Image

كانت مهرّبة لمليشيا الحوثي .. خفر السواحل الأمريكية تضبط شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب

ضبطت قوات خفر السواحل الأمريكية، والتي تعمل في منطقة الأسطول الخامس، شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب، كانت مهرّبة لمليشيا الحوثي "المصنفة على قائمة الإرهاب".

وقالت قناتا "العربية" و"الحدث"، نقلًا عن مصادر وصفتها بـ"الخاصة": إن القوات الأمريكية تمكّنت أواخر يناير الماضي، من السيطرة على قارب تهريب في منطقة بحر العرب.

وأوضحت، أن القارب خرج من ميناء في إيران، وكان يحمل أسلحة، ويحاول التوجّه إلى سواحل جنوب عُمان أو اليمن، لكن الرصد الأمريكي تمكّن من إلقاء القبض على البحّارة وصادر الحمولة من الأسلحة الموجّهة الى الحوثيين.

الأسطول الخامس يرفض الإعلان عن الشحنة
وبالرغم من مرور فترة ليست بقليلة مقارنة بحالات ضبط ماضية، إلا أن الأسطول الخامس أو القيادة المركزية، وهي المسؤول الأعلى عن المنطقة، تمتنع عن الإعلان عن هذه الشحنة المصادرة حتى اليوم.
الصمت الأمريكي أثار الكثير من الشكوك عن تماهي إدارة بايدن مع عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية المستمر إلى مليشيا الحوثي في اليمن، في تعارض مع قرار واشنطن الصادر في 17 الماضي بإعادة تصنيف هذه المليشيا "جماعة إرهابية".

يأتي ذلك في وقت كانت البحرية الأمريكية قد أعلنت يوم 11 يناير ضبط شحنة أسلحة إيرانية أخرى قبالة الصومال، كانت في طريقها للحوثيين، وقد تسببت تلك العملية بمقتل اثنين من قوات النخبة في البحرية الأمريكية.

استخدام جيبوتي وإريتريا لتوصيل الأسلحة لليمن
وتؤكد مصادر أمريكية أن طهران لا تمتلك رأس جسر في الصومال، في الوقت نفسه لم تتمكن من تكوين جناح موال لها في أي من جيبوتي وإريتريا، لكنها تسعى دائماً الى استعمال هذه الشواطئ لإيصال الأسلحة الى أذرعها في اليمن.
وتقول مصادر عسكرية يمنية: إن "إيران تستخدم منذ فترة طويلة عصابات صومالية ويمنية لتهريب الأسلحة عبر البحر، وعصابات أخرى لتهريب الأسلحة عبر المنفذ الحدودي مع سلطة عُمان، بتعاون أطراف في الحكومة الشرعية في اليمن، وهو القول الذي كان قد أكدت صحته تقارير فريق الخبراء الدولي المعني بالملف اليمني".

وتستغل طهران حالة الفقر التي يعاني منها الشباب الصومالي جراء الحرب الدائرة في البلاد، لاستقطاب هؤلاء الشباب في تهريب أسلحة وعمليات قرصنة من شأنها إحداث مزيد من الفوضى في عرض البحر، تمنح القوات الأمريكية ذريعة التواجد في هذه المياه، وهي الحُجة التي تتذرع بها طهران لتنشر قواتها البحرية أيضاً.
وتشير المصادر العسكرية اليمنية، إلى أن طهران تستفيد أيضًا بشكل كبير من حالة الفوضى في البر والبحر، لتعزيز القدرات العسكرية لأذرعها "الحوثيين".
وقد كشفت مصادر أمريكية عن كميات هائلة من الأسلحة الإيرانية يتم تهريبها للمليشيات الحوثية في اليمن وبشكل يومي.

100 زورق يتحرك في البحر الأحمر
ونقلت قناة العربية عن أحد المصادر الأمريكية قولها، إن هناك أكثر من 100 زورق يتحرك في البحر الأحمر والخليج العربي كل يوم، ومن المستحيل أن تقوم القوات البحرية الأمريكية باعتراض كل زورق صغير وليس من الممكن إضافة المزيد من السفن الى هذه المنطقة.

وأضافت القناة " لذلك يعمل الأمريكيون مع الحلفاء الإقليميين على إيجاد بدائل ممكنة، مثل تدريب وتسليح قوات حرس السواحل اليمنيين التابعين للحكومة الشرعية، ومساعدة السلطات العُمانية على ضبط التهريب البرّي.
ما يثير القلق أيضاً هو محاولة الإيرانيين الاستعانة بعصابات صومالية لإيصال الأسلحة إلى الحوثيين.
وقالت المصادر إن الإيرانيين استعملوا القراصنة الصوماليين لإيصال المساعدات الى الحوثيين، وقد صعّدت الولايات المتحدة منذ أشهر حركة الرقابة في المنطقة، ومع وجود قطع ضخمة من الأساطيل الأمريكية بما فيها حاملة الطائرات "ايزنهاور" في المنطقة، تراجعت قدرات الإيرانيين والصوماليين معاً، وتصاعدت القدرة على منع التهريب.

يؤكّد الأمريكيون أيضاً أن الإيرانيين لا يملكون رأس جسر في الصومال، ولم ينشئوا تنظيماً موالياً لهم على طول الساحل الطويل للصومال، كما أن ليس لديهم فصائل موالية لهم في جيبوتي وإريتريا لكنهم يسعون دائماً الى استعمال هذه الشواطئ لإيصال الأسلحة الى الحوثيين.
انخفاض الكميات المهربة 
لاحظ أحد المطّلعين على شحنات الإيرانيين إلى الحوثيين أن نوعية الأسلحة التي يحاول الإيرانيون إيصالها تراجعت من ناحية الكمية والنوعية. فالشحنات الأخيرة التي تمّ ضبطها لا تقارن مع الشحنات مثيلاتها في السابق، حيث كشفت البحرية الأمريكية من قبل عن كميات أسلحة وذخائر تصل إلى الآلاف، كما أن الإيرانيين عمدوا منذ سنوات الى إيصال بعض القطع التكنولوجية "المتطورة" الى الحوثيين.

وصف أحد المطلعين على الشحنتين الأخيرتين، قبالة الصومال، وتلك التي خرجت من إيران خلال الشهر الماضي ونكشف عنها هنا، أنها تحتوي مواد من الممكن إيجادها في الأسواق عامة.
يعود الأمر الى أن الشبكات التي تعمل على التهريب الآن ليست موثوقة بشكل عال من الإيرانيين والحوثيين، مقارنة مع خلايا سابقة كانت تنتمي إلى التنظيم الحوثي.
لكن ما يثير قلق متابعي الأوضاع في اليمن هو أن الحوثيين قادرون الآن على انتاج كميات من المسيّرات في مناطق سيطرتهم، وربما يستطيعون الاستمرار في التصنيع لأشهر طويلة قبل أن تُصاب قدراتهم بالوهن.