنسين موثقة في تقارير حقوقية محلية ودولية، بلغت اكثر من 132 حالة، في حين تؤكد مصادر حقوقية عدة بأن جرائم الاغتصاب في مناطق الحوثيين والاصلاح تتجاوز ذلك بكثير وبالآلاف، يتم التستر عنها تحت عنوان "العيب" و"الفضيحة".
وتؤكد التقارير الحقوقية، بأن المراكز الصيفة التي تديرها عصابة الحوثي كل عام في مناطق سيطرتها، تسجل فيها حالات اغتصاب كثيرة، يرتكبها مشرفو الحوثي والقائمين على تلك المراكز بحق اطفال المدارس الذين يتم التغرير بهم للالتحاق بالمراكز الصيفة تحت "اغراءات وعناوين ثقافية ودينية يروّج لها الحوثيون"، او بالتهديد بحرمان غير المشاركين فيها من الدراسة.
وإلى جانب المراكز الصيفة، تأتي السجون والمعتقلات الحوثية والاخوانية بالمركز الثاني التي يسجل فيها حالات اغتصاب للاطفال سواء المعتقلين او ممن سمح لهم بزيارة اقاربهم في تلك السجون والمعتقلات، إلى جانب اغتصاب نساء ومعتقلين من الشباب والرجال بهدف اذلالهم او كعقاب لهم ، كما تحدثت بذلك عدد من السجينات المطلق سراحهن، مثل  الناشطة "نور الحراوي، وزعفران زايد".

كسر حاجز العار
على ذات الصعيد، أكدت مصادر محلية، بأن ما قامت به قبائل قيفة رداع من تصعيد لرد اعتبار الطفل المغتصَب المنتمي لآل غليس من قبائل آل صالح في قيفة رداع، الذي تعرض لاغتصاب من قيادي ومشرف حوثي اثناء زيارة شقيقه في السجن المركزي برداع، فتح الباب امام العديد من الأسر التي تعرض ابنائها للاغتصاب من قبل الحوثيين خلال السنوات الماضية وسكتت عنها تحت القاعدة الاجتماعية "العيب والفضيحة".
واشارت المصادر، إلى وجود تأييد شعبي واسع لقبائل قيفة، فضلا عن حالة السخط والغضب الذي ابداه اليمنيون في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي خلال الايام الاخيرة، فيما يتعلق بقضية اغتصاب طفل رداع، وفتحوا من خلالها ملف الاغتصاب المثخن بالجرائم الحوثية، مطالبين بمحاسبة جميع مرتكبي الاغتصاب من عناصر وقيادات العصابة الحوثية والتي كان آخرها اغتصاب طفلة في صنعاء من قبل قيادي حوثي خلال الساعات الماضية.
ودفعت جرائم الاغتصاب البشعة بحق الاطفال، العديد من القبائل والأسر والعائلات في مناطق الحوثيين، للمطالبة بمحاكمة مرتكبيها، وإنزال أشد العقوبات بحقهم.