Image

مليشيا الانقلاب يعيشون حياة الملوك والأباطرة بينما الشعب يبحثون عن رغيف الخبز

حقيقة لا يختلف عليها اثنان، أن وضع المواطنين من غير المحسوبين على مليشيا الإرهاب الحوثية، سيء للغاية، ويعيشون حالة ضنكًا، وربما 80 بالمائة من اجمالي تعداد السكان في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا يعيشون تحت رحمة المساعدات الخارجية بعد أن كانوا أعزة ومستورين، لكن بعد مجيء تتار هذا الزمن "مليشيا الحوثي" ، حوّلت حياتهم إلى جحيم في وقت ينعم به سيدهم وحاشيته حياة الملوك والأباطرة ويكنزون الذهب والمال والعقارات وموارد الميناء والتجارة والطرقات وكل شيء.

حياة مليئة بالبؤس والشقاء والفقر من طرف، ومن طرف آخر غناء فاحش وثروات لمجموعة عصابة أكلت الأخضر واليابس.

وكيل وزارة ليس في صف المليشيا يفتقد لأقل مقومات الحياة وعجز عن مواصلة تعليم أولاده .. ومدير عام كانت حياته مستورة وأصبح اليوم صفر اليدين حتى من مرتبه الذي يعتبر حق قانوني لم يعد يصل اليه لأن مليشيا الحكم استحوذت على الايرادات لصالحها فقط.. وهكذا تسير حياة معظم اليمنيين دون وجود أي حلول لأن عصابة القتل والنهب لا تولي أدنى اهتمام لحياة اليمنيين وتصب اهتمامها نحو غزو المحافظات المحررة أو تدفع بأبناء القبائل والمواطنين الى محرقة الموت في معارك تصطنعها المليشا لإطالة أمد حكمها الكهنوتي البغيض.

مشاهد الفقر والجوع والبؤس تتسيد شوارع العاصمة صنعاء المحتلة بسبب مليشيا الحوثيين، تتمحور مخاوف غالبية السكان ونقاشاتهم حول التصعيد الأخير وعرقلة اتفاق السلام والدفع بالبلاد نحو مواجهة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والعواقب الوخيمة التي ستترتب على ذلك في بلد يعيش أكثر  سكانها على المساعدات.

وفي حين كان عشرات الآلاف من الموظفين ينتظرون بآمال عريضة التوقيع على خريطة الطريق التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، والتي كانت حصيلة لجهود الوساطة السعودية - العمانية، وجد الملايين من الفقراء بلدهم في مواجهة مع تحالف دولي في البحر الأحمر تقودها الولايات المتحدة، ومعها تعطلت مساعي السلام، فيما اتجهت مليشيا  الحوثيين نحو تجنيد المزيد من المراهقين والفقراء.

ووسط تحذيرات واشنطن ولندن من تبعات هذا التصعيد على السكان، تنتشر تجمعات الفقراء في صنعاء في تقاطعات الشوارع وأمام المطاعم ومحالّ البقالة يتسولون من الميسورين وبينهم موظفين حكوميين قطع الحوثيون رواتبهم منذ عشرة أعوام.

في مقابل ذلك، تشهد المدينة المحتلة حضورًا لافتًا لأحدث موديلات السيارات، وأبراجًا سكنية حديثة ومراكز تجارية ضخمة تعكس مقدار الأموال التي يحصل عليها قادة العصابة  الحوثية الإيرانية،  وحضور الطبقة الجديدة من التجار الذين يعملون كشركاء للقادة الإرهابيين الحوثيين.

يقول أحمد ابراهيم، وهو ناشط يعيش في المدينة، إن الناس كسرت حاجز الخوف وأصبحت توجّه انتقادات علنية لفساد مليشيا  الحوثيين، وتسأل عن ثراء قادة المليشيا ومجموعة التجار الجدد الذين ظهروا، في حين أن العشرات من الإناث والذكور صغارًا وكبارًا يتجمعون تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد القارس عند إشارات المرور لبيع المناديل الورقية أو قناني مياه الشرب، أو مسح زجاج سيارات الميسورين للحصول على أي مبلغ يمكنهم من مساعدة أسرهم على توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية، الرغيف والفاصوليا.

