Image

حصار تعز .. معاناة مستمرة ، منافذ موصدة ، طرقات وعرة، وتواطؤ دولي مع المليشيات الحوثية..

في الوقت الذي أطلق فيه ناشطون حملة عبر التواصل الاحتماعي تطالب بفتح المنافذ والطرقات أمام حركة التنقل في محافظتيّ تعز ومأرب، ادعت عصابة الحوثي أن الشرعية هي التي من تعرقل فتح الطرقات، على الرغم من إعلان الشرعية أكثر من مرة بفتح المنافذ من طرفها في المحافظتين المحاصرتيين، تخفيفًا للمعاناة الإنسانية، إلا أن الحوثي يقابل أي مبادرات بالرفض والمزيد من التعنت والرفض .

فرض جبايات إخوانية
المصادر أكدت، أن مليشيا الحوثي تستغل معاناة المسافرين  بهدف التربح المالي بفرض إتاوات على شاحنات نقل البضائع في النقاط العسكرية، إلى جانب النقاط الإخوانية التي تقوم بنفس الدور في فرض الجبايات الغير قانونية، وتحويل المعاناة الإنسانية في منافذ تعز إلى وسيلة للترزق والتكسب وجني الأرباح من وجع وحريق أرواح المواطنين الذين يعانون ألم ومرارة السفر أثناء تنقلهم بين محافظتهم المحاصرة منذ تسع سنوات .

لم يقتصر الأمر على حصار تعز، بل قامت عصابة الحوثي بإغلاق الطريق الرئيسي بين صنعاء ومأرب  وتحويله الى طريق بديل ضاعف من معاناة المسافرين وهم يقطعون مئات الكيلو مترات عبر صحراء الجوف الشاقة والمميته.

حصار تعز للاستهلاك الأممي الإعلامي
تلك الممارسات الحوثية تستدعي من المنظمة الأممية التحرك لفك الحصار عن تعز وعودة الحركة في طريق مأرب-صنعاء باعتبارها صاحبة اتفاق السويد الذي لم يجد اليمنيون منه سوى المزيد من الحصار وقطع الطرقات.
إلا أن ما تقدمه المنظمة الاممية عبر مبعوثها إلى اليمن جعل قضية تعز مادة للاستهلاك الإعلامي ويافطة لإطالة أمد التفاوض لصالح المليشيات، في اظهارها عجز واضح بإعطاء أبناء  تعز ومثلها مأرب والحديدة  أدنى حقوقهم الإنسانية حينما تنتقل إلى مرحلة متقدمة من الهدنة بمناقشة ملفات جديدة دون استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة المتمثلة بفتح طرق تعز الرئيسية.

قيود حوثية مفروضة على الطرقات
منظمات حقوق الإنسان قالت: "إنه ينبغي على مليشيا الحوثي فتح الطرق الحيوية في تعز،  وما حولها على الفور، وأن تعيد حرية التنقل لجميع المدنيين، لمنع المزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية الخطيرة".
حيت أكد مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "القيود التي فرضها الحوثيون أجبرت المدنيين على استخدام طرق جبلية خطيرة وسيئة، وهي تشكّل الرابط الوحيد بين السكان المحاصرين في مدينة تعز وبقية العالم. فتح الطرق الرئيسية سيساعد بشكل كبير في تخفيف معاناة السكان الذين ظلوا في عزلة شبه تامة.

ومع كل الدعوات، ظل الحوثي يناور في مسالة حصار تعز، ويحشد قواته باتجاه إسقاط المدينة في محاولة لاخضاعها لسيطرة مليشياته بينما تلزم القوات الحكومية بهدنة غير معلنة وباتفاق استوكهولم الذي ضاعف من معاناة اليمنيين، وأعطى للحوثي القوة في إطباق الحصار على تعز دون اي بوادر لانفراجة قادمة.