Image

بوتين: الوضع في أوكرانيا "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لروسيا

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الحرب في أوكرانيا لا تشكل سوى مسألة "تحسين موقف تكتيكي" بالنسبة للغرب؛ ولكنها "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لروسيا؛ وذلك غداة إعلان الجيش الروسي السيطرة على مدينة أفدييفكا شرقي أوكرانيا، ما يمنح "دفعة معنوية" لموسكو مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث.

وقال بوتين خلال مقابلة مع المذيع التلفزيوني الروسي بافيل زاروبين، رداً على سؤال متعلق بشأن "الجزء التاريخي" من مقابلته مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، إنه من المهم لكل من المستمعين الروس والأجانب أن يفهموا مدى حساسية وأهمية "كل ما يحدث في الاتجاه الأوكراني" بالنسبة لروسيا.

وأضاف بوتين: "بالنسبة للغرب يعد هذا تحسيناً لموقفهم التكتيكي، أما بالنسبة لنا فهو مصير، إنها مسألة حياة أو موت، أردتُ أن يفهم الناس الذين يستمعون إلى هذه المقابلة مع كارلسون ذلك".

السيطرة على أفدييفكا

وقال الكرملين في بيان، السبت، إن الرئيس الروسي، هنأ الوحدات العسكرية التي سيطرت على مدينة أفدييفكا الأوكرانية، وقائد هذه القوات.

وجاء في الموقع الإلكتروني للكرملين، أن بوتين تلقى تقريراً من وزير الدفاع سيرجي شويجو يفيد بسيطرة الجيش على المدينة.

وشنت القوات الروسية، هجمات متعاقبة للسيطرة على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر الماضي. وكانت جماعات موالية لروسيا قد سيطرت عليها لفترة وجيزة في عام 2014، عندما استولت على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها لاحقاً.

وستمنح السيطرة على أفدييفكا "دفعة معنوية" لروسيا على الأرجح، قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل التي ستسفر بشكل شبه مؤكد عن فوز بوتين، وفق "رويترز".

ويُنظر إلى السيطرة على المدينة أيضاً باعتبارها خطوة رئيسية نحو سيطرة موسكو على دونيتسك، المدينة المحورية الواقعة على بعد 20 كيلومتراً إلى الشرق، التي تخضع للقوات الروسية، وقوات موالية لها منذ عام 2014.

مقابلة كارلسون

وقبل نحو أسبوعين، أجرى بوتين أول مقابلة له مع صحافي أميركي منذ عامين تقريباً، أي منذ ما قبل الحرب الروسية في أوكرانيا، واستهل بوتين اللقاء مع كارلسون، الذي استمر ساعتين، بما وصفته وسائل إعلام غربية بـ"محاضرة تاريخ"، استعراض فيها تاريخ تأسيس الدولة الأوكرانية وارتباطها بتأسيس الاتحاد السوفييتي، ومستقبل المفاوضات مع كييف.

كما وصف أوكرانيا بأنها "دولة مصطنعة أُنشئت بناء على رغبة (الزعيم السوفييتي السابق جوزيف) ستالين، ولم تكن موجودة قبل عام 1922".

وشدد بوتين على أن روسيا "ستقاتل حتى النهاية" للدفاع عن مصالحها، وحثَّ البيت الأبيض على التركيز على القضايا الداخلية في الولايات المتحدة.

واعتبر الرئيس الروسي أن لدى الولايات المتحدة "مشكلات عدة، على الحدود، وقضايا الهجرة، وقضايا الدين العام التي تبلغ أكثر من 33 تريليون دولار"، متسائلاً: "أليس من الأفضل التفاوض مع روسيا، وعقد اتفاق؟".

وأثارت المقابلة انتقادات واسعة في الولايات المتحدة بين من اعتبرها "دعاية للكرملين"، وآخرين أشاروا إلى أنها لم تقدم الإجابات التي انتظرها العالم عن مواضيع مهمة وجوهرية.

فيما وصفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون بـ"الطابور الخامس لبوتين"