2025م.. عام اقتلاع الميليشيا

قبل 5 ساعة و 47 دقيقة

رغم التحديات والمخاطر المحيطة بهم يودع اليمنيون ٢٠٢٤م  قريبا بتفاؤل وحيد أنه بات بالإمكان اقتلاع الحوثي والتحرر من سطوة ميليشياته حيث بدأ بعضها بيع ممتلكاته وعقاراته تحسبا للمرحلة المقبلة.

بالطبع لا يعول اليمني في الأمرعلى جماعة متطرفة أو لها سوابق في التطرف والإرهاب وانما معتمدا على ذاته وثبات موقفه القائم على الحق في الحياة.

لعل الدرس المستفاد من الأحداث الأخيرة في المنطقة خاصة التي شهدتها سوريا أنها أعطت المواطن اليمني دفعة كبيرة من الأمل والإصرار على ضرورة خوض مواجهة فاصلة للتغلب على الحوثي ومشروعه المدمر للبلاد والعباد.

يتوازى ذلك مع قناعات المجتمع الدولي بأهمية التحرك العسكري والتعامل بجدية مع تهديدات الميليشيا. 

منذ استيلائه على السلطة حمل الحوثي على عاتقه مهمة جعل محافظات اليمن منطلقا لتنفيذ مخططات إيران في المنطقة . لم يجنح للسلم ولم يتعلم مما يجري إذ لا يزال يدور في فلك الخامنئية ويسير في الاتجاه الذي تحركه إليه دون إدراك للعواقب ودون تمييز للصواب من الخطأ !.

على المستوى الداخلي لم يأت الحوثي برؤية قابلة للتطبيق على الواقع ولم يقدم خلال عقد مشروعا واحدا يتفق مع مصلحة الشعب او يرقى إلى مستوى الواقع الخدمي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والثقافي الذي كان وصل إليه قبل عقود .  كل ما قام به وضع استراتيجية لتنمية الفساد وتغيير اشكال ممارساته وافتعال الأزمات على أشكالها !.

توجهات الحوثي في معظمها لا تنسجم مع توجهات اليمنيين. محاولات ميليشاته إجبار الناس بالتزام تعاليمها الطائفية إضافة إلى نشر مرض العنصرية والسلالية-لصورة أسرع من الانفلونزا في البيت والشارع والوظيفة - تجر المجتمع  إلى دوامة من الانقسامات والتوترات القابلة للانفجار في أي لحظة فيما تم اخماد بعضها.

يمكن تلخيص الوضع في البلاد منذ سيطرة الميليشيا بأنه صراع بين ماضي الحوثي ومستقبل الشعب.
في الداخل صراع - قديم -  بين الأسياد والعبيد والقوي والضعيف!. ومع الخارج صراع - قديم جديد - بين أحفاد الإمام علي وأحفاد لويس السادس عشر ..وكأن اليمن أصل الحرب والمشاكل!.
وهكذا .. خلال عقد منذ إعلانه الانضمام إلى "محور المقاومة" يعمل الحوثي على مقاومة مطالب الشعب بالحرية والعدل والمساواة وإعادة الخدمات الأساسية.. يقاوم بقوة الخطف والسجن آراء وانتقادات معارضيه .. يقاوم رغبة الأطفال في الحياة بنجنيدهم وتفخيخ عقولهم أو إرجاعهم إلى ذويهم في صناديق جاهزة للدفن.
يقاوم دعوات العالم إلى حل سلمي بتصعيد عسكري .. ويقاوم فساد أتباعه بمزيد من الوعود الفارغة للمواطنين!