Image

عصابة الحوثي تتمسك بخيار إيران الإرهابي .. تصعيد بحري جديد لاستدعاء مزيد من الغارات ضد اليمنيين

عاودت عصابة الحوثي الإيرانية، هجماتها ضد سفن النقل والتجارة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد توقف دام لأسابيع عقب تسببها بغارات إسرائيلية على الحديدة، ما يؤكد تمسك العصابة بالخيار الإيراني ذو الطبيعة الإرهابية المدمرة لليمنيين وشعوب المنطقة.

مرحلة جديدة من التصعيد 
ومع عودة هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، تكون أزمة البحر الأحمر دخلت في مرحلة جديدة من التصعيد خاصة وانها تتزامن مع تهديدات ايرانية بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران ، ذات الطبيعة الغامضة.
ويتوقع مراقبون، ان تكون مرحل التصعيد الجديدة للحوثيين باعتبارهم احد اذرع ووكلاء ايران في المنطقة، اكثر دمارًا ودموية بحق اليمنيين، خاصة اذا ما تم مهاجمة اسرائيل من اليمن، كما تتحدث الاخبار والمعلومات، الى جانب العراق وسورية وايران.
ويأتي التصعيد الحوثي الأخير باستهداف سفينة تجارية في خليج عدن، مساء السبت، بعد أيام من عمليات ردع عنيفة نفذتها القوات الأمريكية ضمن عملية "حارس الازدهار"، وسط تدمير مسيّرات جوية وبحرية أطلقتها عصابة الحوثي صوب خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

توقع النقل العالمي
من جانبها توقعت إحدى كبريات شركات النقل البحري العالمي استمرار اضطرابات الشحن العالمي في البحر الأحمر لفترة أطول دون أن يتم حل الأزمة في العام الحالي 2024. وأن سبب التوقعات يعود إلى الهجمات المتكررة والمستمرة التي تنفذها الميليشيات ضد السفن المارة في هذا الشريان.
وبحسب بيان جديد لشركة الشحن البحري العالمية "إيه بي مولر ميرسك" أن اضطرابات الشحن العالمي الناتجة عن الصراع في البحر الأحمر سوف تستمر لفترة أطول، ولن يتم حلها هذا العام. مضيفة: "تظل ظروف التجارة عرضة لتقلبات أعلى من المعتاد، نظراً لصعوبة التنبؤ بوضع البحر الأحمر، وانعدام الوضوح بشأن العرض والطلب في الربع   من العام الجاري".
وقد تأثر قطاع الشحن البحري العالمي بشدة بسبب الصراعات التي تجبر السفن إلى الإبحار جنوب القارة الإفريقية، بدلاً من عبور قناة السويس، حيث تشير تقديرات "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن عدد سفن الحاويات التي تمر عبر قناة السويس انخفض بنحو 77% عن العام الماضي، بعد أن تسببت هجمات جماعة الحوثي المتمركزة في اليمن في جعل الممر المائي الرئيسي غير آمن.

استبعاد التسوية في اليمن
ومع عودة التصعيد الحوثي متزامنًا مع تهديدات إيرانية جديدة في المنطقة، يرى مراقبون بأن ذلك يهدد الجهود الدولية والإقليمية المكثفة الساعية لايجاد تسوية سياسية في اليمن، وهو ما تريده عصابة الحوثي ومن خلفها إيران، التي لا تؤمن بالسلام، وتسعى لتحقيق أهدافها ومخططاتها الخبيثة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، نقلت مجلة " "أميريكان كونسيرفاتيف" عن محللين وخبراء بهذا الخصوص، استبعادهم أن يتم التوصل إلى تسوية في اليمن  في ظل ما وصفوها بالجهود المحمومة التي تبذلها عصابة الحوثي في تسخين الأجواء بالمنطقة وتعقيد أوضاعها الاقتصادية وتصعيب الأحوال المعيشية لمجتمعاتها. 
ودعا المحللون، إلى إفساح المجال بشكل أكبر أمام الخيارات الدبلوماسية، للتعامل مع الصراع المتواصل في اليمن، مؤكدين أن وضع حد للاضطرابات في البحر الأحمر أصبح يمثل حافزاً إضافياً لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية، على ضوء أن للقوى الكبرى مصلحة واضحة في إبقاء الممرات البحرية مفتوحة وآمنة.
وشدد الخبراء على أن الوقت لم يفت بعد، لبلورة حل دبلوماسي للصراع الذي زج بملايين اليمنيين في أتون معاناة إنسانية متعددة الجوانب، خاصة وأنها جعلت أكثر من 18 مليون يمني، من أصل قرابة 34 مليوناً، يعتمدون على المساعدات الإغاثية الخارجية.

اشعال دوامة الصراع
واعتبر الخبراء أن من شأن مواصلة عصابة الحوثي شن هجماتها ضد سفن الشحن في منطقة البحر الأحمر، وتوسيع نطاق اعتداءاتها في الآونة الأخيرة شمالا، يعد بمثابة إشعال شرارة "دوامة تصعيد واسعة النطاق"، ويعيد الصراعات في المنطقة الى مربعها الأول خاصة فيما يتعلق بالهدنة الهشة والتسوية في اليمن.

