Image

تحركات عسكرية امريكية - يمنية تؤشر لمعركة قادمة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر والمنطقة

تشهد المنطقة واليمن، تحركات عسكرية لافتة للقوات الأمريكية والتحالف الدولي لحماية الملاحة في المنطقة، إلى جانب تحركات في الداخل اليمني، تؤشر لمعركة مرتقبة ضد ايران ووكلائها في اليمن "مليشيات الحوثي الارهابية"، لتأمين الملاحة الدولية.

التحركات العسكرية الأمريكية
فعلى المستوى الأمريكي، نشرت القيادة المركزية الأمريكية بيانا مقتضبا مساء السبت، يفيد بنشرها مقاتلات من طراز "إف 15" في مناطق عمليات القيادة المركزية، إلى جانب طائرات  جوية من طراز KC-135 لتزويد مقاتلاتها بالوقود جوا.
ووفقا لبيان المركزية الأمريكية، فإن نشر تلك المقاتلات يأتي في اطار الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ومصالح التحالف، وتعزيز الأمن الإقليمي، وردع الخصوم المحتملين في المنطقة. 
وفي الـ 23 من ابريل الجاري، افاد بيان للمركزية الامريكية، بأنه تم وصول طائرات (إف - 16 الصقور المقاتلة) الى احد المواقع داخل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، وأن ذلك يعتبر احد الاحداث المميزة حيث ان هذه الطائرات المقاتلة متعددة الاستخدامات وتعتبر حجر الزاوية في القوة الجوية للجيش الأمريكي لفترة طويلة. 
واشارت إلى مميزات تلك المقالات من "خفة حركة وسرعة وقدرات قتالية" تجعلها ركناً أساسياً لمهام كثيرة ومختلفة ، بما في ذلك التفوق الجوي والهجوم البري والاستطلاع. 
وأكدت بأن وجود طائرات (إف-16 الصقور المقاتلة) يؤكد التزام القوات الجوية الأمريكية بحماية المصالح الوطنية والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وتشير مصادر اعلامية امريكية، إلى ان طائرات اف – 16 وإف 15 الامريكية، التي تم ارسالها الى مناطق عمل القيادة المركزية الامريكية، وصلت إلى قواعد عسكرية امريكية في السعودية وجيبوتي، وهو ما يعزز فرضية قرب معركة حاسمة مع ايران ووكلائها في اليمن خاصة في محافظة الحديدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والمنطقة.
ويرى مراقبون عسكريون، إلى ان التحركات الأمريكية العسكرية الأخيرة في المنطقة، بما فيها انسحاب حاملة الطائرات آيزنهاور مع السفينة جرافلي" إلى شرق البحر المتوسط، يأتي في اطار الاستعداد الامريكي وتحالفها لبدء عملية عسكرية واسعة ضد وكلاء ايران في اليمن.
ويشيرون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تغير في تكتيكاتها وأن تحركاتها في المنطقة تشير إلى أنها ذاهبة نحو التصعيد العسكري ضد وكلاء ايران الحوثيين في اليمن، من اجل تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب والمنطقة عموما.
وأكد المراقبون بأن عدم رد الولايات المتحدة وبريطانيا والقوات الدولية المرابطة في البحر الأحمر على هجمات وكلاء ايران "الحوثيين" على السفن الملاحية خلال الايام القليلة الماضية، يعد مؤشرًا آخرًا بأن الرد سيكون عبر عملية عسكرية واسعة تشمل البحر والبر والجو.

تحركات عسكرية يمنية
وفي الداخل اليمني، شهدت الساعات القليلة الماضية، تحركات عسكرية لافتة للقوات اليمنية، تمثلت بنشر وحدات قتالية من قوات "درع الوطن" التي أشرفت على تدريبها المملكة العربية والسعودية، في مناطق قتالية في تخوم محافظة تعز من الجهة الجنوبية الغربية تركزت في جبهتي "عيريم وحيفان"، وكذا في منطقة طور الباحة التابعة لمحافظة لحج والواقعة على الطريق البحري الرابط بين العاصمة المؤقتة عدن والساحل الغربي المشرفة على منطقة باب المندب الاستراتيجية.
وكانت مصادر عسكرية أكدت في وقت سابق من هذا العام، وصول قوات يمنية إلى مناطق في الساحل الغربي قادمة من معسكرات تدريبة امريكية في شرق افريقيا دون تحديد مهام تلك القوة التي وصفت بالتدريب والتسليح النوعي.
ومن ضمن التحركات اليمنية، اجتماع رئيس الحكومة اليمنية احمد بن مبارك مع ممثلين للأحزاب والتنظيمات السياسية، وممثلين عن قوى عسكرية وتشكيلات المقاومة، مساء السبت، وتأكيده على أهمية الوحدة الوطنية في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وكذا دور السعودية والامارات في هذا الصدد.
وأكد الاجتماع أهمية الحاجة لمواجهة الخطر الحوثي كهدف رئيسي في المشروع الوطني، محذراً من الخلافات الداخلية بين القوى المقاومة للمليشيات الحوثية، والتصعيد في البحر الأحمر والذي وصفه بالخاطئ.

تحذيرات حوثية وفشل تفاوضي
وخلال اليومين الماضيين سعت مليشيات الحوثي الايرانية إلى افشال جهود الوساطة الأممية والاقليمية والدولية الرامية للعودة إلى مشاورات السلام وتنفيذ خارطة الطريق الاممية – السعودية بهذا الخصوص، من خلال تصعيدها تجاه سفن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديدها بتوسيع التصعيد إلى المحيط الهندي، الامر الذي جعل الاطراف الدولية بما فيها الولايات المتحدة والوسطاء الاقليميين، يحذرون من تمادي تلك التصرفات الحوثية وعواقب استهتارها بجهود السلام.
إلى ذلك، استشعرت مليشيات الحوثي خطر ما اقدمت عليه، وما ترتب عليها من تحركات عسكرية امريكية ودولية، لتطلق تحذيرات ملؤها الخوف والرعب عبر عدد من قادتها لواشنطن من عواقب أي عملية عسكرية برية قد تشنها مع القوات اليمنية باتجاه الحديدة ومناطق اخرى.

أخيرا.. تبقى مؤشرات عودة عملية تحرير الحديدة وانهاء الانقلاب الحوثية وتطهير اليمن من الاحتلال الايراني، قائمة لدى اليمنيين في جميع المناطق، مع ارتفاع التوقعات حول عملية برية لتحرير الحديدة في ظل فشل تنفيذ اتفاق "ستوكهولم" والبعثة الأممية المعنية بمراقبة تنفيذه " أونمها" التي اعلنت السبت رسميا عجزها وعدم قدرتها على تحقيق مهامها، مرجعة ذلك للمبعوث الأممي لليمن.