Image

11 فبراير .. واستحالة العيش في إطار نظام ودولة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من منشورات وتفاعلات اليمنيين التي تناولت ذكرى نكبة 11 فبراير 2011 في عامها الثالث عشر، والتي جسّدت مدى وعي اليمنيين ومعرفتهم لحقيقة الجماعات التي لا تستطيع العيش في إطار نظام ودولة.
وعبّر اليمنيون فيها عن سخطهم ورفضهم للواقع الذي خلفته تلك الفوضى، كما عبّروا عن ندمهم لعدم محاربتهم تلك الفوضى ووأدها في مهدها، قبل أن تتحول إلى معول هدم وقتل في يد ذراع إيران، مليشيات الحوثي الإرهابية، وعامل ثراء لذيل تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، حزب الإصلاح.

ثراء الفصيلين
وتحدثت تفاعلات اليمنيين على مواقع التواصل، حول ثراء قادة الفصيلين الرئيسيين الذين قادوا الدمار والفوضى "الإصلاح والحوثي"، حيث حلت قيادة الإصلاح في تركيا وقطر، بينما استباح الحوثيون الجمهورية في الداخل.
وأشاروا إلى أن أهم المستفيدين من فوضى فبراير، هم عناصر الإصلاح، جناح قطر، على غيرهم من العناصر الموالية للمرشد في تركيا، كما أن التيار العميق في الإصلاح، استأثر بمناصب ما سُمي بالشرعية، فكانت توكل كرمان مثالًا لجماعة قطر، وحميد الأحمر والمخلافي لجماعة تركيا، واليدومي ونصر طه، في إطار الشرعية.
ووفقًا لما تناوله اليمنيون، فإن فصائل الإخوان الثلاثة استفادوا من الفوضى في تحقيق ثروات كبيرة مقابل تحقيق أهداف التنظيم المقدمة لهم من الغرب، إلى جانب تحقيق استثمارات كبيرة في النواحي العقارية والاستثمار في شركات النفط والغاز وتجارة المخدرات، والاستحواذ على مناصب بالخارجية وتوظيف أعداد كبيرة من عناصرهم في إطار الوظائف العامة والسلك العسكري والأمني.

فصيل إيران
وفيما يتعلق بمليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، والفصيل الثاني المنفذ لأهداف مؤامرة نكبة فبراير، فقد حققوا أهدافهم في العودة إلى مفاصل الحكم في اليمن، ولو في مناطق محددة اعتبروها ملكية خاصة يحق لهم الاستيلاء عليها باعتبارها من أملاك الأئمة البائدين.
ويرى اليمنيون في منشوراتهم، أن جماعة الحوثي باتت اليوم وبعد 13 عامًا من الفوضى، من أكثر الجماعات ثراءً; جراء نهبها ممتلكات اليمنيين والأموال العامة التي بدأت بالاستيلاء على ودائع البنك المركزي المقدرة بـ 4 مليارات دولار، إلى جانب 200 مليون دولار أموال هيئة التأمينات، إلى جانب مليارات الريالات الخاصة بعدد من الصناديق الاجتماعية والخدمية.
كما عمدوا إلى الاستحواذ على مرتبات موظفي الدولة في القطاعين العام والمختلط والعسكريين، منذ العام 2016، فضلًا عن استحواذهم على إيرادات الموانئ والضرائب والاتصالات والانترنت وغيرها من إيرادات الدولة، فضلًا على استحواذهم على تجارة النفط والغاز من خلال إنشاء أسواق سوداء موازية، وتنفيذهم عمليات غسيل أموال ومصادرة أراضي الدولة ومعارضيهم، إلى جانب تجارتهم بالمخدرات والممنوعات والأسلحة.

