مستشفيات عذاب ولا إنسانية
في وقتنا الراهن ، فقدت المستشفيات كل معاني الرحمة والإنسانية التي يُفترض أن تكون هي أساسها ، ولم نعد نرى فيها سوى أناس خلت من قلوبهم أي شفقة بينما يسمون أنفسهم ملائكة الرحمة بينما هم في حقيقة الأمر ملائكة عذاب وويل للمرضى، ويضاعفون عذاباتهم ومعاناتهم وأنينهم بسوء معاملتهم وقسوة تصرفاتهم وإهمالهم.
لا اقول ذلك من فراغ او تجنٍ عليهم، بل بما حدث معي، فقد تعرّض والدي لوعكه صحيه فجر يوم الجمعه الساعه الخامسة، وقمنا بإسعافه إلى مستشفى التعاون، ولكن للاسف تم تجاهله تمامًا وكأنه ليس إنسان يستحق الحياة ، بسبب الإهمال واللامبالاة من طاقم المستشفى، الذين لم يقوموا بأي محاوله لمساعدته او إسعافه والقيام بواجبهم الطبي كإسعاف أولي لتجاوز وعكته الصحيه، بوجود الاستهتار والقسوة والأعذار الواهية ، بقولهم "جهاز الضغط معطل"..
فهل يُعقل بأن مستشفى طويل عريض لا يوجد لديهم جهاز ضغط او اسعاف اولي؟
لماذا مازال قائمًا يصدر للمرضى ابعذاب؟ ،
فالأولى أن يُقفل، او أن يعيدوا هيكلته، والمراقبة المستمرة وتوفير الخدمات في المستشفى.
بعد ذلك ، قمنا بأخذه الى مستشفى الحكمه، وهناك أيضًا وجدنا العجب حين أوصلنا الوالد للمستشفى الساعه الخامسة والنصف إلى الساعه الثامنة صباحًا، وهم يكتبون لنا سند وراء سند بينما الوالد مازال يتألم أمامهم وهم عيونهم فقط على جيوبنا قبل حياة إنسان يصارع الألم أمامهم..
نطلب منهم أن يقوموا بإسعافات أولية ريثما يحضر الطبيب، لكن لا حياة لم تنادي، ألم والدي مازال متواصل ولم يستطع الممرض المناوب حتى إيقاف الدوخة ويبدو عليه أنه لا يفقه في أمور التمريض شيء، وما في ألسنتهم سوى أقطعوا سندات الدخول والمصاريف، وفي النهاية يأتينا الرد الصاعق "مانقدر نعمله شيء"، و الذي نفهم من خلاله كيف أصبحت حياة الناس بلا قيمة وان الانسان صار لاشيء عند مستشفياتنا وممرضينا وأطباءنا الأفاضل، لكني رجوتهم أن يعملوا له شيء يهدئ أوجاعه دون جدوى..
فأخذنا الوالد للبيت في حالة يرثى لها، وما كان منا إلا الاستنجاد بصيدلية في شارع جمال واعطانا علاج للدوخه، وابره من اجل التنفس وعلاج يوقف القي.
اليوم، قمنا باسعافه، حاله طارئة، لإحدى العيادات كي نتاكد اذا كان هناك مشكله بصدره، لأن عنده مرض مزمن في صدره منذ 15 سنه. وقام دكتور العيادة بعمله وعمل له كل الفحوصات اللازمه والتي أوضحت أن صدره متعب وأن سبب عدم الاتزان هي الاذن الوسطي.
للأسف، ما حدث معي ومع والدي ليس سوى مثال بسيط للعديد من الأمثلة المُحزنة والمؤلمة التي تحدث في مستشفياتنا من قبل الممرضين والأطباء وإدارة المستشفيات، والذي يظهر فيها مدى الإهمال واللامبالاه تجاه المرضى، وتجعلهم في خانة اللانسانية واللارحمة وينتزع منهم لقب ملائكة الرحمة إلى ملائكة العذاب.