سفر لأيام، ازدحام، سوء تنظيم وطريق مثقوب بالحفر وعوائل تفترش الأرض للنوم .. العمرة هذا العام .. ماراثون طويل وخدمات تحت الصفر

ماراثون طويل مطلوب منك أن تخوضه حال فكرت بالذهاب الى العمرة برا.
وكالات سفريات متناقضة بأسعار الراكب وطرق طويلة تفتقد لأدنى مقومات الطريق الصحيح الذي تقطعه وأنت ماسك على روحك خوفا من أن تطلع من جسدك قبل وبعد المرور من فوق الحفر أو المطبات التي لا تعد ولا تُحصى .

الله سبحانه وتعالى قال عن تأدية مناسك منى من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه إن اتقى ..
المسؤولون في بلادنا ربما لا يقرأون القرآن أو لا يفهمون معانيه التي تدعو على الدوام الى التيسير وعدم المغالاة وعدم تعذيب من أستدعاه الله لأداء العمرة أو الحج.

من يصدق ان الوصول الى مكة يتطلب من المعتمر الوقوف في أماكن متعددة والنوم على مفترق الطرقات والشوارع وتحت الخيم.

على المعتمر أن يتوقف في اكثر من مكان على الماشي ومطلوب أن ينزل في سوق العبر لفترة غير محددة حتى يتم إبلاغ الشركات بالتحرك حال وجود الازدحام في منفذ الوديعة.. 
ومطلوب أن يتوقف أيضًا لفترة غير محددة في حوش الجوازات حتى يتم الابلاغ بعدم وجود ازدحام .. وعلى المسافرين وعوائلهم أن يتحملوا عدم وجود الحمامات والمياه والمطاعم الصحية وندرة الفنادق وعدم وجود خدمات صحية. يعني بالمفتوح مازلنا نعيش حالة أجدادنا الذين كانوا يؤدون مناسكهم عبر الجمال والحمير الفرق أننا اليوم نصعد على باصات ظهر الحمار والجمل اكثر اتساعا من كرسي الراكب على كرسي باصات الشركات التحارية التي لا تفهم في تقديم الخدمات للمسافرين بنسبة ١ بالمائة بل على العكس تتسابق الوكالات المتخصصة في النصب والاحتيال عفوا اقصد في زيادة اسعار تذاكر المعتمرين مستغلين زيادة الطلب على السفر لأداء العمرة.

الوضع العام للمعتمرين المسافرين سيء جدا بل ان البعض تمنى أنه لم يخرج من مدينته وأنهم أجلوا ذلك الى اشعار اخر.

أربعة أيام وما زال السفر قائما ولم يصل بعد المسافرون لأداء العمرة الى الميقات ، ربما مازال هناك مثل مامضى من الوقت وقد يصل المسافرون الى مكة بعد مرور ما لا يقل عن اسبوع ..
بلغوا تحياتنا للهيئة المختصة للتنسيق لأداء العمرة والحج .. وابلغوهم أن الحلول ممكنة ومتوفرة لكن عندما تكون العقول مغلقة والقلوب متحجرة ترحل المشاكل من عام الى اخر ويكون الضحية هو المسافر الغلبان على أمره الذي لايمتلك حق الطيران واضطر للسفر على (ظهر ) الباص .. والله المستعان.

"المنتصف" كانت حاضرة وأجرت عدد من اللقاءات كانت على النحو التالي:

سوء خدمات وغياب دور الحكومة 
¤ وهيب عبدالفتاح يقول: "لم أكن اتوقع في يوم ما أن نحشر مثل الغنم في مكان واحد أو أن نحرم من النوم بسبب سوء الخدمات المغيبة وفقدان دور الحكومة ورجال المال والأعمال" .
وأضاف: "تخيل تنام على كرسي ضيق وليس لديك خيارات اخرى الا أن تنام في الشارع أو داخل مخيم درجة الحرارة فيه تكفي لتزويدك بكأس شاي او قهوة أو اذا توفرت معك دجاجة ترغب في أن تقوم بشيها تحت هذه الدرجة يمكنك ذلك .. وهذا ماحدث في حوش الجوازات".


