Image

11 فبراير.. مادة للتندر والسخرية

يوماً بعد يوم، تتزايد مساحات الإحباط والشعور لدى اليمنيين بانتكاسة نكبة 11 فبراير وارتدادها على أحوالهم المعيشية والاقتصادية والأمنية، والتي كانوا يصورونها للشعب بأنها ستتحول بعد تنحي الرئيس الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح عن السلطة إلى جنة لكنها تحولت بالفعل إلى نكبة، وإلى وتندر وسخرية من قبل الناشطين.

13 عاماً ولا تزال اليمن غارقة في حرب دموية وفوضى سياسية وأمنية تفاقمها التدخلات الإيرانية، فيما البعض يكابر ويحتفل بجراح وآلام شعبه المنكوب والمغلوب على أمره.

يقول البرلماني في حزب الإصلاح، وأحد قادة نكبة فبراير، شوقي القاضي، إنه لن يحتفل ، لأن المعادلة تغيّرت اليوم وتبدّلت المواقع، واصفاً الرئيس السابق علي عبد الله صالح لأول مرة بـ"الشهيد".

وبرّرَ شوقي القاضي، في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، رفضه الاحتفال بأن أنصار الشهيد الرئيس صالح اليوم أصبحوا في جبهة واحدة شركاء ومصطفّين لمواجهة عدو واحد، ولإنقاذ اليمن من براثن مليشيا الحوثي ومشروعها السلالي العنصري، مختتما منشوره بهاشتاغ "توحيد الصف الجمهوري".

الكاتب الصحفي الساخر فكري قاسم علق على الأصوات التي لا تزال تكابر بأن فبراير ليس نكبة، وأن "الثورة" مستمرة، بالقول:" الثورة مستمرة أيوه، بس عاملين لها لولب مؤقتا".

وأضاف فكري قاسم، في منشور له على صفحته بـ"فيسبوك": "يعتقد الكثير من أبناء الشعب اليمني أن المستفيد من ثورة الشباب هم نشطاء أصبحوا خارج البلاد، بينما يتجرّع الشعب اليمني ويلات تلك الثورة التي استفاد منها الحوثي، وسيطرَ عليها وطردَ كل المكونات السياسية".

وأكد: "بعد هذه السنوات، أصبحت إيران تحكم شمال اليمن، ويتمّ فيه تغيير الهوية اليمنية والإسلامية وإنشاء نظام طائفي ينهبُ ممتلكات اليمنيين باسم الثورة والمسيرة، وحلَّ الظلام بعد وعود بتطوير الدولة، وتحول اليمن إلى مجرد غابة، يعيش سكّانه في رعب متواصل من تلك الوحوش التي تأكل الأخضر واليابس، باسم المسيرة القرآنية التي جاءت على أنقاض ثورة فبراير". 

الناشط السياسي محمد مهيوب إسماعيل، سخر على المحتفلين بنكية فبراير.

وكتب إسماعيل منشورا على "فيسبوك" قال فيه: "في ذكرى الثورة الشبابية الشعبية فبراير المجيد، نهنئ الأخ المناضل خالد الآنسي في هولندا والمناضل حميد الأحمر في إسطنبول، والمناضل حمزة الكمالي في القاهرة، والمناضلة مريم رجوي توكلنا على الله  -فرع اليمن-  في تركيا، والمناضل علي محسن في الرياض، والمناضل عبد العزيز جباري في أمريكا، والمناضل أحمد الشلفي في الدوحة والمناضل صدام أبو عاصم في سويسرا، والمناضل مروان الغفوري في ألمانيا، والمناضل سمير النمري في مسقط،

كما هي مقدمة من المناضل علي البخيتي وحرمه في بريطانيا إلى عائلة المناضل حمود المخلافي وحرمه  في سلطنة عمان بمناسبة الخطوبة وقرب الزفاف. ودامت دياركم عامرة بالمسرات".

وختم محمد مهيوب منشوره قائلا: "مع تحيات البلطجي الصهيوني  مندوب الأمن القومي ورئيس المحفل الماسوني في اليمن".

الصحفي غمدان أبو أصبع قال في مقال له بعنوان "فبراير ثورة أفشلتها رموزها وجنا ثمارها الحوثي"، إنه بعد مرور أحد عشر عاما على ما عُرف بـ"ثورة الشباب الشعبية"، وحتى اليوم، يعاني الشعب من الفساد والمحسوبية والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لتحصد الحرب التي قادتها جماعة الحوثي، والذين كان لثوار الساحات الدور الأبرز في تحقيق حلمهم وفرض سيطرتهم على صنعاء غايتهم".

واضاف الصحفي غمدان أنه "لولا الساحات لما غادرت تلك الجماعات الإرهابية (جماعة الحوثي) أوكارها في كهوف مران، ولما كانت اليوم تفرض نفوذها على معظم المحافظات الشمالية".

وأكد أن جماعة الحوثي وحدها من استفادت من نكبة فبراير؛ بينما دفع الوطن والمواطن اليمني مرارتها، والتي ساهمت بتفتيت اليمن وتمزيقه وأدخلته ضمن البند السابع وأحالت مستقبله السياسي والسيادي إلى رهينة بيد القوى الدولية والإقليمية.

 وتساءل أبو أصبع: "كيف نحتفل بثورة من أهم إنجازاتها وصول الحوثيين إلى السلطة وإضعاف سلطة الشرعية  وجلب الحرب والدمار لليمن؟! ثورة حولت اليمن إلى ساحة تصفيات وحسابات دولية على حساب شعبها؟!".

كما تساءل قائلا: "لماذا غاب أصحاب الصدور العارية عن الساحات؟! هل الخوف من الموت هو الذي منعهم؟!

ألم يكن شعارهم: بصدورنا العارية والسلمية سنسقط صالح؟! وهل امتناع صالح عن استخدام ما استخدمه الحوثي هو سر تحديهم لنظامه، وانتهاجه حقن الدماء كان وراء تمادي الثوار بتصعيدهم؟! وهو ما يعني أن صالح لم يكن يؤمن بالعنف".

الاعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام، عبد الكريم المدي، تساءل في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، عن أسباب احتفال بعض شباب فبراير بهذا اليوم، وإن كان ذلك مباركة لتسليم صنعاء وشمال اليمن ورقاب الشعب وهويته وكرامته للحوثية وفيلق القدس الإرهابي، مطالباً بتجاوز الماضي.

م . ح، من أبناء محافظة تعز، عبّر بطريقته الخاصة عن نكبة فبراير بافتتاح محل تجاري أطلق عليه اسم "جديد 11 فبراير للأحذية". 

وفي أسفل اللوحة كتب: تخفيضات هائلة وأسعار مناسبة. الشعب يريد يلبس جديد. (رجالي، ولادي) لصاحبه م . ح .