ويؤكد الأخ عبدالكريم عبدالله، أن الحصول على رغيف من العيش وعلبة زبادي بات وجبة متميزة لكثير من الأشخاص الذين يمكن أن يحصلوا عليها، ويجزم، أن البؤس يعلو ملامح الناس في تحركاتهم بعد أن أرهقتهم المتطلبات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وعجز غالبية كبيرة من السكان عن توفيرها.

ويتفق معه في ذلك منير الواسعي بالقول، أن عشرة أعوام من سيطرة مليشيا الحوثيين على المدينة حوًلت أعدادًا كبيرة من الناس إلى متسولين، لأنه لا توجد أي فرصة عمل أو مصدر آخر يمكن الحصول من خلاله على أي مبلغ مالي،  وأن أي فئة اجتماعية كانت تعيش في مستوى مقبول من الحياة باتت اليوم تقبل الصدقات كأمر واقع.

بدوره يقول وكيل وزارة عرف بين الناس بأخلاقه الرفيعة وكان متوسط الدخل: "بعد أن كان الناس في وسائل المواصلات أو في المقاهي أو في المجالس يناقشون كيفية تحسين معيشتهم، وأمنياتهم المستقبلية، ويتنافسون على تعليم أبنائهم وبناتهم ويخوضون في السياسة والاقتصاد والرياضة والفن، أصبحت أحاديثهم اليوم تتمحور حول الفقر وكيفية الحصول على كيس من القمح أو أسطوانة من غاز الطهي المنزلي ويبذلون أقصى مالديهم من طاقة  من أجل توفير وجبة غذائية واحدة في اليوم تسد رمق ما يعيلونه من أولاد وبنات في عمر الزهور".

من جهته، يقول محمد مراد،وهو عامل، كيف أنه لم يَعد يحصل على دخل يومي يقارب ما كان يلاقيه قبل اقتحام عصابة  الحوثيين صنعاء، لأن اغلبية الذين يبنون ويشيدون العمارات الجديدة من فئة المليشيا الحوثية وهؤلاء يوكلون اعمالهم للزنابيل الذين يوافقونهم آرائهم أو هكذا يوافقون لتسيير أمور حياتهم .


أما الأخ يوسف صالح وبصوت مخنوق وجسد هزيل يرتجف وهو يتحدث قائلا: "فتيات بعمر الزهور، ونساء كبيرات في السن، وأمهات مع أطفالهن يذهبن إلى التقاطعات منذ الصباح وحتى المساء أملًا في الحصول على مساعدة، حيث باتت جزر الشوارع مكانًا لنوم الصغار أو استراحة كبار السن خاصة عند اشتداد الحرارة ظهيرة كل يوم، بعد أن أصبحت العديد من الأسر تفترش الشوارع لعدم تمكنهم من استئجار منازل أو حتى دكاكين تقيهم الحر والبرد".

ويقول الأخ ماجد احمد: "منظر مؤلم أن نرى كبار السن يسابقون الأطفال على مسح زجاج السيارات للحصول على أي مبلغ، وأن هؤلاء بملامح مكسورة، يوضحون للسائقين أنهم موظفون كانوا يعيشون على رواتبهم ولكنهم الآن استنفدوا كل مدخراتهم فباعوا مجوهرات نسائهم وكل ما يمكن بيعه في منازلهم أو بقية من أرض ورثوها من آبائهم في الأرياف، قبل أن يضطروا للخروج إلى التقاطعات لممارسة أي عمل".

ختامًا: 
الانقلاب المليشاوي الحوثي الإيراني يراهن على بسط نفوذه بقوة السلاح وتجويع الشعب، إلا أن لكل ظالم نهاية، وأن الجبروت والطغيان مهما فُرض فإن مصيره الى الهلاك لأن أوهن الحكم هو حكم الطغاة مهما طال أو قصر.