سوق العبر افضل مكان للانتظار .. ولكن

¤ محمد ابراهيم يقول : "ربما سوق العبر هو افضل مكان للانتظار  مميز عن غيره بوحود مسجد مفتوح طوال الساعة ومطعم يوفر  ما ترغب به من أكل حال توفرت معك الفلوس بشقيها اليمني والسعودي لكن تظل المشكلة للذين لا يمتلكون المال الكافي لحجز غرفة في فندق وحيد هناك وقد يضطرك الأمر الى النوم بجوار المطعم او بجوار السوبر ماركت أو في أحد زوايا الطريق والشارع هناك.

بصراحة التوقف الزائد يسبب التأخير والانتظار بسبب الازدحام  وعدم وجود حلول لذلك من قبل الحكومة ومن قبل شركات النقل البري.. وغياب واضح لدور رجال المال والأعمال ورجال الخير".

الطريق الصحيح

¤ علي سعيد يقول : "كانت رحلتي من صنعاء مرورًا بالجوف والصحراء سافرت مع صاحب سيارة هيلوكس جزاه الله خير  وافق على توصيلي لمنطقة العبر بمائة ريال سعودي لكن المشكلة ان هناك شخصين اخرين تواجدوا معنا وكانوا يحملون السلاح وقالوا انهم يعرفون الطريق الى العبر وعندما وصلنا الى هناك طلبوا من سائق الهيلوكس أن يمضي بهم على بعد ٦ كيلو من العبر للداخل لكن مالك السيارة أصابه القلق والخوف ورفض ذلك خاصة وان المسلحين أخبروه أن لديهم سيارة بعد ٦ كيلو وأن زوجاتهم وأولادهم ينتظرونهم هناك.. فأصر السائق على عدم الذهاب .
تصدق أن المسلحين كانوا ينوون سرقة السيارة الهيلوكس وقد أخبرنا البعض في منطقة العبر أن مثل هؤلاء المسلحين يحتالون على السائقين ثم يقومون برمي السائق في قارعة الطريق او قتله حال المقاومة".

وواصل سعيد حديثه قائلًا : "أنصح الراغبين في تأدية العمرة أن يتخذوا الطريق الصحيح لأداء العمرة وان كانت مكلفة لأن حياة الانسان اكثر قيمة من أن تذهب روحه تحت جشع المهربين أو من يسمون أنفسهم بالأدلة والبعض للأسف يكون على نية أخرى".

الاستغلال السيء في موسم العمرة

¤ جلال صالح يقول : "انا جئت من إب واتضح أن سعر التذكرة من عدن مثلا افضل بكثير من إب حيث طلبت مني الشركة الناقلة ٥٠٠ ريال سعودي ببنما النقل من عدن بثلاثمائة ريال.
الحقيقة ان الخدمات سيئة للغاية وأن ايجاد الحلول هي مهمة رئيسية لهيئة النقل التي حاولت اصلاح الوضع لكن كما يقول المثل جاء يكحلها عماها .. فالتوقف والانتظار في العبر وحوش الجوازات والنقطة التالية لها متعب جدا خاصة وأن الجو ساخن للغاية وافتقاد الخدمات واضح جدا والأسعار لاتناسب رجال ونساء ذاهببن الى العمرة فلماذا يتخذ التجار ذلك فرصة ويجلدوا هذا المواطن المسكين في كل بقعة على أرض اليمن".


