Image

الاتفاق مع القاعدة أسقط ادعاءاتهم وكشف حقيقتهم الإرهابية .. الحوثيون يشعلون فتيل الأزمة وينقلونها إلى مستويات غير مسبوقة

أكدت مصادر مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء، توصل مليشيات الحوثي الارهابية ذراع إيران في اليمن، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى اتفاق تعاون وتخادم جديد بين الجماعتين المدعومتين من ايران وواشنطن.
وأشارت المصادر، إلى أن اهم بنود الاتفاق ان يوفر الحوثيون ملاذًا آمنًا لعناصر التنظيم وتدريبهم على الأسلحة الحديثة مثل "الصواريخ الموجّهة، والطائرات المسيّرة، و زراعة الألغام، والتفخيخ المسير"، مقابل اشتراك عناصر التنظيم في مسرحية البحر الأحمر.

ماذا ينتظر البحر الأحمر؟
وكانت مصادر يمنية مطلعة افادت قبل ايام بوجود لقاءات بين عناصر من الجماعة الحوثية وعناصر من تنظيم القاعدة في صنعاء والحديدة، للتوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة عناصر القاعدة فيما يعرف بمسرحية البحر الأحمر، من خلال تنفيذ عمليات انتحارية.
وعلى ضوء ذلك فإن أزمة البحر الأحمر تتجه نحو مزيد من فصول التصعيد الذي يخدم الاطراف المشاركة في المسرحية، حيث تعد خطوة الاتفاق بين الجماعتين الإرهابيتين خطوة تحمل الكثير من التداعيات.

انكشاف حقيقة الحوثي
ونقلت وسائل إعلام عربية بينها قناتيّ "الحدث عربية وسكاي نيوز عربية"، عن محللين ومفكرين مختصين بشؤون الارهاب، ان اتفاق الحوثي والقاعدة بالمشاركة في عمليات البحر الأحمر، يتوقف على معرفة حدود توظيف القاعدة من جانب الحوثي في هذه الازمة التي تفاعل معها العالم لأهمية المنطقة وطبيعة المستهدف منها.
وذكر المحللون والمفكرون، بأن أهم ما يتعلق بهذا الاتفاق انه يمثل انكشاف لحقيقة الحوثيين الإرهابية، وانكشاف ادعائهم امام اليمنيين والعالم، اثناء اقتحامهم للمدن اليمنية في العام 2015 وشنهم حروبًا مدمرة وارتكابهم مجازرًا بحق اليمنيين الابرياء بحجة محاربة القاعدة وداعش، وهذا وحده يكفي ان يكون سببا لليمنيين والعالم ان يتعامل معهم بحقيقتهم الارهابية المتعاونة والمتخادمة مع اخطر تنظيمات الارهاب في العالم.
وأوضحوا، بأن الهدف الأهم الثاني من وراء هذا الاتفاق الذي لا يعد جديدا فقد تعاون الجانبان في عمليات سابقة ضد اليمنيين، يتمثل الهدف الأهم انه سيتم اسقاط التهم التي كانت تلقيها عناصر الحوثي على اليمنيين المعارضين لهم بأنهم "دواعش وارهابيين من القاعدة"، فبعد هذا الانكشاف ستكون الجماعة محل سخرية من الجميع في حال وجهت أي تهمة جديدة بهذه المسميات على اليمنيين.

حدود استخدام القاعدة 
ويرى المحللون والمفكرون، بأن مليشيات الحوثي استشعرت خطورة ما اقدمت عليها وما تم رسمه لها من قبل ايران وحلفائها الغربيين، بمهاجمة السفن التجارية والملاحة في أهم الممرات التجارية في العالم، وما أحدثته وتسببت به من تأثيرات على مستوى العالم، سيكون له اضرار وردود فعل دولية عليها وعلى مشروعها في اليمن والمنطقة.
وتابعوا، بأن ذلك دفع الحوثيون إلى اللجوء لتنظيم القاعدة من اجل تقديمه الى واجهة الاحداث وجعله كبش فداء ، ولكن بعد فوات الأوان، حيث بات العالم لديه قناعة وكشفوا حقيقتهم الارهابية الدموية التي كانوا يتجاهلونها على مدى تسع سنوات تمارسها الجماعة على اليمنيين.
ووفقا للمحليين والمفكرين، فإن جماعة الحوثي الارهابية أدركت مؤخرا بصعوبة المهمّة التي أقدمت عليها في اعتداءاتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأن صعوبة هذه المهمّة تتطلّب منها استخدام وابتكار الكثير من الأدوات، لتحل محلها فيما ستبدأ هي بالتواري والهروب نحو فتح الجبهات داخل اليمن، في حين سيتم توظيف القاعدة وما يسمى "الإرهاب" وجعله يقاتل الامريكيين والبريطانيين وحلفائهم حتى تتحول التسمية من قتال الحوثيين إلى محاربة الارهاب والارهابيين في اليمن.

خيارات استخدام وقدرات عالية
ووفقًا لما تم تداوله مؤخرًا، فإن جماعة الحوثي الارهابية ومن خلال هذا الاتفاق الغير معلن، تدرس حاليًا خيار استخدام تنظيم القاعدة، لكون عناصر هذا التنظيم لديها خبرات قتالية نوعية، وقدرات على توجيه ضربات موجعة وحسّاسة، إلى جانب استعدادها لتنفيذ مهام انتحارية، وهو ما تفتقر له المليشيات الحوثية التي تحارب بأبناء اليمن المغرر بهم دون اشراك عناصرها العقائدية في أي قتال.
وتعلم جماعة الحوثي أن بإمكانها استغلال الدافع العقائدي الذي يتوفّر لأفراد تنظيم القاعدة، وهو العداء الصريح للغرب، والذي عادة ما يلجأ التنظيم إلى استقطاب وتجنيد أفراده تحت تلك الشعارات، بينما لا يملك أفراد جماعة الحوثي نفس قوة الحافز والاستعداد للعمليات الانتحارية برغم أن شعاراتها موجّهة تجاه الغرب، بحسب الكاتب اليمني.

اليد الإيرانية في إرهاب البحر القادم
وتتوقع العديد من المصادر والمراقبين، بأن من يقف وراء ما يجري بشان استخدام الارهاب في عمليات ضد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، هي ايران التي تستضيف قيادة تنظيم القاعدة في أراضيها.
وتشير إلى أن البوادر حول استخدام القاعدة في اليمن بدات منذ العام الماضي 2023، عقب توجيه خالد باطرفي في أثناء لقائه قيادات ميدانية؛ من بينهم أبو الهيجاء الحديدي، وأبو علي الديسي، وأبو أسامة الدياني، وأبو محمد اللحجي، بعدم توجيه ضربات في مناطق سيطرة الحوثيين، والتركيز فقط على عمليات ضد الحكومة في المناطق المحررة كأبين والبيضاء وشبوة وعدن ولحج والضالع.
كما ظهرت مؤشرات إدارة ايران للتنظيم في اليمن، من خلال اشراك خبراء من الحرس الثوري في تدريب عناصر القاعدة على استخدام المسيّرات والاسلحة الحديثة بالتنسيق مع الحوثيين، حيث تمكنت قوات العمالقة في شبوة من الكشف عن مشاركة القاعدة القتال مع الحوثيين واستخدام مسيّرات وأسلحة إيرانية، وفقًا لوثائق تم الحصول عليها من مواقع الحوثي ومن اعترافات أسرى القاعدة لدى القوات.