Image

بدأت في 2015 واستغلت أحداث غزة لتوسيعها.. دراسة تكشف الدوافع والأهداف الحقيقية لإيران والحوثيين من استهداف الملاحة الدولية

تؤكد الدراسة أن الحوثيين استخدموا رادارات عسكرية ضد سفن مدنية راسية، حيث ذكرت بعض التقارير أن الحوثيين انتهكوا باستمرار قانون النزاع المسلح من خلال إرغام متعهدي النقل البحري التجاري في المراسي في الحديدة والصليف على السماح لهم باستخدام الرادارات البحرية على متن السفن لمراقبة البحر الأحمر وإصدار بيانات مستهدفة. ويبدو أن هذا الإجراء دخل حيز التنفيذ بعد أن أمرت إدارة أوباما بتوجيه ضربات دمرت أنظمة الرادار الساحلية الحوثية في أكتوبر2016 .
وفي 16 يونيو 2017، نفذ الحوثيون هجومًا بواسطة مركب موجّه عن بعد على ميناء نفط، تمّ استخدام الزورق الموجه عن بعد المحمل بالمتفجرات والذاتي التوجيه من نوع "شارك-33" الذي يمكن برمجته لتحديد هدف باستخدام أنظمة تلفزيون إلكترونية - بصرية، في هجوم غير ناجح على منشأة تحميل بحرية سعودية في جازان.
وفي الرابع من أكتوبر 2016، نفذ الحوثيون هجومًا على سفينة (إتش إس في -2 سويفت) الإماراتية، وهجوم أخر على المدمرة الأمريكية (يو إس إس مايسون)، وفي 10 أكتوبر من عام 2016، نفذ الحوثيون هجومًا ثانيًا على المدمرة الأمريكية (يو إس إس مايسون ).

هجمات 2017
ففي 29 يناير 2017 تعرضت فرطاقة سعودية لهجوم بثلاثة زوارق موجهة تابعة للمتمردين الحوثيين غرب ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.
وفي 14 يونيو 2017، استهدفت بارجة حربية إماراتية قبالة سواحل مدينة المخا، هجوم صاروخي فاشل على ناقلة النفط السعودية المزدوجة الهيكل (البقيق).

هجمات 2018
وفي 10 مايو 2018 شنت الجماعة هجومًا صاروخيًا على سفينة تركية (إنسي إنيبلو) محملة بالمواد الغذائية.
وفي 3 أبريل 2018، أطلق زورق هجومي حوثي سريع، النيران على السفينة السعودية المزدوجة الهيكل "البقيق" قبالة ساحل الحديدة، إما باستخدام القنابل الصاروخية أو الصواريخ التكتيكية.
وفي 10 مايو 2018 هجوم صاروخي على سفينة محملة بالمواد الغذائية السائبة. تم استهداف ناقلة البضائع السائبة التي تحمل العلم التركي، "إنسي إنيبلو" بصاروخ، ووصفت بعثة مكافحة القرصنة الأوروبية "القوة البحرية للاتحاد الأوروبي" ذلك الهجوم بقيام "جهات فاعلة مقرها اليمن بإطلاق صاروخ أرضي أو قذيفة على السفينة".

هجمات 2020 و2021
وفي فبراير عام 2020 تعرضت سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" للاختطاف من قبل المليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحارًا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.
وفي أواخر عام 2021 شنت المليشيات الانقلابية هجومًا قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.

هجمات 2023.. والحالية
وفي خضم ما يجري من حشد عسكري وتحركات دولية في البحر الأحمر، لا يمكن القول بأن هذا التطور مستغرب وفريد من نوعه بعد بداية أحداث 7 أكتوبر الماضي، إذ لطالما كانت المضائق البحرية والممرات المائية محلاً للتنافس والنزاع، وخصوصاً في أوقات الصراعات والحروب، فكيف إذا كانت المنطقة المقصودة هي الشرق الأوسط في هذه الحالة!؟

 وكيف إذا كان الممر المائي المذكور هو مضيق "باب المندب" الذي يمتاز موقعه بأهمية استراتيجية وجيوسياسية كبيرة ومحورية، والذي تمر من خلاله 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا!؟
ومنذ نوفمبر 2023، أقدمت مليشيات الحوثي على شن 106 هجومًا، ونفذت 28 عملية بحرية، تأثرت خلالها أكثر من 30 سفينة تجارية بشكل مباشر وغير مباشر، وفقا للدراسة.

