Image

بورصة لندن تتغلب على حالة الجفاف بالطروحات العامة الأولية

أدّت المستويات القياسية المرتفعة لمؤشر فوتسي 100 إلى زيادة مبيعات الأسهم في أسواق المملكة المتحدة، وذلك على الرغم من استمرار انخفاض عدد الإدراجات الجديدة في بورصة لندن.

ووفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن، بلغ حجم معاملات المتابعة، التي يبيع فيها المستثمرون في الشركات المدرجة حصصاً كبيرة من أسهمهم، 11.5 مليار دولار هذا العام. وتُعد هذه البداية الأسرع للعام حتى أواخر مايو منذ عام الازدهار 2021، حيث شملت 110 إصدارات من هذا القبيل.

وعلى الرغم من أن الطروحات العامة الأولية في لندن لم تجمع سوى نحو 148 مليون دولار حتى الآن هذا العام عبر أربع صفقات، جميعها صفقات صغيرة، إلا أن إدراج المعاملات الثانوية جعل لندن البورصة الأكثر نشاطاً في المنطقة، متفوقة على البورصات الأوروبية الأخرى التي استضافت اكتتابات عامة أولية أكبر هذا العام.

وقال أندرياس بيرنستورف، رئيس أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى بنك باريس الوطني باريبا: «تتفوق لندن على الأسواق الأخرى حتى الآن هذا العام من حيث حجم الأسهم المطروحة، حتى دون إنجاز اكتتاب عام أولي رئيسي حتى الآن».

وازداد الإقبال على جمع الأموال في سوق الأسهم في لندن بفضل ارتفاع مؤشر فوتسي 100 إلى مستويات قياسية، نتيجة انخفاض التضخم المحلي ونمو الاقتصاد العالمي وتوقعات المستثمرين بأن ارتفاع أسعار السلع الأساسية سيعزز أرباح شركات الموارد.

وقد ارتفع المؤشر القياسي بنسبة 7.6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، متفوقاً على مؤشرات ستاندرد آند بورز 500، وناسداك المركب، وستوكس أوروبا 600 خلال تلك الفترة.

وقد جمعت لندن 11.6 مليار دولار من إجمالي العائدات هذا العام، بينما شهدت كل من البورصة الفرنسية والألمانية أقل من 5 مليارات دولار من العروض. ولم يكن لدى أمستردام سوى 2.5 مليار دولار فقط من عائدات الأسهم، ومع ذلك، لا تزال هذه الأرقام بعيدة عن الولايات المتحدة، حيث شهدت كل من بورصة نيويورك وناسداك عائدات تزيد عن 34 مليار دولار لكل منهما.

وقد سعت العديد من الشركات والمستثمرين إلى توليد الأموال من مراكز لم تعد أساسية لاستراتيجياتهم، بما في ذلك مساهمو مجموعة بورصة لندن نفسها، حيث قام ائتلاف من المستثمرين تدريجياً بتصفية مليارات الجنيهات من الأسهم في بورصة لندن التي تم الحصول عليها كجزء من صفقة شراء البورصة لشركة البيانات والتداول ريفنتيف مقابل 27 مليار دولار في عام 2021.

وفي أحدث صفقة في منتصف شهر مايو، باع هؤلاء المستثمرون، بمن فيهم مجموعة الأسهم الخاصة بلاكستون، حصة من الأسهم تمثل نحو 3% من الشركة، أو ما يقرب من 2 مليار دولار. وعُرضت الأسهم في الصفقة بسعر أعلى بنسبة 1.1% من سعر السوق، وهي حالة نادرة يتم فيها عرض صفقة جماعية بسعر أعلى بدلاً من سعر مخفض.

وتشمل الكتل الكبيرة الأخرى مبيعات أسهم مجموعة هاليون للصحة الاستهلاكية من قبل شركتي جلاكسو سميث كلاين وفايزر.

وفي هذا السياق، صرح ألوك غوبتي، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال الدولية في بنك جي بي مورغان: «في ضوء العروض القوية من المستثمرين للحصول على أصول عالية الجودة والأداء القوي للكتل في العام الماضي، فقد تبين أن هذا كان بمثابة نافذة فريدة من نوعها حيث تم التخلص من الحصص الاستراتيجية الكبيرة التي احتفظت بها لسنوات عديدة».

لا يشمل إجمالي مبلغ إصدار الأسهم في لندن هذا العام خطط شركة ناشيونال جريد لجمع 7 مليارات جنيه إسترليني للمساعدة في تعزيز شبكات الكهرباء في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتتناقض الظروف المزدهرة في لندن بشكل ملحوظ مع صراع السوق المستمر لجذب الطروحات العامة. ومن المتوقع أن تطرح شركة راسبيري باي، وهي شركة صغيرة مصنعة لأجهزة كمبيوتر، في السوق خلال الفترة المقبلة على الرغم من أن جمع الأموال من المرجح أن يكون صغيراً.

وجرت معاملات أكبر بمليارات الدولارات، مثل إدراج شركة جالديرما السويسرية المتخصصة في العناية بالبشرة، والطرح العام الأولي لمجموعة الأسهم الخاصة سي في سي في أمستردام في أماكن أخرى في أوروبا.

ويأتي الانتعاش بعد موجة من الاكتتابات العامة الأولية خلال الوباء، عندما أدت أسعار الفائدة المنخفضة إلى زيادة النشاط.

لكن بعض هذه الإدراجات كانت مخيبة للآمال منذ ذلك الحين، مثل مجموعة توصيل الطعام في المملكة المتحدة ديليفرو وشركة صناعة الأحذية (دكتور مارتينز). وقال بيرنستورف: «نحن في المراحل الأولى من انتعاش للاكتتاب العام الأولي في أوروبا -الذي لم يصل إلى المملكة المتحدة بعد- ولكن هذا مجرد مسألة وقت مع تلاشي ذكريات عام 2021 الكارثي».