Image

مليشيات الحوثي تحوّل رمضان من شهر عبادات إلى شهر تسوّل غذاء وانتهاكات ضد المدنيين الأبرياء

عام بعد آخر منذ عقد ونيف من الزمن، حوّلت مليشيات الحوثي الإرهابية ومن قبلها عناصر فوضى تدمير الدولة، شهر رمضان المبارك من شهر عبادات، إلى شهر تسوّل وبحث عن مصادر غذاء للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لليمنيين.

شهر جبايات 
وبالنسبة لعناصر الحوثي الإرهابية، فإنها تستغل حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، لتبدأ حملة مسعورة تجاه التجّار ورجال الاعمال وأصحاب الأشغال المختلفة بمن فيهم الباعة المتجولين، لفرض إتاوات وجبايات عليهم تحت مسميات مختلفة.
وكما هو حالها في تحويل الشهر الكريم من شهر عبادات، إلى شهر تسوّل وفرض جبايات وإتاوات مالية، بالنسبة لعناصرها التي تمارس الدين شعارات فقط، فإنها ومن خلال سياساتها التي تنتهجها في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، حوّلت سكان تلك المناطق إلى حالات انسانية تعيش أوضاع عوز وفاقة، دفعتهم للبحث عن غذائها في الشوارع.

البحث عن الغذاء
وتعيش معظم الأُسر في مناطق مليشيات الحوثي، وعدد  من المناطق اليمنية الأخرى، أوضاع معيشية متدهورة طول أيام السنة على خلفية انهيار منظومة الدولة نتيجة فوضى 2011 وانقلاب وحروب الحوثيين التي تلتها، ما دفع تلك الأُسر للبحث عن غذائها خاصة في شهر رمضان المبارك في شوارع المدن وامام المنظمات الانسانية، وفاعلي الخير.
ورغم ذلك، إلا أن مليشيات الحوثي وبعد محاربتها ووضع العراقيل امام المنظمات الانسانية الدولية، ما دفعها للتوقف عن تقديم المساعدات للأُسر الفقيرة، بدأت مؤخرًا بمضايقة فاعلي الخير ومنعهم من تقديم المساعدات الخيرة للفقراء في مناطق سيطرتها، خاصة في رمضان الكريم.
ومن خلال الملاحظ على أرض الواقع في شوارع صنعاء، فأن العديد من الاُسر باتت تصطف امام المحلات والبيوت التجارية ومنازل فاعلي الخير، من أجل الحصول على مساعدات تمكّنها من البقاء على قيد الحياة.

سنوات من الذل 
وترى أوساط اجتماعية يمنية، بأن الجماعات الإرهابية المشاركة في فوضى تدمير الدولة التي بدأت في 2011 ومستمرة حتى اليوم، تواصِل إذلال اليمنيين بشتى الطرق وفي مختلف المناطق، وكأنها تمارس حقدها الدفين وفشلها على مختلف الأصعدة الدينية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، تجاه الابرياء من ابناء هذا الوطن.
وتشير إلى أن مشاهد النساء في صنعاء ومدن أخرى، وهي تصطف وتتزاحم للحصول على مساعدات لا تكاد تكفي اسرهن لمدة اسبوع، يولِّد في النفس حالة من الغيض والغضب والسخط على تلك الجماعات التي دفعت الأُسر اليمنية الكريمة إلى تلك الحالات، بعد ان كانت تعيش حالة من الحياة المستقرة.

ممارسات فوق الفاقة
ومع ذلك تشتكي العديد من الأسر التي تسعى للحصول على مساعدات انسانية وخيرية، بأنها تلقى مضايقات من قبل عناصر الحوثي الارهابية، التي تحاول منع فاعلي الخير من تقديم المساعدات مباشرة للمحتاجين، وترى انها هي الجهة الوحيدة المخوّلة بالتحكم بتلك المساعدات.
كما تشتكي بأن عناصر الحوثي تمارس ضدها عددًا من الانتهاكات ومنها الاعتداء الجسدي، وإطلاق الرصاص عليهم اثناء تجمعهم امام أي مقر يمنح المساعدات، كما تفرض قيودًا على حركة النساء اللواتي يحاولن الحصول على مساعدات بحجج مختلفة.

شهر انتهاكات 
ومنذ بداية الشهر الفضيل، وخلال الأيام الاربع الماضية منه، سجّلت العديد من الانتهاكات التي مارستها عناصر الحوثي ضد المدنيين في مناطق متفرقة، حيث سجلت 8 حالات قتل عمد ضد أبرياء، فضلًا عن فرض العديد من العراقيل أمام المتنقلين على الطرق الرئيسي، ومضايقة الباعة المتجولين في الأسواق والشوارع.
كما حاولت اقتحام منزل في البيضاء، وشنّت هجمات في تعز والضالع ومارب والجوف، مع استمرارها ممارسة الارهاب تجاه الملاحة الدولية في البحر الأحمر لمساندة ايران للسيطرة على باب المندب، وغيرها من الانتهاكات التي لم يتم الكشف عنها او تسجيلها والتي سيتم معرفتها مع الأيام.
ومع ذلك كله، يبقى شهر رمضان المبارك بالنسبة لمليشيات الحوثي شهر لممارسة البطش والقتل والنهب والسطو ومنع الصلاة وعمل الخير ، وكل ما يصب في صالح المواطن اليمني ويخدم عناصرها الإرهابية.