متغيرات ودوافع الاعتداءات الحوثية على الملاحة الدولية

يرجع الخبراء والمحللون السياسيون، دوافع انتشار التهديدات والاعتداءات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى عدد من العوامل تمثلت أهمها في "متغيرات ودوافع داخلية، ومتغيرات ودوافع خارجية".
ووفقًا للدراسة، فإن "العملية السياسية الحالية"، الرامية لإخراج البلاد مِن الحرب الناشبة منذ تسع سنوات، تعد المتغيِّر الدافع الأساسي، الذي يتشابك مع ما يثيره الحوثيون مِن تهديدات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث يسعى الحوثيون لتعزيز موقفهم التفاوضي بمختلف الوسائل المتاحة، ومِن ذلك تعمُّد خلق ظروف بحرية شديدة التأثير على مصالح وسطاء عملية السلام، والمنتفعين مِنها، وفي المقدِّمة الولايات المتَّحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية.
كما يسعى الحوثيون من خلال تحركاتهم الاخيرة إلى الحصول على تأييد داخليًّا وخارجيًّا، حيث وجدت الجماعة الحوثية في حرب غزة فرصة لكسب تأييد شعبي داخلي وخارجي، إضافة إلى فرض نفسها لاعبًا إقليميًّا، حيث جاء هذا التدخل بمثابة طوق النجاة للحوثيين وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرتهم خصوصًا مع الإضراب الشامل للمعلمين، ومطالب الناس بالخدمات، بجانب عدم قدرتهم على تشكيل حكومة جديدة بعد إقالة حكومة بن حبتور المتهمة بالفشل والفساد منذ أكثر من شهر.
غزة.. لحظة مناسبة 
كما نجحت الجماعة وفقا للدراسة في استغلال أحداث غزة لجمع الأموال من المواطنين باسم دعم القوات الصاروخية، وتوظيف أحداث غزة للتحشيد صوب جبهات القتال بعد إفلاسها في حشد المقاتلين خلال الأشهر الماضية وتحديدًا منذ بدء الهدنة الأممية في مطلع أبريل 2022.
وسعت جماعة الحوثي للخروج من عزلتها التي تعاني منها إقليميًّا ودوليًّا، فقد تأسست الجماعة على أيديولوجية تشجع المقاومة ضد قوى الاستكبار – أمريكا وإسرائيل– وتبنت في خطابها الحثّ على تحرير الأقصى ومقاومة القوى الإمبريالية، ولطالما بررت الجماعة تمردها وانقلابها في اليمن على أنه جزء من مشروع المقاومة. 
ولذلك عندما بدأ العدوان على غزة، كانت تلك لحظة مناسبة بالنسبة إليهم لحشد قاعدتهم من خلال إعادة تأكيد التزامهم بهذه الأهداف الأيديولوجية.
وعملت الجماعة من خلال تقديم أنفسهم لأول مرة كلاعب خارج منطقتهم الجغرافية المباشرة، ورغبتهم في أن يُنظر إليهم، ليس فقط كمتلقين للدعم من أعضاء محور المقاومة الآخرين، بل كداعم نشط لمساعيهم الإقليمية، إضافة لمحاولتهم التأكيد للجمهور المحلي والدولي على حد سواء أن قوتهم العسكرية آخذة في النمو.
عمدت الجماعة على محاولة تهدئة الجبهة الداخلية ضدهم حيث أسقطت الهدنة ذرائع الحوثيين بشأن سيادة هذه الأوضاع، وأنَّ وراءها استمرار الحرب وضخامة التزاماتها، ممَّا خلق سخطًا شعبيًّا كاد أن يتحوَّل إلى ثورة شعبية، في ظلِّ تجاهل الحوثيين لأبرز مناسبة وطنية في وجدان الشعب اليمني، ولذلك شكَّلت الهجمات الحوثية على مصالح إسرائيل والقوى العظمى في البحر الأحمر وخليج عدن مصدر إلهاء عن المطالب الحقوقية، وباعثًا للفخر بأنَّ الحوثيين وحدهم مَن ساند عسكريًّا فلسطينيي غزَّة، في مواجهة إسرائيل.
وشكل قرار التعميم الصادر عن المنظَّمة البحرية الدولية إلى ملَّاك السفن ومشغِّليها، ومراكز تبادل المعلومات الإقليمية ذات الصلة، بشأن وقف التعامل مع المركز الإقليمي لتبادل المعلومات، الذي سبق الإشارة إليه، على أن يجري الاعتماد على المركز الذي يحمل الاسم ذاته في مدينة عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
تدهور الأوضاع الحكومية
لقد شكّلت حالة الأوضاع المتدهورة التي تعيشها المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة، عوامل اضافية في دخول اطماع ايران في فرض سيطرتها على المياه الاقليمية اليمنية التي لم توفر لها الحماية الكافية من قبل القوات الحكومية خلال الفترة التي اعقبت تحرير عدن.
حيث شهدت تلك المياه عمليات تهريب السلاح وتدفق العناصر الحوثية، في ظل استحالة مراقبة مياه خليج عدن والبحر العربي والتي تزيد اتساعها على 2.5 مليون كيلو متر مربع وذلك بعدد محدود من السفن الحربية.
وإلى جانب فتح المجال للمليشيات الحوثية للحصول على أسلحة متطورة ونوعية مما سهل لها تنفيذ عمليات واعتداءات كبيرة ضد المصالح الدولية. 
وخلال تلك الفترة التي أعقبت هدنة 2022، أصبحت المليشيات الحوثية تتلقى الدعم المباشر والمعلن من الداخل والإقليم دون فرض أي عقوبات على الأطراف المتعاونة معها، فضلًا عن حالة اليأس من هزيمة هذه المليشيات من قبل الشرعية اليمنية وجيشها الوطني الذي بات في عزلة تامة مما يجري في اليمن والإقليم.