Image

لاجئون سودانيون يواجهون "كارثة شاملة" بسبب نقص في التمويل

أعلنت وكالة تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها ستعلق في أبريل (نيسان) مساعداتها الغذائية لمئات آلاف اللاجئين هرباً من المعارك في السودان، بسبب نقص في التمويل الدولي.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لجمع تبرعات بـ242 مليون دولار لمواصلة مساعدة 1.2 مليون لاجئ سوداني، في حين يهدد موسم الأمطار الذي بات وشيكاً بقطع الطرق التي تسلكها قوافل إيصال المساعدات الإنسانية في شرق تشاد.

وجاء في بيان لمدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد بيار أونورا "نحن في سباق مع الوقت". وأضاف "لقد سبق أن قلصنا عملياتنا بطرق لم يكن ممكناً تصورها قبل بضع سنوات، تاركين جوعى على شفير المجاعة".

وتابع "نحن بحاجة إلى مانحين للحيلولة دون تحول الوضع إلى كارثة شاملة".

ولم يكن غرب السودان قد تعافى من تداعيات اقتتال بدأ في عام 2003، حين نشبت الحرب في أبريل الماضي بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وهجرت أعمال العنف الأخيرة نحو ثمانية ملايين شخص في السودان، أضف إلى ذلك أكثر من 400 ألف لاجئ سبق أن فروا إلى تشاد بين عامي 2003 و2020.

قبل اندلاع النزاع الأخير، كان برنامج الأغذية العالمي يوفر مساعدات لـ1.4 مليون لاجئ في تشاد فروا من نزاعات في بلدان مجاورة. لكن الوكالة باتت مضطرة حالياً لأن تعلق "لأشهر" مساعداتها لغالبية اللاجئين من الكاميرون وأفريقيا الوسطى ونيجيريا.

وفر أكثر من 559 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد التي عاد إليها 150 ألفاً من التشاديين منذ اندلاع أعمال العنف الأخيرة، مما جعل من الدولة الصحراوية "الأسرع نمواً على صعيد أعداد اللاجئين في أفريقيا".

والجمعة الماضي، دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار في السودان في شهر رمضان. بعد أن أوقع الاقتتال آلاف القتلى.

وأعلن الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي إتنو في فبراير (شباط) "حالة طوارئ غذائية" في جميع أنحاء البلاد.

الآلاف "مهددون بالموت جوعاً"

من جانبها، حذرت منظمة "سيف ذي تشيلدرن"، الأربعاء، من أن زهاء 230 ألف طفل وامرأة حامل أو أنجبن للتو "مهددون بالموت جوعاً" في السودان الذي مزقته الحرب المستمرة منذ عام تقريباً بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وأدخلت المعارك، السودان في "واحدة من أسوأ الأوضاع الغذائية في العالم" وفق ما قال المدير المحلي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" عارف نور في بيان.

في بداية مارس (آذار)، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم" في بلد يشهد أساساً أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

وأصبح قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري وحرق القرى ممارسات يومية تؤثر في 48 مليون سوداني.

وقال نور إن العواقب تمتد على المدى الطويل، موضحاً أن "عدم وجود موسم زراعي في السنة المنصرمة يعني عدم وجود غذاء اليوم. وعدم زرع بذور اليوم يعني عدم وجود غذاء غداً".

وشدد على أن "دورة الجوع لا تنفك تتفاقم، من دون وجود أي مخرج في الأفق، بل مزيد من البؤس"، في حين أن أكثر من نصف السودانيين، بمن فيهم 14 مليون طفل، يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.