Image

إسرائيل تصعد التهديدات ضد لبنان وتحذيرات من حرب واسعة

لوحت إسرائيل بأنها ستستخدم أسلحة غير مسبوقة، لأول مرة ضد لبنان، إذا اندلعت حرب شاملة مع «حزب الله» فيما ازداد القلق الأوروبي من تمدد الصراع، وتوسع حرب غزة إلى لبنان، حيث جدد الاتحاد الأوروبي مخاوفه من اتساع الحرب. بينما بدأت السلطات اللبنانية التحضير للحرب، من خلال إعلان خطط طوارئ ومراكز لإيواء النازحين.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن تل أبيب أبلغت حليفتها واشنطن، بأنها قد تستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل في حال نشوب حرب شاملة مع «حزب الله» في لبنان.

ونقلت قناة «12» الإسرائيلية، عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن «إسرائيل بعثت رسالة إلى البيت الأبيض، قالت فيها إنها ستستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقاً، للتعامل مع حرب محتملة مع «حزب الله» في لبنان، لحسمها سريعاً، وعدم الانجرار إلى حرب طويلة».

ولم تحدد القناة الجهة الإسرائيلية التي أرسلت الرسالة، أو توقيت إرسالها، وكذلك طبيعة الرد الأمريكي عليها.

تهديد 

وهددت إسرائيل في رسالتها، وفق القناة، بأنه إذا لم يرتدع «حزب الله» قريباً، فلن يكون أمام تل أبيب خيار سوى التحرك العسكري في لبنان. وازداد القلق الأوروبي من تمدد الصراع، وتوسع حرب غزة إلى الشمال، وإقدام إسرائيل على اجتياح جنوبي لبنان، لإبعاد حزب الله عن الحدود.

وفي هذا السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، إن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع إلى لبنان، وذلك بعد يوم من تأكيده أن «حرب لبنان أمر حقيقي».

وأضاف بوريل لصحافيين، قبل اجتماع وزراء خارجية التكتل في لوكسمبورغ «يتزايد خطر تأثير هذه الحرب على جنوبي لبنان، وامتدادها يوماً بعد يوم. نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها».

من جانبها، أعلنت وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، أمس، أنها ستتوجه إلى لبنان، وقالت إن «الوضع على الحدود مع إسرائيل أكثر من مقلق».

وفي شأن متصل، قال الجنرال تشارلز براون رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن أي هجوم إسرائيلي على لبنان، قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع، لا سيما إذا تعرض وجود «حزب الله» للتهديد.

خطة طوارئ للحرب

ولم تبدّد الجهود السياسية والدبلوماسية اللبنانية الهادفة إلى احتواء التصعيد على جبهة جنوبي لبنان، بين «حزب الله» وإسرائيل، القلق من اندلاع حرب واسعة في أي لحظة، وهو ما استدعى تحرك وزارات لبنانية معنية لمواجهة خطرها. وكشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، أن وزارته «أطلقت خطة طوارئ الحرب، ورفعت الجاهزية الصحية لدى طواقمها الطبية»، بينما وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية عدداً من السيناريوهات للمواجهة، وللتخفيف من نتائج الحرب إذا ما وقعت.

وفي ضوء التقرير الذي أعدّته صحيفة «التلغراف» البريطانيّة، وأشارت فيه إلى أن «حزب الله» يقوم بتخزين أسلحة وصواريخ آتية من إيران في مطار بيروت، ما أثار موجة سخط واسعة، رسمياً وشعبياً، في لبنان، وأجّج نوعاً من التوجّس والخوف في صفوف اللبنانيين، قرّر لبنان الرسمي، إقامة دعوى قضائيّة على الصحيفة المذكورة.

جولة في المطار

تزامناً، شهدت أروقة مطار بيروت الدولي، أمس، جولة ميدانية لوسائل إعلام محلية وعربية ودولية، إلى جانب عدد من سفراء الدول العاملة في لبنان، لا سيّما سفراء الاتحاد الأوروبي وكندا وأوستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بهدف الاطلاع على المواقع المختلفة على أرض المطار، دحضاً لكلّ ما أذيع وأشيع في شأنه، وتحديداً لجهة استحضاره إلى مسرح الأهداف الحيوية المحتملة، وسط التطورات المتسارعة على ضفّتَي الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، والمترافقة مع تصاعد المخاوف من مؤشرات ميدانيّة ومعطيات دبلوماسية، تنحو جميعها في اتجاه التحذيرات من اقتراب انفجار «الحرب الواسعة».