نزوح لليمنيين إلى الداخل وتدفق الأفارقة من الخارج .. معضلة تواجه الشرعية والحلول غائبة

في الوقت الذي ينزح فيه أفواج من اليمنيين من مناطق الصراع الحوثية، تشهد اليمن موجة اخرى من تدفق اللاجئين الأفارقة الى أراضينا بطرق غير شرعية ، وهو ما يجعل الحكومة الشرعية غير قادرة على استقبال الكم الكبير من الأفارقة إضافةً الى تقديم الدعم ، و المساندة للنازحين الذين يغيرون أماكن نزوحهم بين فترة واخرى .

منظمة الهجرة الدولية أعلنت نزوح نحو 200 شخص خلال الأُسبوع الفائت من عدة محافظات يمنية.
و قالت المنظمة في تقريرها الأسبوعي ، إن مصفوفة التتبع التابعة لها رصدت نزوحَ  32 أسرة يمثلون  (192 فرداً) خلال الفترة من 10 إلى 16 مارس الجاري .
و أضافت، أن عملية النزوح نشأت من مأرب ، و تعز ،و الحديدة ، و استقرت في مأرب بواقع (17 أُسرة) ، و تعز بواقع (12 أُسرة) ، والحديدة بواقع (3 أُسر) .

و أشارت المنظمة الأممية ، إلى أن إجمالي أعداد النازحين ارتفع منذ بداية العام و حتى 16 مارس 2024 ، إلى 830 أُسرة (4,980 فردًا) .
 مصادر أكدت أن النزوح لم يعد محصورًا على المناطق التي تشهد اقتتال ، أو هجمات وقصف حوثي على مناطق آهلة بالسكان بل ظهر متغير جديد تتصل في  ارتفاع الايجارات وعدم توفر فرص عمل ، و انخفاض المساعدات المقدمة للنازحين في مناطق  و استمرارها بشكل كبير بمناطق اخرى .

مشبرين ان موجة النزوح الداخلية تقابلها هجرة غير شرعية من اللاجئين الأفارقة الى بلادنا والتي لا تتوقف. وعلى الرغم من العودة الطوعية للمئات إلا أن مئات أخرى تصل عبر البحر الى بلادنا، وهو ما اكدته الحكومة ،عن وصول أكثر من 97 ألف مهاجر إلى اليمن خلال 2023، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم المسجل سنة 2022 والذي بلغ حوالي 70 ألفا.

وقال وزير الصحة  قاسم بحيبح، إن أكثر من 97 ألف مهاجر وصلوا إلى البلاد العام المنصرم.

ودعا خلال لقائه في عدن، المنسق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية داروين ديار، إلى تنفيذ تدخلات في ملف المهاجرين.

وأشار بحيبح، إلى أن “هذا العدد الكبير من المهاجرين يلقي بظلاله على المجتمع المضيف، ويشكل ضغطا كبيرا على المرافق الصحية والخدمات المقدمة فيها”.

ويُعد اليمن وجهة لمهاجرين من دول القرن الإفريقي، لا سيما إثيوبيا والصومال، ويهدف الكثير منهم إلى الانتقال عبره في رحلة صعبة إلى دول الخليج، خصوصا السعودية.

ورغم الحرب التي يعاني منها اليمن، إلا أنه يواجه واقع النزوح القاسي طبقاً لتقرير آخر أصدرته المنظمة الدولية للهجرة التي ذكرت أن عام 2023 شهد انخفاضاً في عدد النازحين من منازلهم داخليا، إذ سجلت مصفوفة تتبع النزوح أكثر من 21.066 شخصاً أُجبروا على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان والمأوى في أماكن أخرى خلال الأشهر الستة الأولى من العام ذاته.
مصادر أكدت ان الهجرة الغير شرعية انعكست سلبا على اليمن واصبحت تشكل قلقًا بين أوساط المجتمع باعتبار أغلب اللاحئين يحملون أمراضًا معدية ويقومون بأعمال تهريب للمخدرات وارتكاب جرائم القتل كالذي حدث في شبوة.

والاخطر استقطابهم من قبل عصابات الحوثي وتجنيدهم في معسكراتها لمقاتلة القوات الحكومية واشراكهم ضمن عصاباتها في تهريب المخدرات وزعزعة الأمن في مناطق الشرعية.