Image

جهود سودانية وإقليمية لإنهاء الحرب

أتمت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها العاشر، لتتمدد شاملة مناطق لم تكن في بداية الحرب مسرحاً للعمليات العسكرية، في وقت تتسارع خطى الفاعلين على المستويين المحلي والإقليمي نحو إيجاد مخرج ينهي الحرب، ويؤسس لمرحلة من الاستقرار في البلاد، بعدما شلّت الآلة الحربية جلّ مناحي الحياة، فباتت المخاوف جدية من تحول الصراع النخبوي إلى حرب حرب أهلية طاحنة، في أعقاب حملات التسليح الشعبي الواسعة التي نظمت في أقاليم البلاد، في الآونة الأخيرة.

هذا فضلاً عن المساعي المتواصلة التي يبذلها رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك، بعقده لقاءاً تشاورياً مع رؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية «إيغاد»، خلال انعقاد القمة الاستثنائية الـ42 في العاصمة الأوغندية، كامبالا، أول من أمس، لبحث الأزمة السودانية، وقضايا إقليمية أخرى.

إذ أكد حمدوك في تصريح صحافي، أمس، تقديمه شرحاً وافياً لزعماء «إيغاد» حول تقييم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، لجذور الأزمة السودانية، ورؤيتها لسيناريوهات وقف الحرب المدمرة، كأولوية قصوى، ومعالجة آثار الكارثة الإنسانية، جنباً إلى جنب مع الحلول السياسية المستدامة التي تفضي إلى استعادة السلام، والاستقرار، والتحوّل المدني الديمقراطي في السودان.

فيما أشاد حمدوك خلال اللقاء التشاوري على الدور المحوري الذي تضطلع به «إيغاد»، والاتحاد الأفريقي، لمعالجة الأزمة السودانية، مؤكداً دعم وتعاون «تقدم» ضمن الجهود المبذولة في هذا الصدد، بما في ذلك عملية إعادة الإعمار بعدما تضع الحرب في السودان أوزارها، وقال حمدوك: «تتواصل جهودنا، لإنقاذ الوطن، ونتعاون مع كل الذين يريدون لشعبنا، وللسودان، الخير والسلام».

وميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة على الحدود الغربية لولاية سنار، ناحية منطقة جبل موية، بين عناصر من «الدعم السريع»، وقوات الجيش السوداني.

وفي جنوب كردفان، دارت معارك عنيفة بين القوات السودانية، وعناصر تابعة لـ«الدعم السريع»، حاولت الهجوم على مدينة العباسية تقلي، ووفق مصادر محلية، استمر الاقتتال لساعات طويلة تمكن بعدها الجيش السوداني صدّ الهجوم، وسط وقوع قتلى من الجانبين.

إلى ذلك، تواصلت عمليات القصف المتبادل في العاصمة الخرطوم، وأفاد شهود بأن اشتباكات عنيفة دارت شمالي مدينة الخرطوم بحري، فيما سمع دوي انفجارات مدوية في منطقة الجريف، شرقي الخرطوم، كما استهدف الجيش السوداني مواقع لـ«الدعم السريع» في المنطقة المحاذية للنيل الأزرق من الناحية الغربية.