كلفة السلام في اليمن أكثر من الحرب
أجد نفسي وسطور كلماتي أحيانًا تكتب بعيدًا عن سياسية الصحيفة المتوازنة و الخروج عن السرب المغرد للسلام أو التوجة الإقليمي و الدولي،وهو بالتأكيد لن يكون تحديًا ولكنه الشعور بالغبن و تراكمات التعامل مع عصابة الحوثي الايرانية تجعلني أكتب أو أسير بشكل مختلف لنقطة أدرك أنهم جميعًا سوف يلحقون بالركب بعدي للوصول لذات النقطة، وهي أن السلام مع الحوثي أكثر كلفة من الحرب.
ففي زمن تعقيداته وصعوباته كثيرة، تجد الكثير من الكتاب يواجهون تحديات في كتابة كلماتهم بعيدًا عن المألوف والمتوقع. فعندما تكون الواقعية والموضوعية هما الأساس في الكتابة الصحفية، يجد البعض نفسهم يتجاوز هذه الحدود ليعبروا عن انفعالاتهم ومشاعرهم بشكل أكثر حدة.
في هذا السياق، يبدو أن الكاتب الذي يعبر عن استيائه وغضبه من الوضع الراهن وتعامل الحكومة مع عصابة الحوثي الإيرانية، يجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فالتصريح بأن السلام مع الحوثي أكثر كلفة من الحرب، يعكس حقيقة مريرة تعيشها اليمن حاليًا.
إن التعامل مع الحوثيين والتنازل عن مبادئ وقيم لتحقيق سلام وهمي، قد يكون أمرًا مؤلمًا ومكلفًا للغاية على المدى الطويل. فالتساهل مع الإرهاب والتطرف لن يؤدي إلى شيء سوى تفاقم المشكلة وزيادة الصراعات والانقسامات.
لذا، يجب على الجميع أن يكونوا على استعداد لمواجهة التحديات بشجاعة وعزم، وأن يبقوا أوفياء لقيمهم ومبادئهم. فالحرب ضد الإرهاب والتطرف لن تنتهي إلا بالتصميم والتضحية، وإلا ستبقى الأمم تعيش في ظلام الجهل والفوضى.
يواجه اليمن، اليوم تحديات كبيرة تتمثل في تمدد نفوذ الحوثيين الذين يمثلون تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار في البلاد و المنطقة. فقد أظهروا عدم احترامهم للاتفاقيات والمعاهدات التي تم التوصل إليها ونقضوها بشكل متكرر.
إن الشعب اليمني يعاني من الحروب الدائرة في البلاد ومن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب بشكل يومي مليشيا الاسلام السياسي. ومع ذلك، فإن الحل السياسي الذي يتم التحدث عنه لا يبدو أنه سيكون فعالاً مع عصابة الحوثي التي تظهر تصرفاتها العدوانية والعنيفة.
لا شك أن الحرب التي تشنها الحكومة الشرعية اليمنية ضد مليشيات الحوثي الايرانية منذ سنوات قد تسببت في دمار هائل وفقدان للأرواح البريئة، ولكن على الرغم من ذلك، يبدو أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء هذه النزاعات المستمرة.
فعلى الرغم من جهود الوساطة والتفاوض التي بذلتها الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى للتوصل إلى تسوية سلمية مع الحوثيين، إلا أنهم يظلون مستمرين في انتهاك الهدن وعدم الالتزام بأي اتفاقيات سابقة.
وهنا يكمن السؤال: هل يستحق الحوثيون فعلًا التسوية السلمية؟
هل يمكن الاعتماد عليهم للالتزام بأي اتفاقية سلام؟.
الإجابة بوضوح هي لا. فمن خلال تاريخهم الطويل من الخيانات والانتهاكات، يصعب على أي شخص موثوق به الاعتماد عليهم للالتزام بأي اتفاقية.
ومن هنا يبرز أهمية الحسم العسكري في هذا الصراع، حيث يعد هذا الخيار الأمثل لإيقاف الحرب واستعادة الاستقرار في اليمن. بالطبع، ستكون هناك تكاليف عسكرية عالية، ولكن مقارنة بالتكاليف الباهظة التي تأتي مع تسوية سلمية مع الحوثيين، فإن الحسم العسكري يبدو أقل تكلفة وأكثر فعالية.
وبالتالي، يجب على الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي و الصف الجمهوري أن يكونوا حذرين جدًا في التعامل مع أي محاولات لفرض تسوية سلمية مع الحوثيين، وأن يظلوا متمسكين بالحل العسكري كحلٍ أمثل لهذا الصراع. يجب أن لا يسمحوا لأي تدخلات خارجية بتقويض استقرار الشرعية وخلق صراعات جانبية في المناطق المحررة.
من الضروري على الحكومة الشرعية أن تستغل الرفض الشعبي الكبير للمشروع الحوثي الإيراني لتحقيق أهدافها واستعادة الدولة. يجب عليها العمل على توحيد الجهود وتسوية الخلافات البينية بين مكوناتها لتكون قوية وموحدة في مواجهة التحديات الراهنة.
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، إلا أن الأمل ما زال قائماً في استعادة الدولة ودحر المشروع الحوثي. فالثورة الشعبية قد تكون الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع واستعادة السلام والاستقرار في اليمن.
إن الشرعية قد خاضت مسار السلام والتفاوض من قبل، ولكن تصرفات الحوثيين المتعنتة والعدائية و ما يدعون من حق الولاية قد جعلت من الصعب التوصل إلى حل سلمي. لذلك، يجب على الشرعية أن تستعيد الدولة بكل الوسائل المتاحة وأن تستعيد الأمن والاستقرار في البلاد.
في النهاية، يجب على الحكومة الشرعية الاستعداد لمواجهة الحوثيين واستغلال الرفض الشعبي لمشروعهم الإيراني لتحقيق النصر واستعادة الدولة والاستقرار في اليمن. إن مستقبل اليمن يبدو مظلماً الآن، ولكن من الممكن تحقيق التغيير إذا واجه الشعب اليمني وحكومته الشرعية هذه التحديات بقوة وإصرار.
و يجب أن تكون الأولوية القصوى هي استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وهذا لن يتحقق إلا من خلال الحسم العسكري لهذا الصراع الدامي مع عصابة الحوثي الإيرانية.