تحذيرات شعبية
وضجت مواقع التواصل بآلاف المنشورات ليمنيين، يحذرون من أي مظاهر للاحتفال بالنكبة، في ظل ما يعيشه الشعب من معاناة كانت نتاجًا لتلك النكبة، مؤكدين أن من سيحتفل بتلك الذكرى المشؤومة، سيكون عدوًّا للشعب، مشيرين إلى أن الدعوات التي نادت للاحتفال كانت قليلة، وجاءت من المستفيدين من النكبة ممن يعيشون في الخارج.
وتساءل العديد من اليمنيين: بماذا سيحتفلون وما هي تلك الأهداف التي حققتها النكبة؟! وهل سيحتفلون بالفوضى وتقسيم وتمزيق وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي، وتدهور سبل العيش وانتشار الفقر، وانتشار الجهل والأمراض؟!

تفنيد لفوضى فبراير 
ووفقًا لتفاعلات اليمنيين، فإن 11 فبراير 2011، كان يوم الخروج عن طاعة ولي الأمر، وهو مخالف لكلام الله ورسوله، كما استُخدم فيه حقُّ التعبير وحرية الرأي ليكون وسيلة للفوضى والشغب، وهو مخالف لمفاهيم الحرية الرأي والرأي الآخر، واستُخدمت فيه الديمقراطية لتحقيق أهداف سياسية بعيدًا عن أهم مقومات الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات وصناديق الاقتراع.
وأشاروا إلى أن قادة الفوضى والنكبة، استخدموا الإرهاب وسيلة للحصول على مكاسب ومناصب، وهو ما تجسد في ما سُمي بـ "يوم جمعة الكرامة" في 18 مارس 2011، وما تلاها من استخدام الشباب في ارتكاب مجازر في حي الزراعة وساحة تعز وغيرها من الساحات، لاستخدام دمائهم في تحقيق مآربهم.
وأكد العديد من اليمنيين في تفاعلاتهم، أن البعض استخدم الفوضى ذريعة في تنفيذ أجندة خارجية، كجماعة الحوثيين الذين نفذوا وينفذون أجندة إيران في اليمن والمنطقة، وما يجري في البحر الأحمر خير دليل، فضلا عن ظهور دعوات تنادي بتمزيق اليمن والعودة إلى ما قبل الوحدة وثورة 14 اكتوبر في جنوب اليمن.

توحيد قوى الشر
وأكدت منشورات اليمنيين، أن فوضى فبراير، وحَّدت قوى الشر في اليمن، وكشفت حقيقتهم وادعاءاتهم وخطبهم الدينية الزائفة التي هدفوا منها تمزيق البلاد وقتل العباد، وحققوا من خلالها مكاسبهم السياسة التي عجزوا عن تحقيقها بسبب ضعفهم السياسي، وضعف قاعدتهم الشعبية، فاستخدام مطالب الشباب الحقوقية في تحقيق تطلعاتهم السياسية ومساعيهم للاستحواذ على ثروات البلاد لصالح عناصرهم الإرهابية دون اليمنيين.
وأكد اليمنيون أن ما تلى الفوضى من أعوام كشف حقيقة وحجم تلك القوى التي فشلت سياسيا وعسكريا وتنمويا واقتصاديا فهي لا تستطيع العيش في إطار دولة ونظام وقانون، بل في سياق فوضى، وهو ما تجسد فيما شهدته البلاد خلال السنوات 13 الماضية.
وأشار اليمنيون إلى أن الحسنة الوحيدة التي تحسب للفوضى، أنها كشفت حقيقة أهداف تلك الجماعات، وكشفت ضعفهم في القيادة والادارة، وحقدهم على اليمن واليمنيين، فباتوا اليوم منبوذين وفي زمرة الفاسدين، والقتل والمجرمين، لما مارسوه بحق اليمنيين من جرائم وانتهاكات خلال السنوات الـ 13 الماضية.
كما كشفت حجم عمالتهم وارتباطهم بالخارج السيئ من اصحاب الفكر المتطرف والطائفي المتمثل بتنظيم الإخوان الإرهابي وإيران الخمينية، وأكدوا بتصرفاتهم وأفعالهم أن اليمن واليمنيين لا يشكلون لديهم قيمة، فبعضهم هاجر للخارج والآخرين سيتبعونهم قريبًا.