غياب الحكومة ورجال الخير

¤ حنان علي قالت : "اتساءل اين رجال المال والأعمال وأين المشاريع الحكومية في مثل هذه المناطق المهمة ولماذا تفتقد الحكومة الى الحل السلس الذي يريح المواطن المسافر المعتمر .. لماذا يجب تعذيب هؤلاء المسافرين كان للعمرة أو للعمل او الزيارة ؟ لماذا يجب عليه أن ينام اسبوع في الشارع ويحرم من الحصول على حمامات كافية تستوعب مثل هذا الازدحام.. 
الحل من وجهة نظري يتم من خلال قيام الدولة بانشاء حمامات عامة في مثل هذه المواقف وأن لايقل عدد الحمامات عن خمسون حمام على الأقل مزود بالمياه وعمال النظافة .
وأن تقوم الحكومة بالتنسيق مع الجانب السعودي على تسهيل مهمة المعتمرين بارسال الكشوفات مسبقا وعدم توقيف باصات النقل سوى في منفذ واحد وهو منفذ الوديعة على أن لايقضي المسافربن اكثر من ٦ ساعات في المنفذ على اكثر تقدير".

لماذا يتم اقفال حمامات الباصات؟

¤  ابتسام صادق قالت : "يوجد سلبيات و يوجد ايجابيات لدى شركات النقل الدولي من السلبيات  اقفال حمام الباصات على كبار السن و زيادة سعر التذاكر بين يوم و يوم بحجة انه موسم  وبدلا من تسهيل مهمة المعتمرين والتعاون معهم ليؤدوا سنة نبوية نجدهم يستغلون ذلك بزيادة الأسعار  وتقديم خدمات متدنية.
وكما يوجد سلبيات نذكر ايضا ايجابيات خففت من عناء السفر وتتمثل  في انه وطوال رحلة السفر لا يتم اطفاء التكييف داخل الباص والوقوف بكل محطة يوجد بها حمامات ومصلى وهذه ايجابية تحسب لصالح شركات النقل.
متمنين من الجهة المختصه بترتيب دقيق جداً للمسافرين لاداء العمرة في رمضان بسبب زيادة المسافرين بنسبة ٩٠% على اي شهر اخر .
ومتمنين من اصحاب الاعمال الخيريه ببناء وتوسعة المصلى والحمامات في اماكن محطات الوقوف".

عذاب تتلذذ به جهات الاختصاص

¤ نجيب عبدالمجيد يقول : "الشكوى لغير الله مذلة وربنا سينصفنا منهم فالسفر أصبح عذاب تتلذذ به جهات الاختصاص عبر أدواتها من الوكلاء أو شركات السفر  وحتى الدور المفقود للحكومة تسبب بعرقلات كثيرة للمسافرين.
تخيل أحد الباصات فقد السائق الطريق في عتق وعاد بعد ان نبهه أحد الركاب بأن هذا ليس الطريق الصحيح .. وسائق اخر من غير الجنسية اليمنية يعاقب الركاب باطفاء المكيف ولا اقول ان الجميع يفعل ذلك انما بعض السائقين عديمي الضمير.
حكومتنا راضية بهذا الوضع لهذا نجدها لاتحرك ساكنا ولا تقوم بأي دور ايجابي لحل المشاكل العالقة وكل ماتقوم به هو توقيف مؤقت للرحلات او وقف التأشيرات لكن في الوقت الضائع بعد أن قطعت تأشيرات تجاوزت الحد المطلوب".

ختامًا : 
ليس مطلوب من الحكومة عصا سحرية لتحسين الخدمات وانما دور فاعل للتخفيف من معاناة المسافرين بدلًا من التفرج عليهم وإطلاق تصريحات إعلامية لا تودي ولا تجيب.
الحلول ممكنة  ودور الحكومة مطلوب وإشراك القطاع الخاص واجب وكل مايتمناه المسافر  بناء مواقف محترمة متكاملة في منطقة العبر وحوش الجوازات والمنطقة المشتركة .
كما أن دور الحكومة مطلوب في سفلتة الطريق بالكامل وردم الحفر والغاء المطبات ..
كل هذه الأمور من السهل عملها لو وجدت حكومة عندها احساس بمواطنيها.