خطة عسكرية أمريكية
يأتي ذلك متزامنًا مع حديث تقارير إعلامية دولية، حول اعداد الولايات المتحدة الامريكية لخطتها عسكرية لردع الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، لمنع مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.
وذكرت قناة "العربية"، في تقرير لها مؤخرا، بأن الولايات المتحدة توصلت إلى صيغة جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية، وأنها بدأت تطبيق "الخطة الجديدة" بالفعل منذ أسابيع ومن دون الإعلان عنها. كما أشارت القناة عبر موقعها الإلكتروني إلى تغطية خبرية قدمتها مع قناة "الحدث" قبل شهرين، أفادت بأن الأميركيين في موقف متناقض، حيث يريدون متابعة حماية الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر من جهة، ومن جهة أخرى مصرّون على متابعة أعمالهم العسكرية "الدفاعية" بصرف النظر عن طول أمد هذه العمليات، ثم قالوا إن جنودهم تعبوا ولديهم أولويات حول العالم، والأولوية ليست للشرق الأوسط بل لمنطقة عمليات المحيط الهادئ.

تعديل الخطط
وأوضحت "العربية" أن هذه الإشارات الأمريكية أعقبتها مخططات عسكرية معدّلة، فالخطة الأولى كانت تقوم على صد الهجمات الصاروخية الحوثية، ثم تطورت إلى صد و"تدمير القدرات الحوثية"، وفي مطلع العام الجاري نفذت القوات الأمريكية والبريطانية غارات واسعة استهدفت تدمير مخازن الحوثيين والمنصات الصاروخية، في البر وفي البحر.
وقالت القناة السعودية إن أشهر الربيع كانت صعبة أمام الأمريكيين، حيث كانوا ينشرون حاملة طائرات وسفنا حربية عديدة، وكان الحوثيون يتابعون القصف ويطوّرون في أحيان كثيرة أساليب القصف، واعتمدوا القصف المتعدد الأنواع وإخفاء المنصات بسرعة بعد استعمالها. كما واجه الأمريكيون، بحسب المعلومات المتوفّرة خلال تلك الفترة، صعوبات في التحليق فوق أجواء بعض الدول، لا سيما السعودية والإمارات، واضطروا لتحاشي بعض الأجواء، وهذا ما كلّف الأمريكيين وقتاً أكثر وجهداً أكبر.

روزفلت في الخليج العربي
ونقلت القناة عن مسؤول دفاعي امريكي، قوله إن حاملة الطائرات روزفلت لم تصل يوماً إلى اليمن، ولم تقم بأية عمليات عسكرية في البحر الأحمر أو في خليج عدن، ولم تتدخّل في حماية الملاحة الدولية في منطقة اليمن، ولم تتعاط مع الهجمات الحوثية. 
وأكد المسؤول الدفاعي من جهة أخرى لدى حديثه إلى القناتين أن حاملة الطائرات روزفلت عبرت مضيق هرمز، وتوجهت إلى مياه الخليج العربي، وقامت بتدريبات وعمليات انتشار في هذه المنطقة، ثم خرجت من الخليج العربي إلى خليج عُـمان حيث هي الآن.

ما هي الخطة الجديدة؟
وبحسب المعلومات التي أوردتها القناة، تقوم الخطة الأمريكية الجديدة على نسخ تجربة أفغانستان حيث يعتمدون الآن على منظومات من المراقبة الجوية والإلكترونية، ويتحكّمون بالمسيرات التي تنطلق من قواعد برية في منطقة عمليات القيادة المركزية، وهي تبقى في الأجواء اليمنية لساعات طويلة وترصد تحركات الحوثيين، وبعضها مجهّز بصواريخ جو- أرض قادرة على ضرب قواعد الصواريخ الحوثية قبل أن تتمكّن خلايا الحوثيين من بدء هجوم على سفينة في المياه الدولية.

وتشبه هذه الإجراءات الأمريكية إلى حدّ كبير "خطة أفغانستان" أو "خطة عبر الأفق"، أي سحب القوات من الميدان، واستعمال القدرات المتطورة للمسح والمراقبة وإجهاض الهجمات، ويبدو أن القيادة المركزية تمكنت من خلال هذه الخطة الجديدة من تخطّي الكثير من العراقيل السياسية والميدانية. في حين لاحظ بعض متابعي الأوضاع الميدانية في اليمن أن هناك تراجعاً واضحاً في هجمات الحوثيين منذ يوم 20 يوليو الماضي، فيما قامت القوات الأمريكية بضرب 5 قواعد صواريخ وأسقطت 9 مسيرات حوثية، ودمّرت 10 مسيرات بحرية، وربما يعكس الأمر تراجعاً في القدرات الصاروخية الحوثية، وهذا يفسّر اعتمادهم على المسيرات.

حرب طويلة
وأرفقت القناة تقريرها بتحليل يرى أنه من الممكن جداً أن يتمكّن الحوثيون والأميركيون من البقاء على هذه الحالة من القصف والقصف المضاد لأمد طويل، خصوصاً أن الحوثيين يعتمدون على الهجوم بالصواريخ والمسيرات، كما أن الأمريكيين لم يعودوا مضطرين لمعالجة مشكلة انتشار الجنود ونشر القوات الجوية والبحرية، متوقعة أن ما يمكن أن يعيد الأمور إلى الاضطراب هو انضمام الحوثيين إلى إيران وأذرعها في المنطقة، والمشاركة في جبهة متعددة ردّاً على مقتل إسماعيل هنيّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
واختتمت القناة تقريرها بتوقعها أنه بالنسبة إلى الأميركيين سيكون لديهم ما يكفي لإحباط هجمات أذرع إيران في المنطقة، مشيرة إلى التعزيزات العسكرية التي يرسلها الأمريكيون حاليا تحسبا لأي هجوم إيراني على إسرائيل ردا على مقتل هنية، حيث سيعودون بعد انقضاء أزمة اغتيال هنية، إلى خطة "عبر الأفق" في اليمن كما هي الآن.