الحوثيون يُصعدون عسكريًا للضغط وتحقيق مكاسب .. تكتم وسرية تامة تحيط بمشاورات مسقط حول الأسرى
أكدت مصادر مقربة من مشاورات الأسرى الجارية بين وفدي الحكومة الشرعية، ومليشيات الحوثي الإرهابية بشأن الأسرى، في العاصمة العمانية مسقط، عدم وجود أي مؤشرات إحراز تقدم فيما يتعلق بإطلاق الأسرى وفق قاعدة "الكل مقابل الكل".
وأفادت، بوجود تكتم وسرية كبيرة تحيط بالمشاورات التي يرعاها مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، والوسطاء العمانيين والسعوديين، ويحضرها وفد من الصليب الأحمر الدولي، في يومها الثاني.
وذكرت، بأن وفد مليشيات الحوثي إلى المشاورات يرفض الإفصاح عن مصير المختطف السياسي "محمد قحطان"، الذي يصر وفد الحكومة على معرفة مصيره، قبل الدخول في نقاشات حاسمة بشأن بقية الاسماء والقضايا المتعلقة بالأسرى.
و أوضحت، بأن المشاورات مستمرة بوتيرة عالية بين الأطراف، إلا أنه من المبكر الحديث عن إحراز أي تقدم، في ظل التعنت الكبير الذي يبديه وفد الحوثيين.
ولم يصدر من الجانبين حتى إعداد هذا التقرير أي بيان رسمي بشأن ما نوقش خلال اجتماعات اليومين الماضيين.
مشاورات وتصعيد
إلى ذلك، أكد الدكتور شائع الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين، خلال لقائه ،الاثنين، السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف، بأن مشاورات مسقط خاصة فقط بملف الأسرى والمختطفين، وليست كما أُشيع بأنها ستشمل الجانب الاقتصادي.
يأتي ذلك فيما تواصل مليشيات الحوثي تصعيدها القتالي في مختلف الجبهات بالتزامن مع انطلاق المفاوضات، بهدف ممارسة مزيد من الضغوط على الأطراف الدولية الراعية لتلبية مطالب الجماعة، التي تحاول فرضها على الجانب الحكومي.
وتواصل عناصر الحوثي شن هجمات واسعة مستخدمة مختلف الأسلحة الإيرانية التي تسلمتها منذ هدنة 2022، من بينها المسيّرات والصواريخ المتعددة، في استهداف مواقع القوات الحكومية والأعيان المدنية في جبهات الساحل الغربي وتعز، وجنوب مارب، والتي خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجماعة والقوات الحكومية.
وفي حين تعوّل عائلات الأسرى والمختطفين على مشاورات مسقط بأن تسفر عن انفراجه حقيقية وتتوَّج بصفقة شاملة خلال الأيام القادمة، تُنهي معاناتهم التي استمرت سنوات طويلة، تتوقع مصادر محلية، ان تؤثر العمليات العسكرية الحوثية المتصاعدة والعنيفة كالتي وقعت يوم الاثنين في مأرب ويوم الأحد في الساحل الغربي، على مسار تلك المفاوضات وإفشالها، وهو ما تسعى إليه مليشيات الحوثي.
وتواصل جماعة الحوثي إرسال التعزيزات العسكرية إلى مختلف الجبهات، فضلًا عن التصعيد القتالي الداخلي، تجاه الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، مع استمرار اختطافها لطائرات شركة اليمنية، وسعيها لممارسة جرائم اختطاف واعتقال أخرى بحق المدنيين في مناطقها وفقًا لما اعلنته ،الاثنين، من تحديد مهلة 30 يومًا لمن اسمتهم المشاركين في شبكة التجسس الأمريكية – الإسرائيلية لتسليم انفسهم لأجهزة مخابراتها.