Image

تهدد حياة 5200 مريض وشبيهة بجريمة أطفال السرطان .. التحذير من صفقة حوثية "مشبوهة" لاستيراد محاليل الغسيل الكلوي

حذّرت مصادر طبية في العاصمة المختطفة، صنعاء، من تمرير وزارة الصحة في حكومة مليشيات الحوثي، الغير معترف بها، "صفقة مشبوهة" لتوريد محاليل وحدات الغسيل الكلوي، بقيمة 6 ملايين دولار.

ووفق المصادر الطبية، فإن مليشيات الحوثي، أبرمت أخيراً صفقة "مشبوهة" ستكون لها آثار سلبية على أكثر من 5200 شخص يحصلون على الغسيل الكلوي، مشيرة إلى أن الجماعة منحت شركة استيراد محلية غير موثوقة، الحصة الأكبر من استيراد 200 ألف وحدة غسيل كلوي، من أصل 350 ألف وحدة، بعقد بلغت قيمته نحو 6 ملايين دولار.

ووفقًا للمصادر، فإن الشركة حصلت "بطريقة ما" على عقد توريد وحدات جلسات الغسيل بنسبة 57.4 في المائة من الصفقة البالغة 550 ألف وحدة، محذرة من مخاطر وتبعات الصفقة، خصوصاً أن الشركة ذاتها، سبق أن تورّطت بمخالفات عدة كان آخرها تورطها بحذف تاريخ انتهاء صنف دوائي تابع لها وطباعة تاريخ جديد.

ووفق ما ذكرته المصادر، فإنه ونتيجة الصراع على صفقات استيراد الأدوية والمحاليل الطيبة، ومنها محاليل الغسيل الكلوي من قبل قيادات حوثية، تم رفع الملف إلى ما يُسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط،  الذي وجّه بدوره بأن توكل عملية استيراد وحدات جلسات الغسيل الكلوي إلى المؤسسة الاقتصادية الخاضعة لسيطرة الحوثي في صنعاء، لكن ذلك لم ينفذ، كما تم تجاوز الشركات التي تتصدر السوق الدوائية في البلاد وتعمل في مجال استيراد الأجهزة والعلاجات الخاصة بمرضى الغسيل الكلوي.

مهددون بالموت
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يوجد في اليمن نحو 55 ألف مريض يحتاجون للغسيل الكلوي، وهناك 32 مركزاً للغسيل الكلوي، أغلق 4 منها، في حين تفتقر محافظات ريمة وأبين ولحج والجوف والضالع والبيضاء لأي مراكز للغسيل الكلوي.
كما تقدّر مصادر طبية يمنية وجود أكثر من 150 ألف شخص لا يزالون قبل مرحلة الغسيل، لأن وظائف الكلى لديهم لا تزال تعمل بطريقة ما، غير أن 25 إلى 30 في المائة منهم سيصلون إلى مرحلة الفشل الكلوي خلال عام أو عامين، خصوصاً في ظل ظروف الحرب والحصار والوضع الاقتصادي المتدهور الذي حد من قدرتهم على شراء العلاج في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من أن مرضى الفشل الكلوي يحتاجون إلى 750 ألف وحدة غسيل كلوي سنوياً، فإن ما يتوفر لا يزيد على نصف الاحتياج، وسط تأكيدات بأن 25 في المائة من المرضى يفارقون الحياة سنوياً; بسبب نقص الرعاية الصحية أو عدم الحصول عليها. وتولت منظمة الصحة العالمية خلال الفترة السابقة تغطية ما نسبته 75 في المائة من تكلفة الأدوية الباهظة لأولئك المرضى.

مساعدات أممية
تقول منظمة الصحة العالمية: إنها "زوّدت المرافق الصحية بمعدات غسيل الكلى والمستلزمات والدعم المالي اللازم لاستمرارية تقديم خدمات الغسيل الكلوي لنحو 3500 مريض في جميع أنحاء البلاد، وإنها تدعم 27 مركزاً لغسيل الكلى في جميع أنحاء اليمن بعلاجات أسبوعية مدعومة بنسبة 90 إلى 100 في المائة، كما تقدّم نحو 37300 جلسة غسيل كلوي كل شهر، بتكلفة مالية ضئيلة أو دون تكلفة.
ويضطر كثير من المرضى في اليمن إلى القيام برحلات طويلة وشاقة ومكلفة مرتين في الأسبوع للوصول إلى مراكز غسيل الكلى وتلقي العلاج والعودة إلى منازلهم، في ظل ارتفاع تكلفة الغسيل الكلوي إلى نحو 50 دولاراً أميركياً للجلسة الواحدة.
وبحسب الأطباء في محافظة الحديدة، فإن معاناة مرضى الفشل الكلوي هناك لا تنتهي؛ لأنهم إلى جانب حاجتهم إلى رعاية طبية مستمرة، لا يستطيعون شراء العلاجات باهظة الثمن، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها غالبية عظمى من سكان البلاد.
ويؤكد الأطباء، أنه أصبح من الصعب على كثير من الأسر توفير ثمن جلسات الغسيل الكلوي، أو الأدوية التي يحتاجها أقاربهم، لذلك، تضطر هذه الأسر إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم لتوفير الأدوية.

جريمة أطفال السرطان
ويربط العديد من المهتمين الصفقة الجديدة لاستيراد المحاليل الخاصة بغسيل الكلى، بالجريمة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في العام 2022، ضد اطفال السرطان بمستشفى الكويت العام بالعاصمة صنعاء والتي أدت لوفاة 11 طفلًا من مرضى سرطان الدم وإصابة 10 آخرين جراء اعطائهم "دواءً ملوثًا".
وفي سبتمبر 2023، تم الكشف عن جريمة مماثلة راح ضحيتها 9 أطفال من مرضى السرطان في صنعاء، حيث تؤكد مصادر طبية في صنعاء ووثائق رسمية، عن جريمة جديدة وقعت بحق عدد من الأطفال في المستشفى نفسه.
المصادر كشفت إصابة 9 من الأطفال المصابين بالسرطان بالأعراض نفسها، التي أُصيب بها الأطفال المتوفون في 2022، فيما عُرف بـ"جرعة الموت"، وعانى الأطفال التسعة من أعراض جانبية، منها التحسس، وارتفاع درجات الحرارة، واحمرار الجسد بشكل غير معتاد، حيث تم حقنهم بـ"الميثوتركسات"، وهو الدواء نفسه الملوث الذي تسبب بوفاة الأطفال العام 2022.
وتفيد الوثيقة الصادرة عن المركز الوطني لعلاج الأورام في العاصمة صنعاء، بأنه جرى تشكيل لجنة للاطلاع على ما حدث، إلا أنه لم يتم الإفصاح عن نتائج تحقيقات اللجنة المشكلة من عناصر حوثية عاملة في المجال الطبي.