Image

تركيا تُوقف 25 متهماً بتنفيذ هجوم مسلّح على كنيسة في إسطنبول

قررت محكمة تركية حبس 25 متهماً، والإفراج المشروط عن 9 آخرين تورّطوا في هجوم مسلّح على كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية الإيطالية في إسطنبول، وذلك من بين 60 مشتبهاً جرى القبض عليهم؛ لعلاقتهم بالهجوم.

وقال وزير العدل، يلماز تونش، عبر حسابه في «إكس»، الجمعة، إن المحكمة قررت حبس 25 متهماً بعد التحقيق الذي بدأه مكتب المدّعي العام في إسطنبول، من بينهم الداعشي الطاجيكي أميرجون خليكوف، الذي فتح النار داخل الكنيسة، خلال قُداس الأحد الماضي، ما تسبَّب في وفاة المواطن تونجهر جيهان، والروسي ديفيد تانديف، الذي كان معه، ووُجّهت إليهما تهمتا «الانتماء إلى منظمة إرهابية»، و«القتل العمد».

وأضاف أنه جرى إطلاق سراح المتهمين الـ9 الباقين، بشرط خضوعهم للمراقبة القضائية، لافتاً إلى أن التحقيق في الهجوم المسلّح على الكنيسة مستمر بشكل شامل.

وأشار إلى أن من بين المُوقَفين اثنين من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، سبق القبض عليهما.

صورة من موقع الكنيسة بعد الهجوم (متداولة)

دواعش هاربون

واستمعت محكمة في إسطنبول، على مدى ساعات الخميس، إلى إفادات 34 متهماً بالتورط في الهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» الكاثوليكية الإيطالية، الواقعة في حي سارير بإسطنبول، أثناء قداس الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان (52 عاماً).

وألقت قوات مكافحة الإرهاب، التابعة لمديرية أمن إسطنبول، القبض على 60 من المتشبه بتورطهم في الهجوم، بينهم 3 أتراك، والباقي من الطاجيك والروس، في حملة موسّعة شملت 30 منطقة مختلفة في إسطنبول، وجرى إرسال 26 منهم إلى أحد مراكز الترحيل إلى خارج البلاد.

وقالت مصادر التحقيق إن عدداً من الموقوفين في إطار حادثة الهجوم على الكنيسة، تمكنوا من الإفلات من الاعتقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهم أعضاء في جماعة «ولاية خراسان»، التابعة لتنظيم «داعش».

وألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على مُنفّذي الهجوم بعد ساعات من وقوعه، وتمكنت من العثور على السلاحين اللذين استُخدما في الهجوم، مفككين إلى قطع، وتبيّن أن أحدهما كان معطلاً.

وجرى العثور كذلك على ملابس المهاجمين، وأقنعة في حاويات قمامة قرب إحدى الغابات في إسطنبول، كما عُثر على سيارة تحمل لوحات بولندية، فرّ فيها المسلَّحان من مسرح الجريمة، وتبيّن أنها أدخلت تركيا قبل عام ولم تُستخدم قبل الهجوم.

ووفق المعلومات الواردة بطلب الاعتقال الصادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول، فإن الطاجيكي حمزة أميرجون خوليكوف، والروسي ديفيد تانديف، المتهمين بتنفيذ الهجوم، حضرا إلى الكنيسة بسيارة تحمل لوحات بولندية من منطقة باشاك شهير في يوم الحادث، وأن خولوكوف هو من كان يقود السيارة.

زعيم مفترض

وكشفت مصادر أن مِن بين الموقوفين لوسوب تسورويف وموفلات تسورويف وأندريه غوزون، الذين يعتقد أنهم مرتبطون بأميرجون خوليكوف، وأنه يعتقد أن أندريه غوزون هو آدم خاميرزايف، المكنّى آدم أبو درار الشيشاني، وهو أحد قادة تنظيم «داعش» في تركيا، وأن هناك معلومات تفيد بأنه وجّه تعليمات لعناصر تابعة له بتنفيذ أعمال إرهابية في تركيا.

وأعلنت السلطات التركية، الشهر الماضي، القبض على 32 شخصاً يُشتبه في ارتباطهم بتنظيم «داعش» الإرهابي، كانوا يخططون لشنّ هجمات على كنائس ودُور عبادة يهودية في إسطنبول، إلى جانب السفارة العراقية بأنقرة.

وأعلن «داعش»، الذي صنّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013 والمسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عاميْ 2015 و2017، مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة، قائلاً، عبر قناة على «تلغرام»، إن الهجوم جاء استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف اليهود والمسيحيين.

ويُعدّ هذا هو الهجوم الأول الذي يُنفّذه «داعش» في تركيا منذ ليلة رأس السنة الميلادية عام 2017، حيث أدى هجوم نفّذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى أبو محمد الخراساني في نادي رينا الليلي بإسطنبول، إلى مقتل 39 شخصاً، وإصابة 79 آخرين، وحُكم عليه بالسجن لأكثر من ألف عام.

ومنذ ذلك الوقت تُنفذ أجهزة الأمن التركية حملات مكثفة ومستمرة ضد عناصر أسفرت الحملات حتى الآن عن القبض على آلاف العناصر، وترحيل المئات، ومنع آلاف آخرين من دخول الأراضي التركية.

في السياق نفسه، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، القبض على 15 أجنبياً في عملية أمنية ضد «داعش» نفذت في العاصمة أنقرة، الخميس، بعدما تبيّن أنهم انخرطوا في نشاطات لصالح التنظيم.

if (isMobileDevice()) {document.write("